ألمانيا: البرلمان يستمع لوزيرة الدفاع بعد تجاوزها إياه في صفقة طائرات أميركية

22 ابريل 2020
كارنباور تخضع لجلسة استماع أمام البوندستاغ (Getty)
+ الخط -

تخضع وزيرة الدفاع الألمانية أنغريت كرامب كارنباور، اليوم الأربعاء، لجلسة استماع أمام لجنة شؤون الدفاع في البوندستاغ (البرلمان الاتحادي)، حول خطتها لشراء 93 طائرة من طراز "يورو فايتر" أوروبية الصنع وعدد من مقاتلات "إف 18" من الولايات المتحدة الأميركية، لتحل محل أسطول طائرات "تورنادو" المقاتلة قديمة الصنع، اعتباراً من 2025.

يأتي ذلك بعدما ذكرت عدة تقارير أن كارنباور تعهدت لنظيرها الأميركي مارك إسبر، بشراء المقاتلات دون العودة إلى البرلمان، وهو ما نفته تقارير وزارتها لاحقاً.

وفي غمرة هذا الجدل، من المفترض أن تجيب وزيرة الدفاع عن أسئلة لجنة شؤون الدفاع وتوضح حقيقة ما يحصل.

ونشرت مجلة "دير شبيغل" أخيراً، تقريراً أفاد بأنّ كارنباور، المنتمية لحزب المستشارة أنجيلا ميركل "الحزب المسيحي الديمقراطي"، راسلت، الخميس الماضي، عبر البريد الإلكتروني، نظيرها الأميركي مارك إسبر، وأبلغته بأنّ برلين تعتزم شراء 30 مقاتلة "إف 18" من طراز "سوبر هورنت" و15 مقاتلة أخرى من طراز "غرولر"، علماً أن المداولات تُشير إلى أن بعض تلك المقاتلات تحمل رؤوساً نووية، وأن الأمر يتعلق بمفهوم "المشاركة النووية" الذي التزمت به ألمانيا وتريده كارنباور، وينص على أن حلفاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) يمكنهم الحصول على الأسلحة النووية الأميركية.

ويتمثل اللوم على الوزيرة كارنباور من قبل الشريك في الائتلاف الحاكم، "الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، والأحزاب المعارضة في البرلمان الألماني، في أنها لم تقم بالتعامل علناً مع الأخير في أحد أهم مشاريع التسلح، إذ يعتقد الفرقاء السياسيون أنّ الوقت الآن ليس مناسباً لإتمام عملية الشراء.

وفي هذا السياق، ذكّر السياسي عن "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" فولفغانغ هيلميتش، في حديث مع صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، بأنه "تم الاتفاق مع وزيرة الدفاع السابقة أورسولا فون ديرلاين على أن تضع على الطاولة البيانات الضرورية لهذا الملف، وبينها قدرات النماذج المطلوبة من الطائرات إضافة إلى كلفة شرائها وصيانتها المقدرة بالمليارات، قبل اتخاذ قرار"، مشيراً إلى أنه "لم يتحقق شيء من ذلك حتى الآن، وبالتالي لم يكن التعامل شفافاً".

أما النائب دنيس روده، من لجنة الموازنة البرلمانية، فرأى، في حديث مع شبكة "إيه آر دي" الإخبارية، أنه "من الواضح أن كارنباور لم تعد ترغب في الفترة الأخيرة بأخذ كتلة الاشتراكي في الاعتبار".

بدوره، اتهم حزب "الخضر"، عبر السياسي المكلف بملف الدفاع توبياس ليندنر، الوزيرة كارنباور بتجاهل البرلمان في عملية شراء الطائرات المقاتلة، واصفاً، في حديث مع صحيفة "راين نيكار تسايتونغ"، العملية التي قامت بها كارنباور بأنها "مزعجة للغاية".

ولفت إلى أنّ "الأمر يجب أن يمر أولاً عبر البوندستاغ، وعليه فهي (كارنباور) تقدم وعوداً لن تتمكن من الوفاء بها"، موضحاً أنّ "للبرلمان رأياً سياسياً في جميع مشتريات الأسلحة التي تزيد عن 25 مليون يورو"، واصفاً أسلوب الوزيرة كارنباور بـ"الفضيحة الحقيقية والكارثية".

من جهتها، اعتبرت ماري اغنس شتارك تسيمرمان، من "الحزب الليبرالي الحر"، أنّ "تصرف كارنباور غير دستوري"، مشددة على أن "هناك آلية واضحة لكيفية سير صفقة الشراء هذه، والتي يجب أن تتم بالتأكيد من خلال البوندستاغ".

ولفتت إلى "أهمية معرفة محتوى رسالة الوزيرة إلى نظيرها الأميركي، وما إذا كانت قد قدمت وعداً مباشراً أو غير مباشر بذلك. وهنا تبرز مسألة ما إذا كانت الرسالة تحتوي على نقاط ملزمة قانوناً أو تمثل خطاب نوايا ذات صلة".

دلالات