ألمانيا تأسف لأمر ترامب بسحب آلاف الجنود الأميركيين: "علاقاتنا معقدة"

07 يونيو 2020
إقرار ألماني بوجود مشكلات في العلاقات مع واشنطن (Getty)
+ الخط -
أبدى وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس، أسفه لأمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب آلاف الجنود من الأراضي الألمانية، معتبراً علاقات برلين مع واشنطن "معقدة".

وقال ماس، في مقابلة لصحيفة "بيلد ام زونتاغ"، نشرت أمس السبت، "إذا كان الأمر يتعلق بسحب جزء من القوات الأميركية فقد تم إبلاغنا بذلك. نقدّر التعاون الذي تم التوصل إليه مع القوات الأميركية على مدى عشرات السنين. إنه في صالح كل من البلدين".

واعترف ماس بوجود مشكلات في علاقة ألمانيا مع الولايات المتحدة، قائلاً: "إننا شركاء في التحالف عبر الأطلسي. ولكنها (علاقة) معقدة".

وانتقد نواب كبار من التكتل المحافظ الحاكم بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل، السبت، قرار ترامب سحب جنود من ألمانيا.



غير أن مسؤولا أميركيا، طلب عدم نشر اسمه، قال لوكالة "رويترز"، إن هذه الخطوة كانت نتيجة عمل استمر أشهراً من جانب الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، وليست لها علاقة بالتوترات بين الرئيس دونالد ترامب وميركل، التي أحبطت خطة ترامب استضافة اجتماع لمجموعة السبع هذا الشهر.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية نشرت، الجمعة، تقريراً استندت فيه إلى مسؤول في الإدارة الأميركية لم تفصح عن هويته، جاء فيه أن ترامب أمر بسحب 9500 جندي من القوات الأميركية في ألمانيا حتى سبتمبر/أيلول المقبل، والتي يبلغ قوامها إجمالا 34500 في الوقت الحالي.
وأوضحت الصحيفة أن تعليمات ترامب تقضي بتقليص عدد الجنود الأميركيين الموجودين في ألمانيا من 34500 إلى 9500 عنصر فقط، وهو ما يعني خفض عدد الجنود الأميركيين المتمركزين مؤقتاً أو دائماً على الأراضي الألمانية بـ 25 ألفاً في دفعة واحدة. وأضافت الصحيفة أن عدد الجنود الأميركيين في ألمانيا يمكن أن يصل إلى 52 ألفاً في أثناء تناوب الفرق أو إجراء المناورات والتدريبات العسكرية.

هذه الخطوة، كما أوضحت ذلك "وول ستريت جورنال"، جلبت انتقادات للإدارة الأميركية من جانب موظفين كبار سابقين في الدفاع والمشرّعين في الكونغرس، على اعتبار أنها ستؤدي إلى إضعاف الشراكة مع حليف استراتيجي مثل ألمانيا مقابل تعزيز قوة خصوم الولايات المتحدة الأميركية. وأوردت الصحيفة عن خبراء أميركيين اعتقادهم بأن روسيا قد ترحّب، على الأرجح، بالخلاف الواضح بين بلدين أساسيين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، رغم أن موسكو لم تعلِّق على ذلك علناً.


وكان تقليص عدد القوات أحد خطط السفير الأميركي السابق في برلين، ريتشارد غرينيل، المؤيد لترامب، والذي استقال للتوّ من منصبه، بعدما قاد لفترة وجيزة جهاز المخابرات الأميركية.

وأثار غرينيل الكثير من التوتر في ألمانيا، بانتقاده للحكومة واعتباره أن الإنفاق العسكري الألماني غير كافٍ. لكنّ رئيساً سابقاً للقوات البرية الأميركية في أوروبا، الجنرال السابق مارك هيرتلينغ، أبدى قلقه حيال مشروع خفض عديد القوات، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس".