أكثر من أربعة آلاف مصاب بالحصبة في الجزائر

20 مارس 2018
الوزارة تسعى إلى تطويق انتشار الوباء (Getty)
+ الخط -
أحصت السلطات الجزائرية ست وفيات بسبب وباء الحصبة (بوحمرون) لغاية يوم السبت 18 مارس/ آذار الجاري، في ثلاث ولايات جنوبي الجزائر، بينها أربع في وادي سوف التي تعد أكبر منطقة وبائية.

وكشف بيان لوزارة الصحة الجزائرية، اليوم الثلاثاء، أن الإحصائيات تشير إلى أن 4181 حالة إصابة حصبة سجلت حتى يوم السبت الماضي في 13 ولاية، أغلبها جنوبي الجزائر، فيما نجحت السلطات في تلقيح 290 ألف شخص لتفادي إصابتهم بالوباء.

تأتي هذه الأرقام في وقت كان وزير الصحة مختار حسبلاوي، قد أعلن في تصريحات سابقة، أنّ عدد المصابين بالوباء لا يتجاوز 600 شخص، ما يدل على انتشار الوباء بصورة سريعة.

وتشهد قرية الربابة بوادي سوف أكبر حالات انتشار الوباء، ونقل الإعلامي عبد القادر خربوش، الذي زار المنطقة، أن الوضع مأساوي، خاصة في ظل الظروف الاجتماعية التي يعيشها سكان هذه القرية الفقيرة.

وأوفدت وزارة الصحة فريقا من المختصين إلى ولايتي ورقلة ووادي سوف لتعزيز عمل الفرق الطبية هناك، وأيضا لتقديم الدعم اللازم وتجنب تسجيل وضعية وباء.

وحمّلت وزارة الصحة العائلات المسؤولية عن تفشي الوباء، بسبب ما اعتبرته تهاوناً في تلقيح أطفالها، وقال مدير الوقاية بوزارة الصحة جمال فورار، وفقا للبيان، إنّ "ظهور هذه الحالات من الحصبة يعود إلى عزوف الأولياء عن تلقيح أطفالهم"، مشددا على ضرورة احترام التلقيح باعتباره العلاج الوحيد لهذا الداء المعدي والمميت.

ولفت إلى أن "فشل الحملة الوطنية للتلقيح ضد هذا المرض في مارس/آذار 2017، راجع إلى عزوف بعض الأولياء عن  تلقيح أبنائهم، وهو الأمر الذي انعكس من خلال تسجيل نسبة منخفضة تقدر بـ45 في المائة من الأطفال المتمدرسين الملقحين، بدلا من نسبة 97 في المائة التي كانت متوقعة"، مضيفا أنه "بسبب هذا الفشل، كنا نتوقع انتشار وباء الحصبة، لأن الأطفال غير الملقحين لم يكونوا محصنين".

من جهتهم، وجّه ناشطون في ولايات الجنوب انتقادات حادة إلى وزارة الصحة ممثلة بشخص وزيرها، بسبب ما وصفوه بـ"تجاهله لانتشار الوباء وعدم قيامه بزيارة ميدانية للاطلاع على الوضع الوبائي".

وأدى فشل وزارة الصحة في محاصرة الوباء إلى تدخل الوحدات الصحية التابعة للجيش، إذ أوفدت قياة الجيش فرقاً طبية لتلقيح أطفال البدو الرحل والطوارق في المناطق النائية بولايتي تمنراست واليزي عمق الصحراء، وأيضا تقديم العلاج والأدوية ضد المرض، والمساعدة في محاصرة الوباء.

  


وانتقد الإعلامي محمد حمادي مقاربة الحكومة في التعاطي مع الوباء قائلا: "عوض الإسراع في تقديم الحلول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتجنب كارثة صحية وشيكة، يتخفى المسؤولون عندنا وراء تبريرات واهية"، مشيرا إلى أن الحالة الوبائية الجديدة سببها "غياب التنسيق بين المديريات والجمعيات والمؤسسات التربوية، وإخفاق الوزارة الوصية في رسم معالم خارطة صحية على المدى المتوسط والبعيد لمواجهة الأوبئة ومختلف الأمراض الفتاكة".

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الحصبة مرض خطير وشديد العدوى يسبّبه فيروس، وهي من الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال الصغار، وذلك على الرغم من توافر لقاح مأمون وعالي المردود للوقاية منها. وينمو الفيروس في الخلايا التي تغطّي البلعوم الأنفي والرئتين. 

المساهمون