أغاني الميدان: من الثورة ولدت الموسيقى

26 يناير 2016
فريق كايروكي (فيسبوك)
+ الخط -
في البداية، لجأ الشباب في اعتصاماتهم للأغاني الوطنية الكلاسيكية، وكان لأغاني التمرد الموروثة للشيخ إمام حضور كبير. لكن سرعان ما أنتج الشباب فنّهم الخاص، وعرف التحرير كل عدة خطوات حلقة من الشباب، بعضهم يلقي أشعاره، وبعضهم يمسك عوده وغيتاره، يغنون بتلقائية الثورة وبكارة التجربة. وكان ذلك إيذاناً بظهور مجموعة من الأغاني الثورية التي خرجت من رحم الميدان.
لمجموعة من تلك الأغاني مذاق خاص، شعَرَ الناس معها أنها وليدة التجربة. وبالرغم من كثرة الأغاني الاحترافية التي استثمر فيها مطربون مشهورون نجاحَ الثورة لركوب موجتها والفوز مع الفائزين.
جميع أغاني الميدان أصبحت حبيسة أدراج الفضائيات، التي كانت تتاجر بها قبل 30 يونيو، لكن لا يزال هذا العصر يرفل في نعمه الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت ديوان العصر!

يا مصر هانت

أثناء الاعتصام كانت الحاجة شديدة للتعبير بالأغنية عن حالة الميدان. لم يكن مبارك قد انهارت قواه وأعلن استسلامه بعد، وكانت معركة الثوار ضد الشرطة تحتاج بحاجة إلى دعم فني. أغنية (يا مصر هانت) تجلّت فيها هذه الحاجة. الأغنية ألفها في الميدان الشاعر تميم البرغوثي ولحنها وغناها ودار بها على الفضائيات المطرب الشاب مصطفى سعيد، القصيدة طويلة يقول مطلعها:

يا مصر هانت وبانت كلها كام يوم
نهارنا نادى ونهار الندل مش باين
الدولة مفضلش منها إلا حبة شوم
لو مش مصدّق تعالى ع الميدان عاين
يا ناس مفيش حاكم إلا من خيال محكوم





ياه يا الميدان

صوت الحريه بيجمعنا/ خلاص حياتنا بقي ليها معني
مفيش رجوع/ صوتنا مسموع/ والحلم خلاص مبقاش ممنوع
هكذا غنت عايدة الأيوبي مع فرقة كايروكي الأغنية التي حظيت بشعبية كبيرة أثناء الثورة وبعدها، تصف الأغنية وضع المتظاهرين أصحاب النوايا الصافية رغم اختلاف مشاربهم الأيديولوجية، وكيف تحول الاعتصام إلى مجتمع مثالي خاص لم تعرفه مصر من قبل.




صوت الحرية 

غنّى هاني عادل (وسط البلد) وأمير عيد (كايروكي) أغنية مميزة في تصويرها، اشتهرت باسم (في كل شارع في بلادي/ صوت الحرية بينادي) شارك في تصويرها البسيط مجموعة من المتظاهرين من داخل الميدان، حملوا كلمات الأغنية متفرقة على لافتات كتبت بتلقائية بخط اليد كما كان يحدث أثناء الثورة:
نزلت وقلت أنا مش راجع
وكتبت بدمي في كل شارع
سمّعنا اللي مكنش سامع
واتكسّرت كل الموانع



ملعون أبوك يا سكوت

"ملعون أبو يا سكوت" أغنية مؤثرة خرجت من رحم يناير، من غناء فرقة (أنا مصري) ومن كلمات ياسر الليثي. تتحدث الأغنية عن صراع الثوار ضد الاستبداد الذي يتربص بهم في ميادين مصر.
ملعون أبوك يا سكوت أنا حلمي مش هيموت
لو سلسلوا خطوتي أنا لسه فيا الصوت
لو كل يوم سحلوني وبظلمهم عروني
لو بالرصاص قتلوني مش هرضى ع المسكوت



فلان الفلاني

غنى عدد من المطربين أغنية (فلاني الفلاني) للشاعر الشاب مصطفى إبراهيم، فغناها مصطفى أمين من ألحان صهيب شكري، وغناها باسم وديع من ألحان محمد عنتر.
تحكي كلمات الأغنية قصة متظاهر مجهول لا يُعرف اسمه رغم دوره البطولي الذي تفرع على جبهات الميدان، ودون أن يتاجر بموقفه السياسي، بقي صامداً من دون أن ييأس، ثم كانت نهايته أن يكون شهيداً مجهولاً.
فلان الفلاني اللي كان يومها جنبي/ ساعة لما بدأوا في ضرب الرصاص
فلان الفلاني اللي معرفش إسمه/ فدايما بقول يا ابن عمي وخلاص




يا بلادي يا بلادي

أغنية شهيد، يتحدث فيها على إيقاع هادئ، يخاطب وطنه الذي مات من أجله، ويصبر أمّه ويدعوها أن تهوّن على نفسها مرارة الفقد. اعتبرها كثيرون أغنية الثورة لارتباطها بوجوه الشهداء الذين بدأوا طابورهم بخالد سعيد وسيد بلال مروراً بالتحرير وحتى اليوم. وهي الأغنية لتي غنيت أساساً في فيلم "العمر لحظة" في مشهد مجزرة بحر البقر، التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مدرسة في محافظة الشرقية عام 1970.
اشترك في الغناء عزيز الشافعي مع رامي جمال في أدائها، وفيها يخاطب الشهيد أبناء وطنه:
قولوا لأمي ما تزعليش/ أموت أموت وبلدنا تعيش
أمانة تبوسولي إيديها/ وتسلمولي على بلادي
ويصف الشهيد حالته فيقول:
في جسمي نار ورصاص وحديد/ علمك في إيدي واسمي شهيد
بودع الدنيا وشايفك/ يا مصر حلوة ولابسة جديد




قلة مندسة

ياسر المناوهلي هو غيتار الثورة المصرية، قدم مجموعة من الأغاني الساخرة من النظام والإعلام الذي اتهم أبناء التحرير بالخيانة، ومن بين أغانيه المميزة (قلة مندسة)، تقول كلماتها:
أنا رحت انضم في مرة/ أنضم في مرة .. لقلة مندسة
بالتهميش والظلم عمرها ما كانت حاسة
بالتهميش والظلم عمرها ما كانت حاسة
... أنا رحت اندس في مرة/ لقلة مندسة



الثورة للجدعان

ربما تذكرنا بعض كلمات أغنية "الثورة للجدعان" بأغنية الشيخ إمام "الجدع جدع.. والجبان جبان"، بالرغم من الاختلاف الواضح في التشكيل الفني بينهما، تقول:
سادد عليّا النفَس/ فاتح عليك النار
مش بالسلاح باهزمك/ لكن بسيل أحرار
مابين ميدان وميدان/ هتلاقي برضه ميدان
مليان بثورة غضب/ والثورة للجدعان
هكذا بدأ محمد الصنهاوي الغناء من ألحان صهيب شكري ومن كلمات إسلام هجرس أغنيته الثورية التي توجهت إلى العسكر بقوله:
ياحضرة العسكري/ أنا حضرة الثاير
أنا اللي حلمي ابتدا/ لبلادي في يناير
ماكانش بالمجان/ حلم اني أعيش إنسان
مايشيله إلا الجدع/ والثورة للجدعان


اقرأ أيضاً: 25 يناير: 5 سنوات لا تكفي لقتل الثورة
المساهمون