أمجد داود شاب في الرابعة والعشرين، اضطر إلى تبديل مجال عمله لأنه لم يجد فرصة في اختصاصه كممرض من خريجي معهد "صيدون" في صيدا، جنوب لبنان. السبب كالعادة أنّه فلسطيني.
درس المهنة حباً بها، وبعد التخرج لم يتمكن من تحقيق حلمه بالعمل، فالفلسطيني ممنوع من كثير من المهن في لبنان من ضمنها التمريض، ومستشفيات المخيمات لا تستوعب إلاّ القليل من الممرضين نسبة لعدد الخريجين. هذا الواقع دفعه إلى مهنة أخرى، فبات مصوّراً يعمل في موقع إخباري إلكتروني، كي يتمكن من تأمين مصروفه الشخصي. المصروف الذي لا يرغب في أخذه من والديه المغتربين في الإمارات لتأمين معيشة العائلة.
هو من بلدة عمقا في فلسطين المحتلة. ولد لاجئاً في مخيم عين الحلوة، في صيدا، وما زال يقيم هناك مع أشقائه لدى جدته وجده. أمجد في كلّ الأحوال شاب متفائل لم تكسره القرارات الرسمية القاضية بمنعه مع غيره من العمل، فاختار التصوير. ومن خلال دورة نظمتها جمعية "نواة" في مخيم عين الحلوة تمكن من ذلك. وكانت الدورة، التي أشرف على تدريب المشاركين فيها مصور صحافي إسباني، مفيدة لأمجد خصوصاً أنّه يحب التصوير أيضاً.
يقول: "عدا عن التصوير الفوتوغرافي، أعمل في مونتاج الأفلام القصيرة أيضاً. لم أدرس هذه المهنة كاختصاص كامل، لكنّي أحببتها دائماً". وعن اختصاصه يقول: "بعد تخرجي، عملت سنتين في مستشفى النداء الإنساني. في هذه الفترة تطوعت في فريق الإسعاف التابع للمستشفى، وأشرفت على تدريبات في الإسعافات الأولية في منظمة الصليب الأحمر اللبناني. لكنّي بعد فترة تركت العمل في المستشفى لأسباب خاصة. عندها، تطوعت في مركز جمعية التضامن الاجتماعي نواة في المخيم، وتوليت تصوير النشاطات هناك. ثم تلقيت دورة لأسبوع واحد في التصوير".
يتابع: "بعد تلك الدورة، بدأت العمل الفعلي في المجال، فاشتريت كاميرا وبتّ أعمل في التصوير الفوتوغرافي والمونتاج. أول عمل مونتاج لي كان من خلال تصوير مسرحية لشباب من السوريين النازحين إلى مخيم عين الحلوة". لكنّ الخطوة الكيرى كانت من خلال إعداده فيلماً قصيراً عن تهجير السوريين الحالي وتهجير الفلسطينيين في نكبة 1948. شاهدت الفيلم الفنانة أمل كعوش (موسيقية ورسامة كاريكاتير فلسطينية لاجئة في لبنان) فأرسلت أمجد إلى مؤسسة "عامل" في بيروت لتلقي دورة محترفة في التصوير والمونتاج. مدة الدورة كانت أسبوعين، فيها تعلّم الكثير من المهارات والخفايا، خصوصاً في المونتاج. يقول: "بات بإمكاني منذ ذلك الحين إجراء مونتاج لبعض المشاهد وتحميلها على موقع يوتيوب. بعدها، تطوعت في شبكة الترتيب العربي التي فتحت أمامي المجال لأتعرف أكثر إلى عالم الإعلام. عبر الشبكة وجمعية نواة بتّ أغطي الأحداث في مخيم عين الحلوة، إلى أن طلب مني موقع صيدا تي في قبل ثلاث سنوات العمل لديه في التصوير والمونتاج. توليت المهمة منذ ذلك الحين، بالإضافة إلى نشر الأخبار على الموقع".
وعن أوضاعه بشكل عام، يقول: "على الرغم من التضييق على الفلسطينيين لناحية منعهم من العمل في كثير من المهن في لبنان، تبقى هناك فسحة أمل يستطيع الشباب الفلسطينيون أن يخترقوها، ويحاولوا معها الوصول إلى أهدافهم. صحيح أنني لم أمارس مهنتي التي لطالما أحببت والتي تخصصت فيها بسبب القوانين الظالمة للفلسطيني، لكنّي أبقى أفضل حالاً من كثير من الفلسطينيين الذين نالوا شهادات عالية ولم يحققوا فرصتهم في العمل. منهم من هاجر ومات، ومنهم من بقي في المخيم متبطلاً حبيس الجدران والزوايا. ومنهم من يعمل بقالاً أو بائع خضر، وغيرها من المهن لتأمين رزقه أو سدّ دين سابق اضطر إليه من أجل أقساطه الجامعية".
يختم: "الفلسطيني في حاجة إلى فرصة حياة تساعده على تعزيز الشعور بإنسانيته كبقية البشر. الحق الإنساني مطلوب من لبنان تأمينه، فهو البلد الذي ولدنا فيه. وليس ذنبنا أنّنا ولدنا هنا".
اقــرأ أيضاً
درس المهنة حباً بها، وبعد التخرج لم يتمكن من تحقيق حلمه بالعمل، فالفلسطيني ممنوع من كثير من المهن في لبنان من ضمنها التمريض، ومستشفيات المخيمات لا تستوعب إلاّ القليل من الممرضين نسبة لعدد الخريجين. هذا الواقع دفعه إلى مهنة أخرى، فبات مصوّراً يعمل في موقع إخباري إلكتروني، كي يتمكن من تأمين مصروفه الشخصي. المصروف الذي لا يرغب في أخذه من والديه المغتربين في الإمارات لتأمين معيشة العائلة.
هو من بلدة عمقا في فلسطين المحتلة. ولد لاجئاً في مخيم عين الحلوة، في صيدا، وما زال يقيم هناك مع أشقائه لدى جدته وجده. أمجد في كلّ الأحوال شاب متفائل لم تكسره القرارات الرسمية القاضية بمنعه مع غيره من العمل، فاختار التصوير. ومن خلال دورة نظمتها جمعية "نواة" في مخيم عين الحلوة تمكن من ذلك. وكانت الدورة، التي أشرف على تدريب المشاركين فيها مصور صحافي إسباني، مفيدة لأمجد خصوصاً أنّه يحب التصوير أيضاً.
يقول: "عدا عن التصوير الفوتوغرافي، أعمل في مونتاج الأفلام القصيرة أيضاً. لم أدرس هذه المهنة كاختصاص كامل، لكنّي أحببتها دائماً". وعن اختصاصه يقول: "بعد تخرجي، عملت سنتين في مستشفى النداء الإنساني. في هذه الفترة تطوعت في فريق الإسعاف التابع للمستشفى، وأشرفت على تدريبات في الإسعافات الأولية في منظمة الصليب الأحمر اللبناني. لكنّي بعد فترة تركت العمل في المستشفى لأسباب خاصة. عندها، تطوعت في مركز جمعية التضامن الاجتماعي نواة في المخيم، وتوليت تصوير النشاطات هناك. ثم تلقيت دورة لأسبوع واحد في التصوير".
يتابع: "بعد تلك الدورة، بدأت العمل الفعلي في المجال، فاشتريت كاميرا وبتّ أعمل في التصوير الفوتوغرافي والمونتاج. أول عمل مونتاج لي كان من خلال تصوير مسرحية لشباب من السوريين النازحين إلى مخيم عين الحلوة". لكنّ الخطوة الكيرى كانت من خلال إعداده فيلماً قصيراً عن تهجير السوريين الحالي وتهجير الفلسطينيين في نكبة 1948. شاهدت الفيلم الفنانة أمل كعوش (موسيقية ورسامة كاريكاتير فلسطينية لاجئة في لبنان) فأرسلت أمجد إلى مؤسسة "عامل" في بيروت لتلقي دورة محترفة في التصوير والمونتاج. مدة الدورة كانت أسبوعين، فيها تعلّم الكثير من المهارات والخفايا، خصوصاً في المونتاج. يقول: "بات بإمكاني منذ ذلك الحين إجراء مونتاج لبعض المشاهد وتحميلها على موقع يوتيوب. بعدها، تطوعت في شبكة الترتيب العربي التي فتحت أمامي المجال لأتعرف أكثر إلى عالم الإعلام. عبر الشبكة وجمعية نواة بتّ أغطي الأحداث في مخيم عين الحلوة، إلى أن طلب مني موقع صيدا تي في قبل ثلاث سنوات العمل لديه في التصوير والمونتاج. توليت المهمة منذ ذلك الحين، بالإضافة إلى نشر الأخبار على الموقع".
وعن أوضاعه بشكل عام، يقول: "على الرغم من التضييق على الفلسطينيين لناحية منعهم من العمل في كثير من المهن في لبنان، تبقى هناك فسحة أمل يستطيع الشباب الفلسطينيون أن يخترقوها، ويحاولوا معها الوصول إلى أهدافهم. صحيح أنني لم أمارس مهنتي التي لطالما أحببت والتي تخصصت فيها بسبب القوانين الظالمة للفلسطيني، لكنّي أبقى أفضل حالاً من كثير من الفلسطينيين الذين نالوا شهادات عالية ولم يحققوا فرصتهم في العمل. منهم من هاجر ومات، ومنهم من بقي في المخيم متبطلاً حبيس الجدران والزوايا. ومنهم من يعمل بقالاً أو بائع خضر، وغيرها من المهن لتأمين رزقه أو سدّ دين سابق اضطر إليه من أجل أقساطه الجامعية".
يختم: "الفلسطيني في حاجة إلى فرصة حياة تساعده على تعزيز الشعور بإنسانيته كبقية البشر. الحق الإنساني مطلوب من لبنان تأمينه، فهو البلد الذي ولدنا فيه. وليس ذنبنا أنّنا ولدنا هنا".