أطفال ومراهقون يؤمون صلاة التراويح في المغرب

31 مايو 2018
صلاة التراويح في المغرب (جلال مرشدي/الأناضول)
+ الخط -


تشهد صلاة التراويح هذا العام في مساجد المغرب، ظهور أئمة جدد، بينهم فتية وأطفال استطاعوا أن ينافسوا الكبار على إمامة المصلين، خصوصا في صلاة التراويح، مما أثار استحسان كثيرين، فيما تحفظ بعضهم على ظاهرة "الأئمة الصغار".


لم يتجاوز الفتى زكريا إدموليد الرابعة عشرة من عمره، لكن بزغ نجمه بإمامة المصلين في صلاة التراويح بأحد مساجد ضواحي مدينة أغادير (جنوب)، ويقول المصلون إنه يتسم بصوت رخيم وإنه استطاع أن يستقطب العديد من المصلين.

ويقول زكريا لـ"العربي الجديد"، إنه يشعر بفخر كبير وهو يصلي بالناس رغم أنه ليس بأحفظهم ولا أعلمهم بالقرآن، معتبرا أن "إمامة الصلاة في هذه السن المبكرة تكليف أكثر من أن تكون تشريفا، فهي مسؤولية عظيمة أن تقف في محراب المسجد ليتبع المصلون سكناتك وحركاتك، وينصتون لكلام الله الذي تتلوه".

وأبدى والد زكريا سعادته بكون ابنه القاصر أحد أئمة المساجد في البلاد، ويؤكد أنه "حفظ القرآن استظهارا مرتين، كما يواصل دراسته بتفوق في المستوى الإعدادي"، مبرزا أن والدته هي مفتاح تفوقه في حفظ القرآن بفضل تنظيمها لوقته وحثها له على الحفظ.

أما أسامة سليماني (16 سنة) فبدأ يؤم المصلين منذ 2012، في أحد مساجد المغرب، ويتردد على المسجد للصلاة خلفه المئات يوميا في ليالي رمضان.
طفل مغربي آخر اشتهر بالإمامة هو محمد بسينتي، من قرية زايو في شمال البلاد، واستطاع أن يلفت إليه الأنظار بإمامته للنساء في صلاة التراويح خلال رمضان، بفضل حفظه كتاب الله وتجويده الجميل للآيات، ما أكسبه شعبية واسعة.

ويؤكد عبد الحميد صوريتي، وهو محفظ قرآن للأطفال، لـ"العربي الجديد"، أن "ظاهرة الطفل الإمام، خاصة في التراويح، أمر جيد، ومسألة جواز إمامة الطفل اختلف فيها العلماء، لكن الراجح أنها جائزة، خاصة في غير الفروض مثل التراويح".

وتابع أن "تقديم الطفل غير البالغ، خاصة صاحب الصوت الجميل، في صلاة التراويح هو من إشاعة الفضل والخير بين الناس، وهو أيضا تشجيع للطفل وأسرته على الاستمرار في طريق الاهتمام بكتاب الله حفظا وضبطا للقواعد والترتيل كسبيل لإمامة الناس".

أما الخبير في الشأن الديني، إدريس الكنبوري، فقال لـ"العربي الجديد"، إن إمامة الأطفال للمصلين في التراويح "أسلوب بدأ في بعض البلدان الآسيوية المسلمة مع أطفال يوصفون بأنهم أعجوبة بسبب حفظهم القرآن كاملا في سن مبكرة، وكان الهدف تشجيع الأطفال ودفعهم إلى التعلم"، مبرزا أن انتقال هذه الظاهرة إلى المغرب هو "نوع من التقليد للحالات التي تروج لأطفال يؤمون آلاف المصلين في بلدان آسيوية ومشرقية".

وأضاف "رغم أن السن والبلوغ ليسا من شروط الإمامة، بل حفظ القرآن الكريم ومعرفة الدين، لكن هذا الأسلوب الجديد يستغل للدعاية لبعض المساجد، وربما يكون حافزا للناس على الإقبال على صلاة التراويح".

دلالات