شهدت السينما المصرية في عام 2017 كسر الرقم القياسي، لأكثر الأفلام إيراداً طوال تاريخها. إذْ ساهم ارتفاع أسعار تذاكر دور العرض إلى ما يقارب الـ50% من ثمنها الأصلي في ظرف عدة أشهر فقط، إلى ارتفاع مجمل الإيرادات بشكل عام. وفي هذا التقرير، نستعرض أكثر الأفلام المصرية جذباً للجمهور في شباك التذاكر وأسباب تفوقها.
هروب اضطراري
بلغت مجمل الإيرادات 55 مليونا و710 آلاف جنيه. أكبر مفاجآت السينما المصرية خلال 2017، هو النجاح الساحق لفيلم "هروب اضطراري" من بطولة أحمد السقا. والمفاجأة ليست النجاح في حد ذاته. ولكن، أولاً، في أن يعرض في موسم واحد مع فيلم "جواب اعتقال" لمحمد رمضان، ويحقق أكثر من ضعف إيراداته، على الرغم من أن شعبية رمضان، مؤخراً، تتجاوز، نظرياً، شعبية السقا. ثم المفاجأة الثانية في أن يكون النجاح برقم تجاوز الـ55 مليوناً، مما جعله أنجح فيلم في تاريخ السينما المصرية على صعيد شباك التذاكر. استفاد الفيلم كثيراً، وللدرجة القصوى، من كل معطيات النجاح التي راهِن عليها، سواء في البطولة الجماعية تحت قيادة السقا، أو في صدفة تزايد شعبية بطله الثاني أمير كرارة بعد مسلسل "كلابش" في رمضان، مما رفع أسهم الفيلم الذي عرض في عيد الفطر، أو في العدد الكبير من ضيوف الشرف الذين يضمهم في أدوار بسيطة. وأخيراً، في الطريقة التي نفذ بها مخرجه، أحمد خالد موسى، مشاهد الحركة، والتي قد لا تكون مبتكرة في أفلام أجنبية. ولكن، بالنسبة لفيلم مصري، كانت شيئاً مميزاً للجمهور.
الخلية
بلغت مجمل الإيرادات 54 مليونا و256 ألف جنيه.فيلم آخر يكسر حاجز الـ50 مليون للمرة الثانية في تاريخ السينما المصرية في ظرف عدة أشهر. ومرة أخرى أيضاً يتفوق وقت عرضه على فيلم آخر لمحمد رمضان هو "الكنز". وفي تشابه ثالث مع "هروب اضطراري" فكلاهما فيلم حركة لاهث من بطولة نجم محبوب. يأتي الفيلم من نفس صناع "ولاد رزق" الذي عرض قبل عامين؛ المخرج طارق العريان، والمؤلف صلاح الجهيني، والبطولة لأحمد عز، وهو ما رفع أسهمه بشدة منذ لحظة عرضه نظراً لشعبية الفيلم الأسبق. ومع العرض، ارتفعت أسهم الفيلم نظراً لمستواه الفني الذي استفاد كالعادة من موهبة "العريان" الكبرى، ليس فقط في خلق مشاهد حركة قوية للغاية، ولكن أيضاً في سرد حكاية وإجبار المتفرجين على التورط داخلها. وإذا أضفنا إلى ذلك أن المنافس الرئيسي وقت عرض الفيلم في عيد الأضحى كان "الكنز"، ذا الإيقاع البطيء والذي يمتد عرضه لقرابة الـ3 ساعات، فإن وصول "الخلية" لهذا النجاح الكبير منطقي.
تصبح على خير
بلغت مجمل الإيرادات، 28 مليونا و40 ألف جنيه. بمسافة كبيرة جداً عن أول فيلمين، يأتي العمل الثالث في قائمة أكثر الأفلام إيراداً خلال 2017. ورغم أن ذلك الفارق يصل إلى الضعف، إلا أن غض النظر عن ذلك يجعل من رقم 28 مليون جنيه مقبولاً للغاية بالنسبة لتامر حسني. ويتجاوز ببضع ملايين إيرادات فيلمه السابق "أهواك". ويؤكّد مرّة جديدة على شعبيته السينمائية، وأنّ قدرته التجارية على جذب أنظار المراهقين والشباب مازالت قائمة. ورغم عيوب هذا الفيلم ومشاكله، إلا أنّه على المستوى الفني حمل بذرة فكرة جيدة ومختلفة عن كل ما سبق لحسني تقديمه. وفي سياق كونه فيلماً تجارياً تماماً لمطرب، وليس ممثل، فإن هذا التجديد نقطةٌ تُحسَب لصالحه.
الكنز وجواب اعتقال
بلغت إيرادات "الكنز"، 19 مليونا و311 ألف جنيه، وإيرادات "جواب اعتقال"، 16 مليونا و123 ألف جنيه. لم يكن عاماً جيداً بالنسبة لمحمد رمضان، فبعد نجاحه الساحق في رمضان 2016 مع مسلسل "الأسطورة"، وتصريحاته بأنه النجم الأول للفن المصري حالياً، وأن بإمكانه تقديم أي شيء وسيقبل عليه الجمهور، أتى عام 2017 ليعاني من 3 أفلام فشلت بدرجات مختلفة، أولها "آخر ديك في مصر" في مطلع العام، ولم تتجاوز إيراداته الـ8 ملايين جنيه، ثم هذان الفيلمان اللذان، رغم احتلالهما المركز الرابع والخامس في قائمة الإيرادات، إلا أن عجزهما عن الوصول، ولو لنصف إيرادات السقا وعز اللذين نافساهما في موسمي عيد الفطر والأضحى، يعتبر فشلاً كاملاً بالنسبة لممثل مثل رمضان يتحدث، دوماً عن أنه "رقم واحد" بالنسبة للجمهور. لتكون تجربتي "الكنز" و"جواب اعتقال" على اختلافهما ضربات قوية لرمضان، وتأكيدا على أن مزاج الجمهور لا يدوم، وما حققه "الأسطورة" قد يكون الاستثناء وليس القاعدة.
مولانا
بلغت إيرادات الفيلم 13 مليونا و153 ألف جنيه. في مقابل فشل رمضان بأرقامٍ أعلى، فإن تحقيق هذا الفيلم 13 مليوناً يعتبر إنجازاً كبيراً بالنسبة لصناعه، سواء لبطله عمرو سعد الذي لا يُعتبَر نجم شباك بأي درجة، أو مخرجه مجدي أحمد علي الذي يعود للسينما بعد سنوات من الغياب. ولم يتجاوز أي فيلم سابق له حاجز المليون جنيه من الأساس. ولكن الفضل الرئيسي في شعبية الفيلم يعود لكاتبه إبراهيم عيسى، وروايته التي تحمل نفس الاسم وكانت ضمن الأكثر مبيعاً، وأخيراً لموضوعها الشائِك الذي يتتبع قصة صعود أحد الشيوخ الإسلاميين وعلاقته بالدولة والسلطة والإعلام والسياسة.