[لروح أمجد صبري]
في أرض الطاهرين، قتلوا منشداً صوفيّاً
الرصاصات الآن أطهر من النشيد.
كان أنشدَ قصيدة المديح النبوي، منتحباً
مع السامعين. من كان يدري أنّه لن ينتحب بعدها أبداً؟
أمّا القتلة فلم يبكوا، اشتدّت قلوبهم قسوة،
وحفروا في رؤوسهم قبراً للمنشِد.
يا لروحه الطيبة، كان يرنو لنيل نظرة من النبي،
فالتقى قاتليه في اليوم الذي يليه. يا للمفارقة الشقيّة.
أو لعلّ هذا إرهاص بنهاية العالم، من يدري. ما دمنا
أحياء، فالعالم يمضي إلى أجل. من الموت.
إلى الموت، أيّامنا، تراكمت فوق بعضها
على تلّة أحزان العالم. فكم من موت
تبقّى لنقيم أتراحنا، وكم سننتظر إلى أن
تصير قلوبنا حجارة، ترفض أن تأسى أكثر؟
هل لنا إذاً، أن نأخذ ذاك الحجر، ونلقيه
نحو السماء كما يفعل المجانين، أو الأطفال، وننتظر.
أن يختفي بين الغيوم، حتّى يعود
ويسقط علينا، مخيّباً أملنا، بلا معجزة؟
الحجر ثقيل في قلوب أحبّته،
من ينتحبون في غيابه الآن.
* Manash Bhattacharjee شاعر هندي يكتب بالإنجليزية، والقصيدة في اغتيال المنشد الصوفي الباكستانيّ الشهير أمجد صبري في 22 حزيران/ يونيو الماضي، حيث قام مسلّحان بإطلاق النّار عليه في أحد شوارع كراتشي بينما كان يقود سيارته.
** ترجمة عن الإنكليزية: محمد زيدان