أكبر برنامج غذاء مدرسي في العالم

تقود حكومة الهند أكبر برنامج غذائي مجاني يؤمّن للأطفال حافزاً للذهاب إلى المدرسة، عن طريق ملء بطونهم قبل ملء رؤوسهم بالأفكار والدروس بحسب موقع "آسيا كولينغ".

والهند، المعروفة بأنّها عاصمة الجوع في العالم، يعجز ربع سكانها، البالغ عددهم ملياراً و324 مليون نسمة، عن تأمين ما يكفيهم ويسدّ جوعهم، مع العلم أنّ الأطفال هم الأكثر تضرراً، فمن بين كلّ عشرة أطفال يعاني أربعة أطفال هنود من سوء التغذية والقزامة بحسب الأمم المتحدة.

برنامج الغداء المجاني الذي تقوده الحكومة ويستهدف الأطفال بالذات يلعب على ناحيتين إيجابيتين هما التعليم والغذاء، فالطفل سيتمكن من تناول الطعام عن طريق ذهابه إلى المدرسة، إذ ستتوفر وجبات الغداء المجانية لنحو 100 مليون طفل في أكثر من مليون مدرسة.

في المدرسة الابتدائية الحكومية في بلدة مهرولي في ولاية جايبور (غرب) يتعلم الأطفال جدول الضرب، ويحاولون أن يحفظوه عن ظهر قلب. تقول نيشا براغابات (7 سنوات) إنّها تحب المدرسة: "نحصل على نوع مختلف من الغداء كلّ يوم في المدرسة". نيشا، وهي واحدة من سبعة أطفال في عائلتها، والدها مريض بالسلّ، وبالتالي فإنّ تأمين المال حتى لأساسيات مثل الغذاء، أمر صعب. تقول: "معظم الأحيان لا آكل إلاّ في المدرسة".

من جهته، يقول المدرّس آشوك كومار (38 عاماً): "بعد إدخال نظام الوجبات في منتصف اليوم، تحسنت نسبة حضور الأطفال بشكل ملحوظ. التلاميذ الذين يأتون إلى المدارس الحكومية ينتمون إلى أسر فقيرة جداً، إلى حدّ أنّ أهلهم غير قادرين على إطعامهم".

في فسحة الغداء، يتجمع التلاميذ بينما تعبق المدرسة برائحة العدس والأرزّ والخبز. مانجو ديفي (32 عاماً) هي المسؤولة عن مخطط وجبة منتصف اليوم في المدرسة. تقول إنّ التلاميذ يركزون بشكل أكبر الآن في الفصول الممتلئة على غير عادتها. تضيف: "الغذاء الذي توفره المدارس مغذٍّ جداً ولذيذ، حتى يتمكن الأطفال من تناوله. وبالفعل، أشهد على تحسن في صحتهم البدنية والذهنية بسبب هذه الوجبة".

يشار إلى أنّ المحكمة العليا في الهند أمرت عام 2001 جميع حكومات الولايات بتقديم وجبات مدرسية مجانية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عاماً.