أمانو يلتقي ظريف: تساؤلات عن تجارب تحاكي اختبارات نووية

18 يوليو 2014
إيران تواجه تعقيدات جديدة (ديتر نيغل/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

 

التقى رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، بوزير الخارجية الإيراني؛ ورئيس الوفد المفاوض في محادثات فيينا، محمد جواد ظريف، وذلك على هامش جولة المحادثات النووية بين إيران ودول 5+1، التي تحوّلت قضايا البحث فيها إلى مسألة إمكانية تمديد المفاوضات أو عدمه.

وذكرت وكالة أنباء "ايسنا" الإيرانية، اليوم الجمعة، أن هذا اللقاء ناقش بعض النقاط الخلافية بين إيران والوكالة، والمتعلقة ببعض منشآت البلاد النووية.

ووفق الوكالة الإيرانية، تعيّن على ظريف الإجابة عن بعض التساؤلات، التي تطرحها الوكالة على طهران، ومنها ما يتعلق ببنود الاتفاق الموقع بين الطرفين في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، بحضور أمانو، ورئيس مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي.

وتجتمع طهران بشكل دوري مع وفود من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، سواء في إيران أو خارجها، وكان آخر هذه الاجتماعات قد جرى في شهر مايو/أيار الماضي.

وتجري هذه الاجتماعات على أرضية اتفاق بين الطرفين، ينص على أن تقدم طهران معلومات حول منجم غاتشين لاستخراج اليورانيوم الخام، المستخدم بعد التخصيب في صناعة الوقود النووي اللازم للمنشآت النووية كما تقول طهران، والتي عليها أن تبدد الشكوك حول مفاعل "آراك"، الذي يقلق الغرب والوكالة أيضاً، كونه يعمل بالماء الثقيل، وينتج البلوتونيوم، الذي يسهل الحصول على سلاح نووي.

على طهران أيضاً أن تقدم، وفق الاتفاق المشار إليه، جميع التفاصيل حول أي مفاعل نووي جديد تمتلكه أو تنوي بناءه، فضلاً عن المعلومات المتعلقة بنسب تخصيب اليورانيوم، الذي نص اتفاق جنيف الأخير على إيقافه بنسبة 20 في المئة، واستمراره بنسبة 5 في المئة فقط، مع تخفيض نصف مخزون البلاد من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة بإشراف الوكالة.

غير أن العقدة الشائكة تكمن في بعض الوثائق، التي تقول الوكالة إنها تمتلكها، والتي تتحدث عن قيام إيران بسلسلة تفجيرات تحاكي فيها اختبارات نووية، الأمر الذي يثير الشكوك حول صناعة رؤوس نووية تركب على الصواريخ. ووفق الوكالة، أجريت هذه الاختبارات داخل غرفة فولاذية في موقع بارتشين. 

من جهتها، تقول طهران إنها فتحت الموقع للتفتيش خلال الأعوام السابقة، مشيرة إلى أنه موقع عسكري وليس نوويا، ومضيفة أن وثائق الوكالة لم تقدم لها، وأنها مجرد ادعاءات تسعى لعزلها دولياً، وتعقيد الاتفاق.

"تمديد فيينا"

من جهة ثانية، تستمر في فيينا الجولة السادسة من المفاوضات بين طهران والسداسية الدولية، والتي كان من المفترض أن تكون الأخيرة.

واللافت أن الجولة لم تعد تناقش النقاط الخلافية بشأن برنامج البلاد النووي، بل انشغلت بالنقاش حول إمكانية التمديد وشروطه، والسعي لإيجاد أرضية توافق تستمر على أساسها المفاوضات لأشهر أخرى.

وكان من المفترض أن تحوّل مناقشات هذه الجولة اتفاق جنيف المؤقت إلى نهائي، لكن الخلافات الكبيرة عطلت ذلك. ويلخص أهمها بعدد أجهزة الطرد المركزي الكبير الذي تمتلكه إيران، مقابل إصرار الغرب على تقليصه، فضلا عن إصرار إيران على إلغاء العقوبات بالكامل، وهو ما رفضته بعض الدول، ول اسيما الولايات المتحدة.

وفيما يبدو أنه رغبة إيرانية باستمرار المحادثات، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمس الخميس، إنه ليس لدى إيران مانع من تمديد جولات الحوار ستة أشهر أخرى، إذا ما تعامل الطرف الآخر مع بلاده بإيجابية، وأثبت حسن نواياه، مضيفاً أن بلاده لن تتراجع قيد أنملة عن برنامجها النووي السلمي، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".

وصبّت تصريحات وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، لصالح التمديد. ويستمر ظريف بلقاءاته المكثفة في فيينا، وكان آخرها لقاءه مع منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، أمس الخميس، فضلاً عن اجتماع ثنائي بين الوفدين الإيراني والأميركي في اليوم ذاته. وبالتزامن تستمر الاجتماعات، اليوم الجمعة، بين مساعدي وزراء الخارجية للوصول إلى صيغة اتفاق مبدئية، عساها تنهي الجولة، في العشرين من الشهر الجاري، بالاتفاق على التمديد، الذي يضمنه اتفاق جنيف بستة أشهر أخرى، ويبقى هذا السيناريو هو المرجح، نظراً لعدم إبداء أي طرف ميلاً لنسف سياسة الحوار بالكامل.

المساهمون