أفيشات السينما

24 مايو 2015
ملصق فيلم "كازابلانكا"
+ الخط -
بدأت دار "كريستيز" العالمية للمزادات في لندن، منذ العام 1995، عقد جلسات لبيع ملصقات الأفلام ذات الشهرة العالمية. وتقول سارة هودغسون، رئيسة الترفيه في "كريستيز": "لا شيء أجمل من الملصق السينمائي كلوحة تزين جدران الغرف في المنازل والمكاتب، وعرض هذه (البوسترات) في دور المزاد سيُمّكن الناس من اقتناء الملصقات بشكل منظّم يحمي حقوق البائع والمشتري ويمنع الغش".
وعن الأشخاص الذين يقبلون على المزاد لشراء الملصقات السينمائية، تقول سارة: "إلى جانب محترفي جمع هذه القطع الفنية، هناك الزوار الذين يأتون للتعرف إلى المزاد وطريقة البيع والشراء، ومراقبة الأشخاص الذين ينفقون المئات من الجنيهات في لحظات. وتعتبر ملصقات أفلام "جيمس بوند" الأكثر إقبالا في المزادات، تليها أفلام "ستانلي كوبريك" الكلاسيكية، وسلسلة أفلام هيتشكوك".
وحول ماهية الملصق الذي ينتظر جامعو الملصقات رؤيته على قائمة المعروضات للبيع في المزاد، تقول السيدة هودغسون: "من النادر أن تجد في المزاد ملصقات أفلام الرعب من فترة الثلاثينيات، وإذا ما حصل وعرض أحد هذه الملصقات فإنه يباع بأسعار عالية". وتضيف "تحتل الصدارة من حيث الأسعار مجموعة ملصقات أفلام فرانكنستاين، المنتجة في الثلاثينيات، فالمعروف أن أفلام فرانكنستاين، وما شابهها من الأفلام مثل، "دراكولا" و"الأم" وسلسلة هيتشكوك، هي الأفلام التي يبحث عنها جامعو الملصقات أمثال روي سيمس، صاحب غاليري فيرتيغو في لندن، الذي اشترى ملصقا لفرانكنستاين، بعد عشر سنوات من البحث، ويقول بكل فخر وسعادة: هذا الملصق واحد من أفضل الصور لفيلم "الوحش في أي مكان".

التقنية أضرت بالقيمة الفنية

تطورت ملصقات الأفلام، وتبدلت طرق تصميها وإنتاجها، تبعا لتغير الموضة والأذواق، فتصاميم الفنانين في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية، كانت ملونة، بصورة مدهشة، وكأنها تعكس الحل الذي يمكن أن تقدمه السينما لأزمات الناس. وفي العقود الأخيرة حلت الصور الفوتغرافية، محل الأعمال الفنية اليدوية، إلى درجة أنه لم يعد من المقبول أن يمثل الملصق المصنوع يدوياً الأفلام الحديثة. أما اليوم فإن التقنيات الحديثة في الرسم والتصوير بالكمبيوتر باتت هي المسيطر في صناعة الملصق الدعائي، وهذا بلا شك نال من جودة الملصق الفنية.

لا تبحث في هوليوود

النصيحة التي يقدمها روي سيمس لمن يريد أن يشتري ملصقاً سينمائيا، أو لمن يتطلع أن يصبح جامعا للملصقات، تتلخص في قوله: "شعاري هو أنني أشتري ما أحب، وأحب ما أشتري، لا تشتري أي شيء لمجرد أنك تظن أنه سيصبح أكثر قيمة مادية في المستقبل، في غالب الأحيان يُحكم اختيار الأفراد بذكريات ترتبط بالفيلم نفسه، وأحيانا ينجذب الناس للملصق بسبب تصميمه المتميز والمثير، وهذا يخص على سبيل المثال ملصقات الأفلام البولندية. وهناك جوانب أخرى تحدد جودة الملصق، مثل مخرج الفيلم، الممثلين، أو إذا ما كان الفيلم من الأفلام الكلاسيكية أو الحديثة".
وكي تجد الملصق الذي تبحث عنه، فإن سيمس يقترح الذهاب إلى تاجر محترف، تربطه علاقات مع جامعي الملصقات، فغالبا ما توجد الملصقات النادرة في طيات مقتنيات شخصية، ولا يحتاج الشخص مالا نقديا لكي يصبح جامعا للملصقات، ولكنه قد يبيع قطعة ما يقتنيها لشراء الملصق الذي يبحث عنه، حالما وجده. أما عن أشهر أسواق الملصقات، فيقول سيمس "توجد أشهر وأكبر الأسواق في لندن ونيويورك، والشيء الغريب أن آخر مكان يمكن أن تجد فيه الملصقات السينمائية النادرة هو هوليوود".

أفيشات نادرة

وتعود ندرة الملصقات السينمائية لعدة أسباب، منها أن عدد الملصقات القيمة والمصنوعة يدوياً والمتداولة عالمياً لا يتجاوز ألفاً إلى ألفي ملصق، وقد ألقيت معظمها في أماكن مهملة، وبالتالي تضررت او تلفت بشكل كامل. وهذا يعني أن عدداً قليلاً منها محتفظ به لغاية الآن. وكلما ازداد اهتمام جامعي التحف والنوادر بهذه الملصقات، صار اقتناء واحد منها أكثر صعوبة. كما أن الدول فرضت قيودا على خروج الملصقات المحلية.
ورغم مرور عقود عليها، فان الملصقات التي لمعت في زمانها، لا تزال تحتل القمة في الوقت الحاضر، ومنها ملصقات ستيف ماكوين، جيمس دين، مارلين مونرو، وأندري هيبورن، وقد يصل ثمن بعضها إلى آلاف الدولارات. و يقول سيمس لمن لا يقتنع بالقيمة الحقيقية لهذه الملصقات: "عليك مقارنة ورقة نقدية مصورة مع ورقة نقدية حقيقية، وعندئذ ستدرك ماذا يعني أن تقتني ملصقا أصلياً لأحد الأفلام السينمائية العريقة، فالناس يقدرون كل ما هو أصلي، وهم قادرون على التمييز بين الحقيقي والمزيف أو المنسوخ، وهناك بالتأكيد من يسعى لاقتناء القطع الفنية النادرة والقديمة بأي ثمن.
المساهمون