(Getty)
كيف لهذه القدم الكبيرة أن تدخل في هذا الحذاء الملوّن الضيق جداً؟ لماذا تسير الفتيات الصينيات في الأفلام الكلاسيكية بهذه الطريقة الغريبة؟
أقدام اللوتس (foot binding) هو الوصف الذي أطلق على قدم المرأة الصينية الصغيرة التي كانت تمثل قمة الأناقة عبر العصور، هذا ما كان ظاهراً للعيان حين تشاهد الفتاة الصينية وهي تسير بهذه الصورة الجاذبة بحرص شديد، وعلى قدمين صغيرتين تتشابهان في حجمهما مع جميع النساء الصينيات الأرستقراطيات تقريباً.
غير أن الوجه الآخر لهذه القدم الجميلة كان الآلام الشنيعة والعذابات التي تعاني منها المرأة لتصل قدمها إلى هذا الحجم، حيث كانت تقوم بربطها بصورة قاسية تصنع تشوهات كبيرة في عظام القدم واتجاهات الأصابع من أجل الحصول على هذا المنظر، الذي كان يعد من أول الشروط التي يبحثها أهل العريس في شريكة المستقبل. فالرجل الجدير بالاحترام في الأعراف التقليدية هو من يتزوج من امرأة ذات قدمين مربوطتين؛ كما أنه لا تتزوج امرأة ذات قدمين مربوطتين إلا من سيد نبيل.
كان ربط القدم يبدأ في سن الطفولة المبكرة، فيتم سحق أصغر أربعة أصابع عن طريق ثنيها أسفل باطن القدم، كما كان يضغط على مؤخرة عظم الكاحل باتجاه باطن القدم كذلك؛ مما يجبر عظام القدم على أخذ شكل قوس أشد تحديبًا من أي قدم طبيعية! وعادة ما تحتاج القدم المربوطة بهذا الشكل إلى تطهيرها من الدماء والقيح؛ وأحيانًا كانت القدم تتعفَّن وتنفصل عنها الأصابع. ومع مرور الوقت، بعد شهور أو سنين، يقل الشعور بالألم، ربما لأن الأعصاب الحسية تكون قد أتُلفت للأبد! لكن يتبقى أن حركة القدم تكون مقيدة وغير متزنة وكثيراً ما وردت الأخبار بعدم قدرتهم على النجاة من المخاطر، كالحريق، بسبب سوء الحركة.
التعليم والحداثة والانفتاح هما من حرر أقدام الصينيات من هذه العادة الغريبة. الشاب الثائر "كانج يووي" قدم عريضة إلى الإمبراطور سنة 1898 بقائمة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تضمنت ضرورة تحرير الفتاة الصينية من هذه العادة التي وصفها بأنها وصمة عار في جبين الأمة الصينية، حين قال: لا يوجد ما يجعلنا محط سخرية أكثر من عادة ربط الأقدام.
أسهم خلفاء يوري في دعم الحملات المناهضة لهذه العادة المقيتة؛ فبدأت تظهر صور فوتوغرافية تبرز حجم التشوهات الجسدية في حملات منظمة. ولم يكن أحد يلتفت إلى ذلك الأمر، حيث إنه دائمًا ما كانت القدم المربوطة تُغطَّى بأحذية أنيقة، ذات ألوان زاهية ومطرزة، لكنها تخفي تحتها جريمة حقيقية!
مع انتهاء عصر الأسرة الحاكمة سنة 1912م وبدأت الإجراءات بصورة أكثر حزماً تجاه هذه العادة السيئة واعتبارها عملاً لا أخلاقياً يناقض الشرف. ولا تزال العديد من العجائز الصينيات اللتي ربطت أقدامهن على قيد الحياة بما يمثل تصويرهن توثيقاً لذلك العصر الملطخ بالأناقة الآثمة.
اقرأ أيضاً: اكتشاف سمكة سالمون عمرها 200 عام في الصين
أقدام اللوتس (foot binding) هو الوصف الذي أطلق على قدم المرأة الصينية الصغيرة التي كانت تمثل قمة الأناقة عبر العصور، هذا ما كان ظاهراً للعيان حين تشاهد الفتاة الصينية وهي تسير بهذه الصورة الجاذبة بحرص شديد، وعلى قدمين صغيرتين تتشابهان في حجمهما مع جميع النساء الصينيات الأرستقراطيات تقريباً.
غير أن الوجه الآخر لهذه القدم الجميلة كان الآلام الشنيعة والعذابات التي تعاني منها المرأة لتصل قدمها إلى هذا الحجم، حيث كانت تقوم بربطها بصورة قاسية تصنع تشوهات كبيرة في عظام القدم واتجاهات الأصابع من أجل الحصول على هذا المنظر، الذي كان يعد من أول الشروط التي يبحثها أهل العريس في شريكة المستقبل. فالرجل الجدير بالاحترام في الأعراف التقليدية هو من يتزوج من امرأة ذات قدمين مربوطتين؛ كما أنه لا تتزوج امرأة ذات قدمين مربوطتين إلا من سيد نبيل.
كان ربط القدم يبدأ في سن الطفولة المبكرة، فيتم سحق أصغر أربعة أصابع عن طريق ثنيها أسفل باطن القدم، كما كان يضغط على مؤخرة عظم الكاحل باتجاه باطن القدم كذلك؛ مما يجبر عظام القدم على أخذ شكل قوس أشد تحديبًا من أي قدم طبيعية! وعادة ما تحتاج القدم المربوطة بهذا الشكل إلى تطهيرها من الدماء والقيح؛ وأحيانًا كانت القدم تتعفَّن وتنفصل عنها الأصابع. ومع مرور الوقت، بعد شهور أو سنين، يقل الشعور بالألم، ربما لأن الأعصاب الحسية تكون قد أتُلفت للأبد! لكن يتبقى أن حركة القدم تكون مقيدة وغير متزنة وكثيراً ما وردت الأخبار بعدم قدرتهم على النجاة من المخاطر، كالحريق، بسبب سوء الحركة.
التعليم والحداثة والانفتاح هما من حرر أقدام الصينيات من هذه العادة الغريبة. الشاب الثائر "كانج يووي" قدم عريضة إلى الإمبراطور سنة 1898 بقائمة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تضمنت ضرورة تحرير الفتاة الصينية من هذه العادة التي وصفها بأنها وصمة عار في جبين الأمة الصينية، حين قال: لا يوجد ما يجعلنا محط سخرية أكثر من عادة ربط الأقدام.
أسهم خلفاء يوري في دعم الحملات المناهضة لهذه العادة المقيتة؛ فبدأت تظهر صور فوتوغرافية تبرز حجم التشوهات الجسدية في حملات منظمة. ولم يكن أحد يلتفت إلى ذلك الأمر، حيث إنه دائمًا ما كانت القدم المربوطة تُغطَّى بأحذية أنيقة، ذات ألوان زاهية ومطرزة، لكنها تخفي تحتها جريمة حقيقية!
مع انتهاء عصر الأسرة الحاكمة سنة 1912م وبدأت الإجراءات بصورة أكثر حزماً تجاه هذه العادة السيئة واعتبارها عملاً لا أخلاقياً يناقض الشرف. ولا تزال العديد من العجائز الصينيات اللتي ربطت أقدامهن على قيد الحياة بما يمثل تصويرهن توثيقاً لذلك العصر الملطخ بالأناقة الآثمة.
اقرأ أيضاً: اكتشاف سمكة سالمون عمرها 200 عام في الصين
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
المزيد في منوعات
