1.
هل عليَّ أن…؟
إذا ذهبت إلى هناك...؟
وماذا لو لامسني
شخصٌ مصابٌ به؟
عمري 86 عاماً، عانيتُ
من الالتهاب الرئوي، ومكثتُ في
المشفى لإصابتي بمرض الانسداد الرئويّ المزمن
أيضاً.
هل عليَّ
أن أتابع الكلام؟ إنه يعمُّ
كل شيء- الحواسيب،
والـCNN، ونظام الأندرويد، والهواتف
الذكية.
سيكون عمرك 74 عاماً
في غضون أسبوعين،
والحب، سيكون كذلك
في سجل العمْر.
أبْقِ طبيعتَك
المرحة قويةً؛
فمن المهمّ أن تضحك
على المجهول أو
حتى تشاركه الضحكة.
فيروس كورونا هذا
يريد تدمير
الكوكب
كما كان حين
ولادته.
ضُرِبتِ الصينُ بلا هوادة،
ضُربتْ إيطاليا واليابان،
وكوريا الجنوبية، وإيران،
وضُربتِ الولاياتُ
المتحدة
هي الأخرى
كما أيّ مكان
آخر.
هذا الفيروس هو
تاجُ البانثيونِ لِـ لا- راحةِ البال،
كوكبةٌ من وجودٍ
ملفَّقٍ
بكذبة كتيمة سافرة
هي في واقع الأمر، الحقيقة
البيولوجية المنطقية
للانفجار الوبائي
في الدمار
الذرّيّ
لنواة العين.
2.
الناس خائفون
من التنفس، ذلك أنهم سوف
يستنشقون هذا الجحيم أو
يزفرونه على الآخرين.
خائفون من الملامسة
خشية نقْل عدواه.
الناس مثل
صرخاتٍ مخنوقة،
يعيشون
عذابَ
الرَّوْع الذي لا يلطِّفُه
إلا السُّلْوانُ الأفيونيّ.
Sur Ivan O’Roc
أسأتُ الفهم، ظننتُ
أنه كان إيرلندياً
التقطَ
الفيروس في كاليفورنيا،
بدلاً من عنوان
لهذا السرّ
المعكوس، وهي
فيروس كورونا،
لأن كل شيء
معكوس، مؤجَّل،
متأخِّر، عن المناسبات
الرياضية، وديزني لاند،
والأوبرا، ومسارح
برودواي، والحفلات الموسيقية.
كان الضحكُ شحيحاً،
ضحكٌ
مكتوم يتوزّع ما بين
غرفة المعيشة
وطاولة المطبخ.
نحن جميعاً في البيت
ننتظر بفارغ الصبر
نهايةَ الأمر
لأن السعال يمكن أن يسمّرني
إليه، أو أن أتنفّسَ
دون أن أعرف
إن كان زفيري
يحمل جرثومةَ
الخفاش أم الثعبان،
وإن كانت كلّ تلك الأنواع من الفودكا
الروسية قد فشلت.
أقول لكم
ولي من العمر 86 سنة إن
العالمَ كله
قد ابتعدَ 86 سنة
عن سعادته، مُرغَماً
على العيش كما لو أنّ
صِفراً قد أتى
على سائر أرقامِ
شعوبِ العالم.
لكن انظر، في إيطاليا،
وسط المئات
الذين يموتون في اليوم الواحد،
يقف الناس
على شرفاتِ
شققهم
ويردّدون الأغاني
القريبة من قلوبهم
كي يدفئوا قلوبَهم
فيحْدونا الأمل بأن ينقلَ
ذلك عدوى
أملٍ يجابه الوباءَ،
وتُولدَ بيوتُ
الأغاني على امتداد
العالم ويكون اللقاحُ
الأنجع هناك: أن نغنّي
جميعاً، حقّاً،
نشيد الأممية!
* يُعتَبر جاك هيرشمان أحد أكبر شعراء أميركا الأحياء. وُلد عام 1933 في نيويورك. اشتغل في شبابه محرّراً في وكالة "الأسوشييتد برِس"، ثم عملَ أستاذاً جامعياً، قبل أن يُطرَد بسبب نشاطه في جماعة مناهضة للحرب، ومنذ ذلك الحين أقام في سان فرانسيسكو بكاليفورنيا. عُرف هيرشمان بمزجه السياسة بالشعر، وهو عضو في جماعة "شعراء الشارع" الذين يوزعون صفحات من الأشعار المطبوعة على المارّة في الشوارع. أسهم في تشكيل رابطة الكتّاب اليساريين في سان فرانسيسكو، وحظي بلقب أمير شعرائها.
من أعماله: "الأميركيون" (1960)، "ليريبو" (1976)، "الخطوط الأمامية" (2002)، "كلّ ما تبقّى" (2008). والقصيدة التي نترجمها هنا هي آخر ما كتبه، وقد خص بها "العربي الجديد".
** ترجمة أحمد م. أحمد