أغاني سعدون جابر تجددت في برامج اكتشاف المواهب

02 يناير 2016
أغاني سعدون جابر باتت أرشيفاً للجيل الشاب (فيسبوك)
+ الخط -



من ينظر لتاريخ الأغنية العراقية في المرحلة الفاصلة بين رواد الغناء العراقي كناظم الغزالي وداخل حسن ومحمد القبنجي وفؤاد سالم ورياض أحمد، ومرحلة محمود أنور وكاظم الساهر وحاتم العراقي وقاسم السلطان، سيجد بالضرورة اسم المطرب سعدون جابر الذي تصدر بأغانيه مرحلة الثمانينيات.

وبخلاف أغانيه ذائعة الصيت كـ"طيور الطايرة، أمي يا أم الوفا، خيوّ بينت الجيرة"، شكل عام 1985 علامة فارقة في حياة المطرب المولود في عام 1950، إذ زار الملحن بليغ حمدي العاصمة العراقية بغداد، للتعرف أكثر على مقامات وأطوار الغناء العراقي، فالتقى حينها بجابر ولحن له أربع أغنيات من كلمات الشاعر كريم العراقي "من الأول يا حبيبي، أريدك أنا كل يوم أريدك، مشوارك حبيبي، رحنا والله رحنا".

كان سعدون جابر أول مطرب عراقي يدخل خارطة الغناء الخليجي، إذ تعاون مراراً مع شعراء وملحنين خليجيين، قدم معهم أغنيات وصلت للجمهور العربي عبر بوابة الأغنية الخليجية، فهو قدم تنويعات غنائية خلط بها الكلام الخليجي بالموسيقى العراقية، والتي وصفها الموسيقار محمد عبد الوهاب بأنها الموسيقى الوحيدة التي تغرد خارج سرب الموسيقى المصرية، لتنوع مقاماتها وأطوارها.

نجح سعدون جابر في فرض حضوره عربياً، ولدى جمهور الجاليات العربية في الأميركيتين، كما وصل صوته للجمهور العربي في أكثر من مهرجان كـ"جرش" و"قرطاج" و"المحبة والسلام".

الأغنية العراقية التي كانت حاضرة بقوة، وقعت أسيرة الأزمات العراقية المتعاقبة، ولعل الضربة القاسمة لها تمثلت بنتائج حرب الخليج الثانية التي كان من آثارها مقاطعة العراق ومنتجاته، مما أثر على انتشار الأغنية العراقية وفنانيها.

الغياب الذي استمرأه سعدون جابر طيلة عشر سنوات في الولايات المتحدة الأميركية، لم يبعده عن الجمهور العراقي خاصة، فهو ظل يحاول أن يبقى قريباً من الساحة الفنية في الوقت الذي تخلت فيه شركات الإنتاج عن تقديم الغناء الطربي.

جابر الذي أطلق في عام 2002 أغنية "عشرين عام" وأحدثت عند صدورها حالة طربية خاصة بعدسة المخرج الأردني حسين دعيبس، عاد للتواجد في العالم العربية عبر تجديد أغانيه القديمة في الحفلات والجلسات، بالإضافة لإطلاق أغانٍ جديدة.

ومن يتابع برامج اكتشاف المواهب الغنائية اليوم يجد أغاني ومواويل المطرب العراقي العتيق، إذ شكل حضور أرشيفه مادة دسمة لتسع مواهب في موسم "ذا فويس" الأخير على سبيل المثال لا الحصر.




اقرأ أيضاً: الأغنية العراقية.. بوفيه مفتوح للمطربين العرب
المساهمون