يجد السوريون أنفسهم اليوم، مضطرين إلى خوض معارك تتخطى ساحة الحرب الدموية، التي فرضها نظام الأسد عليهم، بمساعدة حلفائه من دول ومليشيات مرتزقة، حاشدين لأجلها ما أمكن من سلاح الكلمة والفعل والفن.
وفي الذكرى السنوية الأولى للعدوان الروسي على سورية، ومع تصاعد الهجمة الشرسة على مدينة حلب في الأيام الأخيرة، وفي إطار حملتها التي دعت إليها قبل أيام، تحت عنوان "أوقفوا العدوان الروسي"، قدمت "شبكة جيرون الإعلامية"، أغنية "كاتيوشا السورية" مترجمة إلى اللغة الروسية.
على وقع ألحان الأغنية الروسية الشهيرة "كاتيوشا"، يغني الفنان السوري محمد آل رشي، رفقة الفنانة الفرنسية كاترين فانسان، ساخرين بألم من التدخل الروسي في سورية، والذي لم يقتصر على التواجد العسكري في قاعدة مطار حميميم، بل تعداه إلى شن حرب ضروس على السوريين لإنقاذ الأسد، وارتكاب جرائم حرب، من استخدام للأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً إلى قصف للمشافي والمدارس والكنائس والجوامع والقوافل الإنسانية، وكان آخرها استهداف قافلة الهلال الأحمر في حلب، وقتل معظم متطوعيها.
وقع اختيار "جيرون" على ألحان أغنية كاتيوشا الروسية، لتغلغلها في الثقافة الروسية، إذ تعد رمزاً للوفاء وصمود الجنود على جبهات القتال، وهي الأغنية التي عمل على بثها "التلفزيون العربي السوري" قبل عام تقريبا مئات المرات، احتفاء بالتدخل الروسي في البلاد لمساندة نظام ما فتئ يتحدث "بالسيادة الوطنية".
وحمل المقطع الأخير من أغنية "كاتيوشا السورية"، رسالة أمل مفادها، أنه ورغم هذه الحرب التي شنت على شعب أعزل غالبيته مدنيون وأطفال ونساء، فإن السوريين لن ينتهوا، ولا يزالون متمسكين بمطلبهم في رحيل طاغية دمشق، رغماً عن أنف صديقه بوتين.