ألونسو...مهندس إعادة بناء وسط البايرن على الطريقة الإيطالية

31 اغسطس 2014
مهمة ألونسو ليست هامشية مع البايرن
+ الخط -

انتقل توني كروس إلى ريال مدريد قادماً من بايرن ميونخ مطلع هذا الصيف، ورحل المايسترو الإسباني، تشابي ألونسو إلى قلعة بافاريا في الساعات الأخيرة من فترة الانتقالات الحالية، هكذا هو الميركاتو، مفاجآت مستمرة وتوقعات غير مؤكدة، ومن الصعب قراءة أوراق الفرق الكبيرة حتى آخر دقيقة من السوق الأوروبية المشتعلة.

رحيل تشابي ألونسو ليس بالأمر الهيّن داخل قلعة الملكي المدريدي، إنه الأستاذ صانع اللعب من الخلف، والدينامو الذي يحمي منطقة المناورات بالمنتصف، مع خبرته الكبيرة وانتمائه غير العادي داخل وخارج الملعب للقميص الأبيض، وبالتالي فقدانه لن يكون سهلاً حتى مع قدوم الألماني الرائع مؤخراً، توني كروس، أحد نجوم المونديال. ومن الواضح أن كارلو أنشيلوتي سيعتمد بشكل كبير على الثنائي، لوكا مودريتش وكروس في الارتكاز، بالإضافة إلى وجود بدائل جاهزة كخضيرة وأياراميندي.

يمتاز سامي بالقطع من الخلف إلى الأمام بالإضافة إلى مجهوده البدني الكبير كارتكاز دفاعي منطلق دائماً إلى الهجوم، أما أياراميندي القادم من سوسيداد، لم يقدم ما يشفع له خلال الموسم الماضي، لكنه لديه ميزة خاصة، تؤهله للمشاركة عند الحاجة، وهي نسبة تمريراته المميزة، وقدرته على التسديد من بعيد، وأداء الأدوار الدفاعية بامتياز.

أيام بريشيا
أما الرهان الحقيقي سيكون في بافاريا، حيث يراهن الفيلسوف، بيب جوارديولا، على تشابي ألونسو، والكل يتذكر الخلاف الشهير بينهما خلال إحدى مباريات الكلاسيكو، حينما احتك رونالدو بجوارديولا، واشتعلت الأمور، ونادى المدرب الشاب على تشابي من أجل توضيح الأمور له وتسوية المشكلة سريعاً قبل أن تتفاقم، ليرد النجم الكبير في المؤتمر الصحافي الأخير مؤكداً أن المناوشات في المباريات الصعبة تنتهي بمجرد صافرة الحكم، وأنه مشتاق للعب مع المدير الفني الذي فاز بكل شيء.

من الممكن أن يستعيد جوارديولا خبرة أستاذه القديم ومدربه الأسبق في بريشيا الإيطالي، الثعلب العجوز كارلو ماتزوني، الذي أعاد باجيو للحياة من جديد، ووضع كامل ثقته في بيب، واخترع مركز أندريا بيرلو الجديد، صانع اللعب المتأخر الأقرب إلى دور الـ Deep-Lying أي اللاعب الذي يعود من الوسط لكي يتمركز أمام الدفاع، يستلم الكرات وينقلها للأمام، ويكون همزة الوصل بين الدفاع والهجوم في مهارة وانسيابية.

يقول ماتزوني عن تلك المحادثة مع بيرلو، إنه جاء إليه وقال، أريدك أن تلعب أمام خط الدفاع لأنك تمتلك رؤية كروية مذهلة، وأن تترك الهجوم وتعود للخلف أكثر. ليرد عليه بيرلو مؤكداً أنه يحب الهجوم وتسجيل الأهداف، ويجاوبه كارلو بكلمات واضحة، أنت الآن تسجل خمسة أهداف في الموسم، ستسجل أكثر من ذلك، وتصنع مثل هذا الرقم مرتين.

ومن يومها، وبيرلو هو الريجستا الإيطالية بعد أن كان لاعب وسط مهاجما وصانع لعب متقدما في الملعب، ويبدو أنه سيعتزل أيضاً في هذا المركز بتألقه المستمر مع فريق يوفنتوس في الدوري، رفقة المدرب أنتونيو كونتي، وحالياً ماسيمو أليجري.

الأستاذ
يُعرف عن ألونسو، مستواه الثابت وتمريراته المتقنة الأشبه بالعمليات الرياضية، إنه يملك قدما حريرية لا تعرف الخطأ، ويجيد الكرات الطولية من الخلف إلى الأمام. راهن عليه رافا بينيتيز مع ليفربول حينما قرر أن يلعب بثلاثية الوسط، ماسكيرانو قاطع الكرات، وجيرارد الوسط المهاجم، وبينهما المايسترو تشابي الذي يربط الدفاع بالهجوم ويعتبر كلمة السر في صلابة وقوة الوسط الأحمر.

وبعد انتقاله إلى ريال مدريد، لعب ألونسو بجوار خضيرة في ثنائية المحور، خضيرة أقرب لدور الدفاع، وتشابي هو الارتكاز المساند الذي يضع الكرات إلى الهجوم، لكن فكرة التغطية كانت مميزة، لأن سامي ينطلق إلى الأمام كثيراً، ويقوم ألونسو بالدفاع العرضي خلفه وأمام الدفاع، وهي الفكرة التي استخدمه فيها كارلو أنشيلوتي العام الماضي. لعب الميرينجي بثلاثية الوسط، ألونسو كارتكاز متأخر، وأمامه كلاً من لوكا مودريتش ودي ماريا المائل إلى الجناح، وقدم تشابي موسما مميزا، خصوصاً على مستوى قطع الكرات والتمرير من الخلف.

ومن المتوقع أن يستخدمه جوارديولا في الارتكاز الصريح لكن مع ديناميكية أكبر وجودة أوضح، خصوصاً أن الثنائي يحب فكرة التمرير والاستحواذ على الكرة، لذلك سيحاول بيب إدخال فكرة "الريجستا" لكن على الطريقة الإسبانية في الملاعب الألمانية خلال العام الحالي، أي سيكون ألونسو هو الارتكاز الصريح في تشكيلة بايرن، أمام الدفاع وخلف لاعبي الوسط.

تكتيك "الميديانو"
الريجستا تعنى المخرج على الطريقة الإيطالية في ملاعب كرة القدم، لكنه تكتيك يحتاج إلى لاعب آخر من أجل الحجز وتقديم الدعم الكامل. قديماً، لعب جاتوسو رفقة بيرلو، يدافع رجل الغابة ويقوم بقطع الكرات وإعطائها لأندريا الذي يتصرف فيها وكأنه فنان يقود أوركسترا. وفي الآونة الأخيرة، قام دي روسي بنفس الدور رفقة بيرلو مع المنتخب الآزوري. ومع انخفاض لياقة بيرلو، أصبح الضغط عليه مؤثراً جداً، لذلك أصبح بجواره دائماً لاعب آخر من أجل الحماية، فيما يعرف بـ "الميديانو" أي اللاعب الأقرب لدور رجل الحراسات الخاصة.

ومع بايرن هذا العام، يفكر بيب في اللعب بطريقة لعب 3-5-2 ومع وجود ألونسو في الارتكاز أمام ثلاثي الدفاع، وبسبب ضعف اللياقة المتوقعة مع كثرة المباريات، سيحتاج تشابي إلى لاعب آخر يسانده دفاعياً على خطى بيرلو. والحل السحري عند بيب وبايرن سيكون في المغربي الوافد، المهدي بن عطية.

يقول بيب عن المهدي، إنه إضافة رائعة، يجيد التغطية الدفاعية، بالإضافة إلى قدرته على الصعود للأمام والدعم الهجومي، لذلك سيكون المدافع المغربي داعما قويا للإسباني الخبير خصوصاً أثناء ضغط المنافس أو عند مرحلة قطع وخطف الكرات، ونقلها للأمام مع التحولات الهجومية. لذلك بن عطية يصعد للأمام مع تحول ثنائي الأطراف للخلف، وتتحول الخطة من 3-4-3 إلى 4-3-3 عند الدفاع، لصناعة خط دفاع متقدم أمام محاولات الخصوم.

المساهمون