في خطوة استفزازية جديدة، اقتحم أعضاء بالكنيست الإسرائيلي، المسجد الأقصى في القدس المحتلة، اليوم الثلاثاء، عملاً بقرار الاحتلال السماح تدريجياً لأعضاء الكنيست، اقتحام المسجد، في خطة أُعلن أنّها تجريبية.
واقتحم المسجد الأقصى النائب ايهودا غليك المعروف بنشاطه المتواصل في الاقتحامات حتى قبل انتخابه للكنيست، مصطحباً معه العشرات من غلاة المتطرفين، من بينهم غرشون سلمون رئيس حركة ما يسمى بـ"أمناء جبل الهيكل"، وهي منظمة متطرفة تسعى لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى.
وقال حراس المسجد الأقصى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المقتحمين، وعلى رأسهم غليك، تجوّلوا في جميع الساحات بحماية قوة خاصة من جنود الاحتلال رافقتهم على مدى الجولة حتى خروجهم من باب السلسلة، فيما مُنع الحراس من متابعة جولة المقتحمين، في وقت تواجد فيه مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، والشيخ عمر دعنا من خطباء الأقصى في الساحات، وتابعا عن كثب تطورات الاقتحامات لأعضاء الكنيست".
وأشار الحراس، إلى أنّ عضوة الكنيست المتطرفة شولاميت معلم النائبة عن حزب "البيت اليهودي"، اقتحمت بعد غليك باحات المسجد الأقصى، بحماية شرطة الاحتلال الخاصة التي حررت بطاقات الهوية لعديد الشبان وأخرجت اثنين منهم من باحات المسجد، وسط انتشار كبير لتلك القوات على أبواب الأقصى.
وقد ندّد مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، في حديث لـ"العربي الجديد"، باقتحامات أعضاء الكنيست، ووصف خطوتهم بأنّها "خطيرة واستفزازية"، لا سيما أنها تتزامن مع قرب عيد الأضحى. وقال الخطيب، إنّ "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يلعب بالنار من خلال سماحه لأعضاء كنيست متطرفين بتجديد اقتحاماتهم للأقصى، ونحن نحذره من تبعات ما يقوم به".
بدوره، اعتبر القيادي في حركة "فتح" حاتم عبد القادر، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ اقتحامات أعضاء الكنيست للأقصى، "تأتي بقرار سياسي من نتنياهو كونها محاولة من الأخير لتفادي فضائح الرشاوى الغارق فيها حتى أذنيه، فيما يبدو أيضاً أنّها جرّ لمواجهة مع الفلسطينيين للتغطية على فساده، وفساد حكومته".
وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، قد قامت أمس الإثنين، باتخاذ تدابير خاصة تمهيداً لاقتحامات اليوم، والتي سيشارك فيها نواب كنيست إسرائيليون، بينما أعلن وزراء في حكومة الاحتلال إمكانية مشاركتهم فيها.
وفي هذا الإطار، قررت شرطة الاحتلال تعزيز انتشارها على بوابات الأقصى والبلدة القديمة، وسط ترجيحات بتحديد أعمار المصلين المسموح لهم بالدخول للأقصى إلى حين انتهاء الاقتحامات.
كما أغلقت قوات الاحتلال، أمس الإثنين، باب المغاربة، أحد الأبواب الرئيسية للمسجد الأقصى، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اقتحامات المستوطنين اليومية له.
وكانت المرجعيات الدينية في القدس المحتلة، قد دعت، في بيان، الأحد، أبناء الشعب الفلسطيني للنفير إلى القدس، اليوم الثلاثاء، للتصدّي لمحاولات اقتحام الأقصى، من قبل النواب الإسرائيليين.
واعتبرت المرجعيات الدينية في القدس، في بيانها، أنّ القرار الإسرائيلي "استفزازي وغير شرعي وغير قانوني صادر عن سلطة لا تملك الصلاحية لأنّ الأقصى للمسلمين وحدهم".
ويأتي قرار الاحتلال، برفع الحظر عن اقتحام المسجد الأقصى، بعد أن تم تأجيل تطبيق الخطة التجريبية، في يوليو/تموز الماضي، بفعل أزمة البوابات الإلكترونية التي اضطر الاحتلال في نهاية المطاف إلى إزالتها.
على صعيد آخر، أُصيب شابان فلسطينيان، اليوم الثلاثاء، خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، لمنطقة قبر يوسف شرقي مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، لتأمين عملية اقتحام المستوطنين للمكان بغرض أداء طقوس دينية.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "شاباً أُصيب بالرصاص الحي في الفخذ خلال المواجهات التي اندلعت عند مدخل مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين، فيما أصيب آخر خلال المواجهات التي اندلعت بالقرب من القبر لحظة اقتحام الاحتلال للمكان".
وفي غضون ذلك، نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملة اعتقالات طاولت عدداً من الشبان الفلسطينيين، خلال عملية اقتحام لقرى وبلدات عدة بالضفة المحتلة، واعتقلت الفتية: خلف، ومحمد، ومحمود نجاجرة، بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها، في بلدة نحالين غربي مدينة بيت لحم.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الشاب محمد قدومي من بلدة جيوس شرقي مدينة قلقيلية، والشاب أنس شطارة من بلدة العيزرية جنوب شرقي مدينة القدس المحتلة، إضافة إلى الشاب أحمد فطين من بلدة عرابة جنوب، والشقيقين يوسف ومحمد الأطرش، من بلدة كفر راعي جنوب مدينة جنين.
يُذكر أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت قرى وبلدات عدة بالضفة الغربية المحتلة، وشرعت بدهم عدد من المنازل وتفتيشها والعبث في محتوياتها، فيما نصبت حواجز عسكرية على عدد من المداخل عرقلت خلالها حركة تنقل الفلسطينيين بمركباتهم.