أكثر من ألفي مشارك في سباق المرح بأسباير

18 فبراير 2014
+ الخط -
شهدت مؤسسة أسباير زون، أمس، إقبالاً منقطع النظير من العائلات والسكان من مختلف الفئات والأعمار الذين توافدوا إلى ملاعبها وحدائقها منذ الصباح الباكر للاستمتاع بممارسة الرياضة والاشتراك في الفعاليات والمنافسات الرياضية التي نظمتها أسباير زون للجمهور أو الأنشطة الرياضية التي نظمتها الوزارات والأجهزة الحكومية والهيئات والمؤسسات العامة والخاصة.

رسالة تذكير

وحول الهدف من اليوم الرياضي للدولة، قال السيد خالد عبد الله السليطين، الرئيس التنفيذي لمؤسسة أسباير زون، الذي أطلق صافرة بدء سباق المرح: "أحرص على ممارسة الرياضة بانتظام، وأمشي كل يوم ما لا يقل عن 45 دقيقة، كما أمارس لعبة كرة القدم كل يوم جمعة. بالنسبة لي الرياضة جزء من حياتي مثل الطعام والشراب والعمل والنوم. وهذا المفهوم هو ما نسعى لغرسه ونشره في المجتمع".

وأكد السليطين أن اليوم الرياضي للدولة ليس مجرد يوم فقط لممارسة الرياضة، فالهدف الحقيقي منه هو تذكير كل جموع الشعب القطري والمقيمين بأهمية ممارسة الرياضة على مدار السنة، فلا ينبغي أن تكون ممارسة الرياضة مقتصرة على مجرد يوم واحد في السنة بل ينبغي أن تكون جزءاً من جدول حياتنا اليومي.

ويضيف السليطين قائلاً: "نحاول من خلال اليوم الرياضي للدولة غرس ثقافة الرياضة بين الأطفال، وينبغي على الآباء أن يكون لهم دور في توعية الأطفال والأبناء بالرياضة والمزايا العديدة للانخراط في الأنشطة الرياضية التي تنعكس على الصحة والحياة بصفة عامة. و نسعى في مؤسسة أسباير زون لنشر الوعي بالرياضة بين كل المدارس والمجتمع بأكمله".

ويقول السليطين: "لدينا كل شيء يحتاجه أي شخص يرغب في ممارسة الرياضة، فلا عذر لأحد في عدم ممارسة الرياضة بانتظام، حتى الذين يشكون من الطقس الحار في الصيف، يمكنهم ممارسة الرياضة في المرافق والملاعب المغطاة".

ويوجه السليطين رسالة إلى الذين يقولون إنه لا يوجد وقت للرياضة: "دعوني أسألكم، ألا تجدون وقتاً للأكل والشراب والنوم والعمل؟ فعندما تصبح الرياضة جزءاً من حياة الجميع، ستنعكس النتائج على دولتنا الحبيبة، وستصبح الأنشطة الرياضية جزءاً من الجدول اليومي أو حتى جزءاً منتظماً من الجدول الأسبوعي".

وحول أهمية الرياضة لمقاومة انتشار السكري والبدانة، يقول السليطين: "إذا لم تكن الرياضة جزءاً من حياتنا، تصبح أجسامنا عرضة للأمراض والسكري والبدانة، خاصة بعد سن الأربعين. ونظراً لارتفاع معدلات البدانة والسكري في قطر حتى بين الشباب على مستوى الخليج والعالم، لهذا فإننا بحاجة ملحة إلى زيادة التوعية بأهمية الرياضة في الوقاية من هذه الأمراض".

وعن النسخة الثالثة من اليوم الرياضي للدولة، يقول السليطين: "رغم أن هذا هو العام الثالث لليوم الرياضي للدولة، لكنه نجح في إحداث تغيير جوهري في المجتمع في قطر، ففي كل يوم أذهب فيه للعمل أرى الناس يجرون ويلعبون كرة القدم في الصباح، الأمر الذي يؤكد على نجاحه في نشر التوعية واهتمام السكان بالرياضة".

من جهته، شارك عبد العزيز آل محمود، المدير العام لأسباير لوجستيكس، في سباق المرح، وعبّر عن تجربته قائلاً: "إننا نحرص في أسباير على الترويج للرياضة في المجتمع، ولهذا ينبغي أن نكون في مقدمة المشاركين في الفعاليات الرياضية من أجل تمثيل أسباير والمواطن القطري في الاحتفال باليوم الرياضي لدولة قطر".

وحول جدوله في ممارسة الرياضة، يقول عبد العزيز: "أمارس الرياضة والتمرينات البدنية بانتظام 4 أو 5 مرات أسبوعياً وعندما يتسنى لي الوقت. أتوقع أن أنهي سباق المرح الذي يبلغ 5 كيلومترات في حوالى 20 دقيقة".

وحول النسخة الثالثة من اليوم الرياضي للدولة، قال: "إننا في العام الثالث لليوم الرياضي للدولة، ونحن سعداء للغاية برؤيته ينمو بسرعة عاماً بعد عام ويزخر بالمزيد من الفعاليات والأنشطة الرياضية المتنوعة، وسعداء أيضاً بإقبال الجمهور وتجاوبه، ونأمل في ازدياد أعداد المواطنين الذين يمارسون الرياضة بانتظام على مدار العام".

الفائز في السباق

بدأت فعاليات اليوم الرياضي للدولة في أسباير زون الساعة التاسعة صباحاً بسباق المرح الذي بدا كاحتفال عالمي بالجري ذابت فيه كل الجنسيات وكل الفوارق بين الأعمار، حيث انطلق أكثر من ألفي شخص من الكبار والصغار يتسابقون في روح تنافسية رياضية رائعة في مسيرة مزدحمة بالمشاركين امتدت عشرات الأمتار.

وكان سعدوي لامري، 28 عاماً، من الجزائر الذي يعمل مدرباً لكرة القدم في نادي السد، هو الفائز بالمركز الأول في سباق المرح، وقال عن تجربته في السباق: "إنني سعيد للغاية بفوزي في سباق المرح للمرة الثانية، حيث سبق لي الفوز في سباق المرح في اليوم الرياضي العام الماضي، وكان السباق هذا العام رائعاً والطقس صحواً والشمس ساطعة.

ويستطرد قائلاً: "الرياضة بالنسبة لي هي أساس حياتي الذي نشأت عليه، فالرياضة لا تحافظ فقط على سلامة الجسم بل والعقل والروح أيضاً، وكلما أمارس الرياضة أكثر يزداد حبي لها أكثر، وأحاول دائماً تجربة أنشطة ورياضات جديدة".

ويضيف أيضاً: "رغم أني في قطر منذ أكثر من عام واحد بقليل، وشاركت في اليوم الرياضي مرتين، لكني منبهر حقاً بما حققته قطر في هذه الفترة القصيرة، وفي هذا اليوم أشعر بسعادة غامرة وأنا أرى العشرات من الناس يأتون إلى أسباير لا يحركهم سوى حبهم للرياضة ورغبتهم في استكشافها".

وفاز بالمركز الثاني في سباق المرح فضل معبود، 22 سنة، باكستاني الجنسية، الذي يعمل في لخويا شرطة، وقال عن مشاركته: "هذه هي المرة الثانية التي أشارك فيها في سباق المرح، ولكن هذه هي أول مرة أحقق فيها مركزاً متقدماً وأصل إلى المركز الثاني، حيث بدأت استعداداتي للسباق بممارسة تمرينات الجري بانتظام لمدة شهر. وفي الحقيقة كان تنظيم السباق جيداً للغاية".

وتحدث الفائز في المركز الثالث، سيد ياسين، 30 سنة، إثيوبي ويعمل في قطر موظفاً للأمن، عن تجربته في المشاركة، بقوله: "هذه هي أول مرة أشارك فيها في سباق المرح باليوم الرياضي للدولة، وأنا سعيد بما حققته وفوزي بالمركز الثالث. وأحرص على ممارسة الرياضة في راحتي الأسبوعية".

وكانت جانيتا روبسون أول سيدة تنهي سباق المرح، وهي تعمل أستاذاً مساعداً وتقيم في قطر مع زوجها منذ خمس سنوات وشاركت في السباق مع زوجها جون وسط تشجيع ابنيهما، وعن مشاركتها، قالت جانيتا: "لقد شاركت في سباق المرح لأنني أحب الجري، كما أن مسافة السباق معقولة فهي أقل من 5 كيلومترات، وأنا أحب الرياضة للغاية لأنها سر صحتي ولياقتي. وحول اليوم الرياضي للدولة، تقول جانيتا: "أتمنى أن تحذو كل الدول حذو قطر وتخصص عطلة رسمية ويوماً في السنة لتشجيع الناس على ممارسة الرياضة مثل دولة قطر".

وقال جون روبسون: "يمثّل اليوم الرياضي فرصة رائعة لنا لنجتمع كعائلة ونمارس الرياضة معاً، ولا أعلم أي دولة أخرى في العالم تخصص عطلة رسمية كاملة للرياضة، رغم التكلفة العالية حيث تغلق الشركات والهيئات الحكومية، الأمر الذي يؤكد جدية قطر في الحفاظ على صحة مواطنيها وتشجيعهم على ممارسة الرياضة".

ويضيف أيضاً: "وقد نجحت قطر فعلاً في نشر مفهوم الحياة الصحية، عبر الرياضة، في المجتمع، ويتضح ذلك من إقبال الجمهور وتنوّع فئاتهم العمرية ومستوياتهم في اللياقة البدنية. والجائزة الحقيقية في سباق المرح هي المشاركة في حد ذاتها وليس تحقيق المركز الأول، لهذا أعتقد أن كل مَن شارك في السباق قد فاز بالفعل".

ومن فلسطين شارك حمد عبد الرحمن، 30 سنة، في سباق المرح مع ابنته ذات التسعة شهور في عربة الأطفال، حيث قال عن مشاركته: "لقد شاركت في هذا السباق اليوم خصيصاً لأنني أعتني بصحتي ولأنني أحب الرياضة، فأنا أمارسها بانتظام من خلال رياضة بناء الأجسام والجري، ورغم صعوبة الجري مع عربة الأطفال، لكنني أحب أن أجعل ابنتي ترى الناس والأشياء وتعتاد على الرياضة منذ نعومة أظفارها، وأشكر قيادات قطر على اهتمامها بالرياضة والحياة الصحية".

تحدي للأطفال

في المنطقة المغطاة قرب فندق الشعلة، احتشد مئات الأطفال من مختلف الأعمار مع عائلاتهم للاستمتاع بتجربة ركوب الدراجات واستعراض مواهبهم في فعالية تحدي الدراجات الهوائية التي نظمتها أسباير لوجستيكس بالتعاون مع الاتحاد القطري للدراجات الهوائية.

وحول تنظيم هذه الفعالية، صرح عبد الله السيد المهندي، باحث في وحدة تعزيز الصحة في مستشفى سبيتار أحد المشرفين على تنظيم الفعالية، قائلاً: "في البداية نشكر الاتحاد القطري للدراجات لتعاونه مع مؤسسة أسباير زون في توفير الدراجات الهوائية وخوذ الرأس لجميع الأطفال المشاركين من سن 8 إلى 14 سنة، وهذه هي المرة الأولى التي تنظم فيها أسباير فعالية خاصة لركوب الدراجات، عبارة عن مسابقة في مهارات الدراجات، حيث يقود الأطفال بالدراجات في مسارات خاصة بالأقماع البلاستيكية من أجل استعراض قدراتهم في التحكّم بالدراجة وسط جو من التنافس والتحدي، وبعد انتهاء الفعالية سيتم تكريم الأطفال الخمسة الأوائل الذين يحققون أسرع زمن بميداليات عليها شعار أسباير واليوم الرياضي للدولة وبعض الهدايا الرمزية كقسائم شراء وقبعات رياضية وتي شيرتات".

وأضاف المهندي: "المشاركة مفتوحة لجميع الأطفال من الأولاد والبنات الذين يزورون أسباير دون تسجيل أو اشتراك مسبق، وسبب تنظيم هذه المبادرة هو عدم وجود أي فعاليات أو منافسات مخصصة للأطفال في رياضة ركوب الدراجات من الفئة العمرية الصغيرة رغم عشق الأطفال من الأولاد والبنات لركوب الدراجات".

ومن الاتحاد القطري للدراجات الهوائية، تحدث حبيب بن حسن، عن التحدي ودور الاتحاد في تنظيمه، قائلاً: "يتمثّل دور الاتحاد في توفير الدراجات التي تناسب الأطفال من مختلف الأعمار، وقد قمنا بتوفير نحو 20 دراجة مع خوذات الأمان، ووضعنا مسارات خاصة للأطفال لحساب قدرة الأطفال على المناورة والتحكّم في الدراجات وإكمال شوط محدد في أقل وقت، ونقوم بحساب الوقت الذي يستغرقه كل طفل من أجل اختيار الأطفال الفائزين الذين يكملون المسار في أقل وقت".

وأضاف حبيب قائلاً: "تمثّل هذه الفعالية فرصة لاستكشاف مواهب الأطفال في ركوب الدراجات، فمَن نجد أنه يتمتع بموهبة في ركوب الدراجات فإننا نأخذ بياناته من أجل تأهيله للانضمام إلى منتخب قطر للدراجات".

ومن الأطفال المشاركين، تحدثت الطفلة القطرية نورا الهادي، 11 عاماً، قائلة: "لقد شاركت اليوم لأني أحب ركوب الدراجات كثيراً وأمارسها كثيراً في المدرسة بصورة منتظمة، وأتمنى أن أمثّل قطر في المنتخب الوطني للدراجات عندما أكبر".

وقال الطفل روين، هندي الجنسية، 10 سنوات، الذي أتى مع والده للاستمتاع باليوم الرياضي: "لقد أتيت مع والدي إلى هنا للاستمتاع بركوب الدراجات في أسباير خلال اليوم الرياضي للدولة، وعرفنا عن تنظيم هذا التحدي فقررتُ المشاركة لأني أحب ركوب الدراجات كثيراً، وأتمنى أن أمثّل بلادي في الأولمبياد في رياضة الدراجات في المستقبل".

المساهمون