أغلبية المهاجرين إلى أوروبا سوريون وأفغان

29 سبتمبر 2015
مهاجرون إلى المجهول (GETTY)
+ الخط -
تتفاقم أزمة الهجرة مع عبور أكثر من نصف مليون مهاجر ولاجئ المتوسط باتجاه أوروبا هذا العام، في ملف ينوي رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، المطالبة بالتشدد فيه أمام الأمم المتحدة.


ونشرت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، الثلاثاء، أرقاما أفادت بأن حوالى 515 ألف مهاجر ولاجئ عبروا المتوسط؛ وصل منهم 383 ألفا إلى اليونان و129 ألفا إلى إيطاليا. وأوضحت أن 54 في المائة من هؤلاء اللاجئين سوريون و13 بالمائة أفغان.

وقالت المفوضية إن نحو 2980 لاجئا ومهاجرا لقوا مصرعهم أو فقدوا هذه السنة خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا بطرق بحرية خطيرة في المتوسط. ويواصل معظم الناجين من عبور المتوسط طريقهم باتجاه أوروبا الغربية عابرين البلقان والمجر.

وتتعرض المجر باستمرار للانتقادات لإقامتها حواجز بالأسلاك الشائكة على حدودها المنتمية إلى منطقة شينغن (الحدود المشتركة في الاتحاد الأوروبي) بعد عبور حوالى 300 ألف مهاجر أراضيها منذ مطلع العام.
ويريد أوربان طرح وجهة نظره، الأربعاء، في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وأعلن الزعيم الشعبوي في الأسبوع الفائت نيته الاجتماع بأمين عام الأمم المتحدة، بان كي مون. وأضاف أنه ينوي لاحقا إغلاق الحدود الكرواتية المجرية أمام اللاجئين التي تعبرها أغلبيتهم.

وسبق أن دار جدل حاد حول قرار سابق لبودابست بإغلاق حدودها مع صربيا في 15 سبتمبر/أيلول لصد المهاجرين.

وناشد بان كي مون، الإثنين، الدول الأوروبية "بذل المزيد" من أجل مئات آلاف المهاجرين واللاجئين الذين يتوافدون إلى أوروبا. وفي منتصف سبتمبر/أيلول أدان استخدامَ الشرطة المجرية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد المهاجرين في صدامات على الحدود الصربية المجرية.

وأكدت حكومة المجر أنها تريد مطالبة الأمم المتحدة بفرض "حصص عالمية" لتوزيع اللاجئين. وشدد وزير الخارجية المجري، بيتر زيارتو، بحزم مؤخرا، على أن "أوروبا لا ينبغي أن تكون الوحيدة التي تلعب دورا في إدارة ضغط الهجرة" وعلى ضرورة ضلوع "كبار اللاعبين السياسيين في العالم، الذين شاركوا في قرارات أدت إلى مناطق غير مستقرة قرب قارتنا".

اقرأ أيضاً:أكثر من نصف مليون مهاجر عبروا المتوسط في 2015


من جهتها أقرت الحكومة الألمانية عددا من الإجراءات الرامية إلى إبطاء تدفق اللاجئين عبر تشديد بعض شروط حق اللجوء، واستثناء مواطني دول البلقان، مما أثار انتقادات منظمات حقوقية.

وتسعى برلين، على الأخص، إلى تسهيل بناء مساكن للمهاجرين وتعلمهم اللغة الألمانية وتسريع آليات درس طلبات اللجوء، وبالتالي تسريع ترحيل المرفوضين إلى بلادهم.

وتنص الإجراءات المقررة على تصنيف ثلاثة بلدان إضافية في غرب البلقان، هي ألبانيا وكوسوفو ومونتينيغرو، بأنها "بلدان آمنة"، للتمكن من تسهيل إعادة مواطنيها إلى ديارهم، مما يفسح مجال دراسة طلبات تتمتع بحظوظ أفضل لنيل اللجوء.

وفي البحر المتوسط، أعلن خفر السواحل الإيطالي في بيان أن ما مجموعه 1151 شخصا أنقذوا في البحر، يوم الإثنين، خلال 11 عملية متفرقة ومنسقة قبالة سواحل ليبيا.

وتم خلال إحدى العمليات إنقاذ 441 مهاجرا على متن قوارب مطاطية من قبل سفينة تابعة لخفر السواحل الإيطالي.

وقامت سفينة أخرى، كانت تقل أصلا 85 مهاجرا تم إنقاذهم قبل يوم، بانتشال 105 مهاجرين من على متن سفينة تابعة لسلاح البحرية الإيطالي أولاً. وبعد ذلك نقل 308 أشخاص من سفينة تابعة لمنظمة "أطباء بلا حدود" إلى السفينة الإيطالية نفسها بعد انتشالهم من ثلاثة زوارق مطاطية.

وفي فرنسا، أعلنت السلطات الفرنسية العثور، صباح الثلاثاء، على مهاجر من أصل عراقي في العشرين من العمر ميتا في شاحنة بالقرب من مرفأ كاليه شمال فرنسا.

وبذلك يرتفع إلى 16 عدد المهاجرين الذين لقوا مصرعهم منذ 26 يونيو/حزيران خلال محاولتهم الوصول إلى إنجلترا.

من جهة أخرى أطلق الاتحاد الأوروبي، الإثنين، اسم "صوفيا" على عمليته البحرية لمكافحة شبكات مهربي اللاجئين في البحر المتوسط، وهو اسم فتاة أبصرت النور بعد إنقاذ مهاجرين على مركب كان يواجه صعوبات، كما أعلن مصدر رسمي.

وقال المجلس الأوروبي الذي يمثل الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد في بيان أن العملية التي كانت تقتصر على مراقبة عن بعد للشبكات التي تنشط انطلاقا من السواحل الليبية، ستنتقل إلى مرحلة أكثر هجومية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وتهدف العملية إلى منع هؤلاء المهربين من إطلاق سفن محملة بالمهاجرين، وحتى اعتراضهم، عندما يدخلون المياه الدولية لمواكبة هذه الزوارق.

وقال سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر، جيمس موران، إن 60 في المائة من المهاجرين المصريين غير الشرعيين إلى إيطاليا "أطفال وقصّر".

وافتتح موران بالقاهرة، اليوم الثلاثاء، ورشة عمل حول الإطار القانوني الدولي لهجرة الأطفال بدون ذويهم، تحت رعاية الاتحاد الأوروبي.

وقال إن هناك 500 ألف شخص وصلوا إلى أوروبا خلال الفترة الأخيرة، وهي أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، مضيفًا أن أكثر من 60 في المائة من المهاجرين المصريين إلى إيطاليا من الأطفال.

وشدد موران على أن الاتحاد الأوروبي مهتم بتعزيز تعاونه في مكافحة الهجرة، وأن هناك أزمة وحالة طوارئ لمكافحة الهجرة غير الشرعية.