حذر وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره، اليوم الثلاثاء، من أن ألمانيا "لن تتهاون مع التجسس الخارجي على أراضيها"، في رد على تقارير إعلامية ذكرت أن أجهزة مخابرات تركية تتجسس على مؤيدي حركة رجل الدين التركي فتح الله غولن في ألمانيا.
وذكرت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ ومحطتان للبث الإذاعي والتلفزيوني أن وكالة المخابرات الوطنية التركية أعطت جهاز المخابرات الخارجية الألماني قائمة بأسماء المئات ممن يشتبه بأنهم أنصار غولن ممن يقيمون في ألمانيا.
وقال دي مايتسيره الذي كان يتحدث في باساو في جنوب ألمانيا، إن التقرير لم يفاجئه، مضيفا أن القوائم ستُفحص بصورة فردية.
وأوضح أنه "أخبرنا تركيا عدة مرات أن مثل هذا (النشاط) غير مقبول، بغض النظر عن رأيكم في حركة غولن، فالقانون الألماني يطبق هنا، والمواطنون المقيمون هنا لن يكونوا عرضة لتجسس دول أجنبية"
وقالت التقارير إن القائمة تشمل أسماء أكثر من 300 شخص، وما يزيد على 200 جمعية ومدرسة وغيرها من المؤسسات.
وأكد تحقيق ألماني أن بعض الصور قد تكون التقطت سرا.
ولا تقتصر المخاوف المتعلقة بالتجسس التركي على ألمانيا فقط، بحيث ذكرت هيئة الإذاعة السويدية العامة أن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا يمارس ضغوطا من خلال اتحاد الديمقراطيين الأتراك الأوروبيين على أنصار غولن السويديين، للإدلاء بمعلومات عن أقرانهم من مؤيدي غولن في البلاد.
وتحقق ألمانيا بالفعل في تجسس محتمل قام به أئمة أتراك في ألمانيا، وقال متحدث باسم مكتب رئيس الادعاء الاتحادي إن التحقيق مستمر.
وعمقت التقارير الإعلامية بشأن التجسس التركي في ألمانيا خلافا بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي قبيل استفتاء مرتقب الشهر المقبل في تركيا يقترح توسيعا كبيرا لصلاحيات الرئيس.
وعبر ساسة ألمان من بينهم المستشارة أنجيلا ميركل عن غضبهم من تشبيه أردوغان مرارا بلادهم بألمانيا النازية، في ردّ على إلغاء سلسلة حملات دعائية مقررة تستهدف الأتراك المقيمين في ألمانيا. وقالت ألمانيا إن الإلغاء كان لدواع أمنية.
وتتهم أنقرة غولن، المقيم في الولايات المتحدة وله الكثير من الأتباع في تركيا، بالتخطيط لمحاولة انقلاب عسكري فاشلة في يوليو/تموز الماضي.
ونفذت أنقرة حملة تطهير في مؤسسات الدولة والمدارس والجامعات ووسائل الإعلام، استهدفت عشرات الآلاف ممن يشتبه بأنهم أنصار غولن.