بدأت أولى محاولات تقديم الموسيقى النوبية في سبعينيات القرن الماضي، مع إدخالها إلى الفضاءات الأكاديمية على يد الموسيقي النوبي أحمد منيب، الذي عزف العديد من مقطوعاتها التراثية على آلة العود وغنّى مفرداتها باللغة عربية، وأدّاها على هذه الهيئة عدد المطربين المصريين.
اتجه أغلب المشتغلين على هذا التراث لاحقاً إلى الآلات الغربية مثل الأورغ والساكسفون، خاصة عند الجيل الذي وُلد ونشأ في القاهرة ولم يعش في النوبة، مع توظيف الإيقاعات الأصلية باعتبارها جذراً أساسياً في تلك الموسيقى الآتية من الجنوب المصري.
"موسيقى من النوبة" عنوان الحفل الذي يقدّمه الأكاديمي والوسيقي المصري ألفريد جميل (1957) عند السابعة من مساء اليوم الأربعاء في "مركز اليرموك الثقافي" التابع لـ "دار الآثار الإسلامية" في الكويت ضمن فعاليات الموسم الثقافي الرابع والعشرين الذي تنظّمه العام الحالي.
يتخصّص صاحب كتاب "تعدد التصويت في الموسيقى العربية" في العزف على الكمنجة، حيث اشتغل ضمن مسار البحث والتجريب على استخدام موسيقى من ثقافات ومؤثرات مختلفة في قوالب عربية مثل اللونغا والسماعي، ووضع أطروحة دكتوراه في "تحقيق بعض المقامات العربية غير المطروقة من خلال السازندة التركي".
كما اهتمّ بالموسيقى التراثية على مستوى الآلة والتأليف الموسيقى، وكانت رسالته في الماجستير بعنوان "آلة الطمبور وعلاقتها بأسرة العود"، ومنها اهتمامه بالموسيقى النوبية التي يمزجها مع موسيىقى الجاز والبلوز بإيقاعات مبتكرة.
تتنوّع اقتراحات جميل في التلحين والارتجال كما قدّمها في فرقة "قيثارة" التي أسّسها عام 1999، وسعى من خلالها إلى إعادة إنتاج التراث الموسيقي والمقامات برؤية جديدة، استطاعت أن تعكس أسلوبها في العديد من الأغنيات مثل "يا مصر يحميك لأهلك" لسيد دوريش، "الليل يطول عليّ" و"يا مسافر وحدك" لمحمد عبد الوهاب.
وضع العديد من المؤلّفات الموسيقية منها "لونغا أثر كرد"، و"دويتو لآلة العود"، و"خماسي أعواد لونغا جاز"، و"حوار الإيقاع"، و"تحميلة بلوز"، و"موسيقي التحول عن أسطورة لوتس وباردي المصرية القديمة"، و"قراءة عكسية للونغا يورغو"، و"أكابيلا بياتي"، و"تحميلة راحة الأرواح"، و"سماعي أنفاس الطيب"، و"سماعي فكرة ثانية"، و"كابريس نهاوند"، و"دويتو الكمان شرقي مغرب"، و"فنتازيا راحة الأرواح"، و"لونجا ريشة مقلوبة".