ألوان لمدينة أحببتها..معرض فني كويتي في البصرة

29 نوفمبر 2015
خطوة كبيرة نحو تعزيز العلاقات العراقية الكويتية(فيسبوك)
+ الخط -


أقيم في مدينة البصرة 547 كلم جنوب العاصمة بغداد، المعرض الفني الثالث للفنان الكويتي ناجي الحاي ضمن مساعي توثيق العلاقات بين البلدين، إثر التوتر السياسي الذي حصل عام 1990.

حمل المعرض عنوان (ألوان لمدينة أحببتها)، وتضمن 20 لوحة مختلفة، وهو المعرض الثالث للفنان ناجي الحاي في العراق، بعد معرضه الأول الذي أقامه عام 2010 في البصرة والمعرض الثاني عام 2013 في العاصمة بغداد.

وقال مدير قصر الثقافة والفنون في البصرة عبد الحق مظفر في تصريح صحافي: "هناك تراث مشترك بين البصرة والكويت، بنيت عليه علاقات متينة بين البلدين ونأمل مد جسور التواصل الثقافي وعمل أسابيع ثقافية كبيرة في المستقبل مثل أسبوع ثقافي بصري في الكويت وأسبوع ثقافي كويتي في البصرة". وأضاف مظفر: "نأمل أن يفتح هذا المعرض الطريق أمام نشاطات ثقافية متنوعة بين البلدين في المستقبل القريب".

وكشف الفنان ناجي الحاي في تصريح نقلته وكالة رويترز أنَّ: "هذا المعرض هو الثاني في البصرة بعد المعرض الذي أقيم عام 2010 في المدينة، والكويت كما هو معروف منفتحة على البصرة روحياً وتاريخياً وهي محاولة لإيصال رسالة إلى أهلي في الكويت أننا بعيدون عن التطرف والسياسة ونريد السلام".

وأوضح أن المعرض تضمن 20 لوحة تشكيلية من الفن التجريدي حملت مضامين العلاقات المشتركة بين البصرة والكويت والأفق التراثي والحضاري المشترك بينهما. مشيراً إلى أنَّ"البصرة تعتبر قبلة الفنانين العرب فهي تحتضن أسماء كبيرة ولامعة في سماء الفن والثقافة والإبداع بشكل عام".

واعتبر فنانون ومثقفون أنَّ المعرض يأتي ضمن المساعي الحثيثة لإعادة العلاقات بين البلدين وفتح نافذة الحوار والتعاضد كشعبين شقيقين وقال الفنان العراقي باسل الخطيب: "هذا المعرض خطوة كبيرة نحو تعزيز العلاقات العراقية الكويتية في كافة الجوانب ومنها الثقافية".

وأوضح الخطيب لـ"العربي الجديد" أنَّ العلاقات الاجتماعية في البصرة مع الكويت طويلة وممتدة عبر عقود من الزمن وتأتي هذه النشاطات الثقافية المتنوعة تعزيزاً لتلك العلاقات المتينة رغم كل ما مر به البلدان من ظروف قاسية خلال العقود الماضية".

ويرى مراقبون أنَّ تبادل النشاطات الثقافية بين العراق والكويت له أثر كبير في إعادة روح العمل العربي المشترك بدءاً من الجوانب الثقافية والإعلامية والاجتماعية. فقد أوضح الباحث في الشؤون العراقية الكويتية، قاسم الملا، أنَّ ما مرّ به البلدان خلال العقود الماضية أثّر في تلك الفترة على علاقة البلدين في كافة الجوانب إثر حرب الخليج وما تبعها من نكبات تحمّلها الشعبان العراقي والكويتي، على حد سواء.

وتابع الملا: "البصرة والكويت بشكل خاص لهما مشتركات ثقافية واجتماعية كثيرة وتربطهما علاقات عشائرية ومصاهرة بين الأسر البصرية والكويتية تحديداً، ولعل الأيام القادمة تشهد تبادلاً للنشاطات والأسابيع الثقافية بين البلدين بما يعزز تلك العلاقات الأخوية بشكل أكبر في كافة المجالات.

وشهدت العلاقات الكويتية العراقية توتراً كبيراً بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 شملت قطع كافة العلاقات الدبلوماسية والثقافية غير أنَّ الجانب الاجتماعي بين الأسر البصرية والكويتية ظل مستمراً رغم التوترات السياسية بين البلدين آنذاك.

وذكرت الحكومة المحلية في البصرة أنها عازمة على التنسيق المشترك بين البلدين في سبيل إقامة نشاطات ثقافية أخرى مشتركة خلال الفترة المقبلة على شكل أسابيع ثقافية في البصرة والكويت.
دلالات
المساهمون