أفغانستان..21 قتيلاً في تبادل إطلاق نار في حفل زفاف

27 يوليو 2015
تشهد حفلات الزفاف في أفغانستان زحاماً (فرانس برس)
+ الخط -
قتل 21 شخصاً على الأقل في تبادل إطلاق نار، خلال حفل زفاف في شمال أفغانستان، حسبما قال مسؤولون، الاثنين، ما يبرز الوضع الأمني المتردي في بلد يشهد نزاعاً مسلحاً منذ سنوات.

ووقع الحادث الذي حملت الشرطة مسؤوليته مدعوين إلى الزفاف، مساء الأحد، في منطقة "ده صلاح" في ولاية بغلان.

وتشهد هذه الولاية التي طالما تميزت بالهدوء، أخيراً تدهوراً أمنياً متزايداً على غرار مناطق أخرى من البلاد بعد انتشار حركة طالبان شمالاً، بعيداً عن معاقلها في جنوب وشرق البلاد.

وأعلن قائد شرطة المنطقة، غولستان قساني، أن شجاراً وقع بين مسلحين قبل بدء تبادل إطلاق النار. وأوضح أن "الشجار وقع بين مسلحين، خلال حفل الزفاف في منطقة ده صلاح. وحين احتدم الشجار، أطلق مسؤول محلي النار في الهواء" لتهدئة الأجواء، إلا أن النتيجة كانت عكسية. إذ "بدأ الطرفان تبادل إطلاق النار".

وأوضح قساني أن الضحايا جميعهم من المدعوين الذكور إلى الزفاف وتتراوح أعمارهم بين 14 و60 عاماً. مشيراً إلى أن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 21 قتيلاً.

وقال المتحدث باسم شرطة المنطقة، جواد بشارات، إن تبادل إطلاق النار أدى إلى مقتل 20 شخصاً وإصابة 10 آخرين بجروح.

وبحسب حاكم بغلان، سلطان محمد عبادي، فإن السلطات المحلية أرسلت وفداً إلى مكان الحادث للتحقيق في ملابسات الحادث، ولتفادي أي ردود فعل من عائلات الضحايا.

وطالما تشهد حفلات الزفاف في أفغانستان، التي يحضرها الآلاف أحياناً، حوادث من هذا القبيل تكون نتيجة حسابات شخصية أو خلاف بين فصائل محلية أو حتى إطلاق نار في الهواء احتفالاً، وأحياناً تكون عبارة عن هجمات للمتمردين ضد السلطات المحلية.

وغالباً ما يحصل ذلك في المناطق النائية في هذه البلاد التي تعاني من نزاع مسلح منذ قرابة 40 عاماً، حيث تتقاسم المليشيات السلطة المحلية في معظم الأحيان، وحيث تعتبر حيازة السلاح أمراً طبيعياً.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، قتل جنود أفغان 17 امرأة وطفلاً بعدما قصفوا، بالمدفعية خطأً، حفل زفاف في ولاية هلمند. ووفق شهود، فإن القصف وقع بعدما أطلق مدعوون النار في الهواء احتفالاً.

وفي يوليو/تموز 2012 في شمال البلاد، فجر انتحاري نفسه، في حفل زفاف ابنة نائب أفغاني، ما أسفر عن مقتله و16 آخرين. وتعتمد حركة طالبان على الهجمات الانتحارية في حربها ضد الحكومة الأفغانية وقوات حلف شمال الأطلسي في البلاد.

وفي يونيو/حزيران 2011 اقتحم مسلحون حفل زفاف في شرق البلاد وقتلوا العريس وثمانية أشخاص آخرين. وحملت السلطات المحلية حركة طالبان مسؤولية الاعتداء.

ويتزامن حادث إطلاق النار في بغلان، في وقت تشهد فيه البلاد النزاع الدائر بين الحكومة وحركة طالبان من جهة، فضلاً عن مواجهات دائمة بين مجموعات مسلحة وعصابات محلية، وخصوصاً في المناطق الريفية، غير الخاضعة لسيطرة محكمة من الحكومة المركزية.

وبدأ، في الشهر الحالي، أمل في السلام بين كابول وطالبان بعد اجتماع رسمي، هو الأول بين الطرفين عقد في باكستان. وأعلنت السلطات الأفغانية، الأسبوع الماضي، أن جولة جديدة من المحادثات ستعقد، الأسبوع الحالي، ومن الممكن أن يجري الاجتماع في الصين، الدولة الإقليمية ذات النفوذ في البلاد.

ولم تمنع تلك اللقاءات حركة طالبان، التي أطيحت عن السلطة في عام 2001، من تصعيد هجماتها ليسقط المزيد من الضحايا المدنيين. ويوم الأربعاء الماضي قتل 19 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، في هجوم انتحاري بشمال غرب البلاد.

وقتل حوالي ألف مدني في النزاع، خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، ما شكل ارتفاعاً كبيراً مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، وفق الأمم المتحدة.