على الحدود الشرقية لقطاع غزة، تنتشر عشرات الخيام التي ترفع شعارات العودة وأسماء البلدات التي خرج الفلسطينيون منها، للتذكير بهذا الحق، وتذكير الأطفال
يصطحب كثير من الآباء، أطفالهم، إلى خيام العودة التي أقيمت، مع تنظيم مسيرة العودة يوم الجمعة الماضي، في مناسبة يوم الأرض. داخل كلّ خيمة تُسرَد الأحداث الفلسطينية التاريخية وذكريات النكبة، لترسخ في أذهان الحاضرين. ويبدو واضحاً أنّ خيام العودة أصبحت مقصداً لكثير من الأسر الغزية التي تعتبرها وسيلة للضغط على المجتمع الدولي للتحرك تجاه ما يواجه القطاع من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة. ومن ناحية أخرى، هي فرصة لترسيخ مبدأ العودة لدى الأطفال.
الأحد الماضي، زار جميل الشنطي (45 عاماً) مع أطفاله الثلاثة، خيام العودة، شرقي بلدة جباليا، شمال قطاع غزة، وكانت الخيمة تحمل اسم بلدته "الجية" التي تبعد 19 كيلومتراً عن الحدود الشمالية للقطاع. وجد داخلها مسناً، كان في الثالثة عشرة عندما هجّر. تحدث المسنّ إلى أطفال الشنطي عن حياة الفلاح الفلسطيني قديماً. يقول الشنطي، لـ "العربي الجديد": "لا أخفي عليك أنّنا قصّرنا في حق أطفالنا؛ إذ لم نعرّفهم أكثر على بلادهم وعن حق العودة، لانشغالنا بهموم الحياة اليومية والصراع على لقمة العيش في غزة، لكن جاءت مسيرة العودة لكي تنبهنا إلى أنّ حق العودة يجب أن ينتقل من جيل إلى آخر حتى يتحقق. في هذا المكان شعرت بالفخر مع أطفالي وسط الخيام".
اقــرأ أيضاً
أحضر أسعد المدهون (40 عاماً) زوجته وأطفاله الأربعة. أخبرهم أنّه يأخذهم في فسحة، وعندما وصلوا إلى المكان تعجّب الأطفال منه، لكن سرعان ما دخلوا إلى الخيام ولعبوا مع جدهم الذي يقصد خيمة في شرق مدينة غزة ويضع فيها شعاراً للعودة إلى مدينتهم المجدل التي هجر منها. يشير الجد أيمن المدهون (77 عاماً) إلى أنّ خيام العودة أعادت العافية الوطنية التي تقلصت بفعل الانقسام الفلسطيني الذي دام عشر سنوات. يتابع أنّ وجودهم بالقرب من الحدود هو أكثر أشكال المقاومة السلمية تعبيراً، ويعادل المقاومين في أرض الميدان. يشعر بسعادة عندما يأتي أطفال تعود أصول أهاليهم إلى مدينة المجدل، فيطلبون منه التحدث عن مدينتهم وعن حكاياتها.
يقول أسعد المدهون، لـ "العربي الجديد": "خيام العودة جميلة، وفيها يمكن أن يتعرف الأطفال على ثقافة الفلاحين الذين كانوا أكبر نسبة من سكان فلسطين التاريخية، إلى جانب ثقافة البدو الذين كانوا يقيمون في النقب جنوب فلسطين التاريخية، وبعض معلومات الحياة المدنية القديمة في القدس العتيقة ومدن يافا والمجدل".
شارك موسى مهنا (38 عاماً) مع أطفاله في مسيرات العودة يوم الجمعة الماضي، وعندما عاد إلى المنزل وجد ابنته ليلى تسأله كثيراً من الأسئلة عن سبب تجمع الأطفال والأمهات والكبار وغضبهم، فبدأ يسرد لها ما يعنيه حق العودة. صدمته عندما سألته إن كانت الجماعات الصهيونية قتلت أطفالاً خلال النكبة أم لا، وأخبرها أنّ الأطفال كانوا بعيدين، محاولاً إبعاد تفكيرها عن الحزن، والاكتفاء بتذكيرها بالحق الفلسطيني.
تعود أصول مهنا إلى قرية المسمية الكبيرة، قضاء الرملة في الأراضي المحتلة عام 1948. قتل جده الأكبر وهو يشارك الثوار الفلسطينيين في التصدي للجماعات الصهيونية. منذ يوم الجمعة الماضي، يذهب يومياً إلى خيام العودة شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة لكي تستمع ابنته ليلى (5 أعوام) وابنه أحمد (4 أعوام) إلى حكايات البلدات القديمة، لكنّه يطلب من الجدّ المقيم في الخيمة أن يخبرهما عن الجوانب الجميلة في فلسطين، وحقهم فيها، مبتعداً عن حكايات المجازر. يقول مهنا لـ "العربي الجديد": "أخبرني أبي أنّ أول رئيس وزراء إسرائيلي، وهو ديفيد بن غوريون، قال للعالم وللصهاينة يطمئنهم بعد احتلال الأرض إنّ الكبار يموتون والصغار ينسون. لذلك، حرص منذ طفولتنا على أن يخبرنا عن حق العودة وكيف نواجه هذه المقولة مع أطفالنا، وكيف ندافع عن وطننا بكلّ الوسائل المتاحة".
اقــرأ أيضاً
من جهته، يصطحب إياد أبو نضال (49 عاماً) من مخيم خانيونس، واحداً من أبنائه الخمسة مداورة كلّ يوم، إلى إحدى خيام العودة في بلدة عبسان، شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع، كي يتعلموا جميعاً العبرة من هذه الخيام، ويعرفوا حكايات البلدات القديمة. شعر ابنه مجد (6 أعوام) بالسعادة عندما استمع إلى أحد الأجداد عن جمال مدينة يافا التي كان يقيم فيها أجداده، لكنّه لا يريد أن يقتل الصهاينة الذين احتلوا أرضه كما قتلوهم، بل يريدهم "أن يذهبوا بسلام إذا غادروا أرضنا". يقول لـ "العربي الجديد": "أريد أن أعود إلى المزرعة وأرى الأبقار والدجاج بدلاً من العيش في المخيم والاستيقاظ على أصوات البائعين".
يصطحب كثير من الآباء، أطفالهم، إلى خيام العودة التي أقيمت، مع تنظيم مسيرة العودة يوم الجمعة الماضي، في مناسبة يوم الأرض. داخل كلّ خيمة تُسرَد الأحداث الفلسطينية التاريخية وذكريات النكبة، لترسخ في أذهان الحاضرين. ويبدو واضحاً أنّ خيام العودة أصبحت مقصداً لكثير من الأسر الغزية التي تعتبرها وسيلة للضغط على المجتمع الدولي للتحرك تجاه ما يواجه القطاع من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة. ومن ناحية أخرى، هي فرصة لترسيخ مبدأ العودة لدى الأطفال.
الأحد الماضي، زار جميل الشنطي (45 عاماً) مع أطفاله الثلاثة، خيام العودة، شرقي بلدة جباليا، شمال قطاع غزة، وكانت الخيمة تحمل اسم بلدته "الجية" التي تبعد 19 كيلومتراً عن الحدود الشمالية للقطاع. وجد داخلها مسناً، كان في الثالثة عشرة عندما هجّر. تحدث المسنّ إلى أطفال الشنطي عن حياة الفلاح الفلسطيني قديماً. يقول الشنطي، لـ "العربي الجديد": "لا أخفي عليك أنّنا قصّرنا في حق أطفالنا؛ إذ لم نعرّفهم أكثر على بلادهم وعن حق العودة، لانشغالنا بهموم الحياة اليومية والصراع على لقمة العيش في غزة، لكن جاءت مسيرة العودة لكي تنبهنا إلى أنّ حق العودة يجب أن ينتقل من جيل إلى آخر حتى يتحقق. في هذا المكان شعرت بالفخر مع أطفالي وسط الخيام".
أحضر أسعد المدهون (40 عاماً) زوجته وأطفاله الأربعة. أخبرهم أنّه يأخذهم في فسحة، وعندما وصلوا إلى المكان تعجّب الأطفال منه، لكن سرعان ما دخلوا إلى الخيام ولعبوا مع جدهم الذي يقصد خيمة في شرق مدينة غزة ويضع فيها شعاراً للعودة إلى مدينتهم المجدل التي هجر منها. يشير الجد أيمن المدهون (77 عاماً) إلى أنّ خيام العودة أعادت العافية الوطنية التي تقلصت بفعل الانقسام الفلسطيني الذي دام عشر سنوات. يتابع أنّ وجودهم بالقرب من الحدود هو أكثر أشكال المقاومة السلمية تعبيراً، ويعادل المقاومين في أرض الميدان. يشعر بسعادة عندما يأتي أطفال تعود أصول أهاليهم إلى مدينة المجدل، فيطلبون منه التحدث عن مدينتهم وعن حكاياتها.
يقول أسعد المدهون، لـ "العربي الجديد": "خيام العودة جميلة، وفيها يمكن أن يتعرف الأطفال على ثقافة الفلاحين الذين كانوا أكبر نسبة من سكان فلسطين التاريخية، إلى جانب ثقافة البدو الذين كانوا يقيمون في النقب جنوب فلسطين التاريخية، وبعض معلومات الحياة المدنية القديمة في القدس العتيقة ومدن يافا والمجدل".
شارك موسى مهنا (38 عاماً) مع أطفاله في مسيرات العودة يوم الجمعة الماضي، وعندما عاد إلى المنزل وجد ابنته ليلى تسأله كثيراً من الأسئلة عن سبب تجمع الأطفال والأمهات والكبار وغضبهم، فبدأ يسرد لها ما يعنيه حق العودة. صدمته عندما سألته إن كانت الجماعات الصهيونية قتلت أطفالاً خلال النكبة أم لا، وأخبرها أنّ الأطفال كانوا بعيدين، محاولاً إبعاد تفكيرها عن الحزن، والاكتفاء بتذكيرها بالحق الفلسطيني.
تعود أصول مهنا إلى قرية المسمية الكبيرة، قضاء الرملة في الأراضي المحتلة عام 1948. قتل جده الأكبر وهو يشارك الثوار الفلسطينيين في التصدي للجماعات الصهيونية. منذ يوم الجمعة الماضي، يذهب يومياً إلى خيام العودة شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة لكي تستمع ابنته ليلى (5 أعوام) وابنه أحمد (4 أعوام) إلى حكايات البلدات القديمة، لكنّه يطلب من الجدّ المقيم في الخيمة أن يخبرهما عن الجوانب الجميلة في فلسطين، وحقهم فيها، مبتعداً عن حكايات المجازر. يقول مهنا لـ "العربي الجديد": "أخبرني أبي أنّ أول رئيس وزراء إسرائيلي، وهو ديفيد بن غوريون، قال للعالم وللصهاينة يطمئنهم بعد احتلال الأرض إنّ الكبار يموتون والصغار ينسون. لذلك، حرص منذ طفولتنا على أن يخبرنا عن حق العودة وكيف نواجه هذه المقولة مع أطفالنا، وكيف ندافع عن وطننا بكلّ الوسائل المتاحة".
من جهته، يصطحب إياد أبو نضال (49 عاماً) من مخيم خانيونس، واحداً من أبنائه الخمسة مداورة كلّ يوم، إلى إحدى خيام العودة في بلدة عبسان، شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع، كي يتعلموا جميعاً العبرة من هذه الخيام، ويعرفوا حكايات البلدات القديمة. شعر ابنه مجد (6 أعوام) بالسعادة عندما استمع إلى أحد الأجداد عن جمال مدينة يافا التي كان يقيم فيها أجداده، لكنّه لا يريد أن يقتل الصهاينة الذين احتلوا أرضه كما قتلوهم، بل يريدهم "أن يذهبوا بسلام إذا غادروا أرضنا". يقول لـ "العربي الجديد": "أريد أن أعود إلى المزرعة وأرى الأبقار والدجاج بدلاً من العيش في المخيم والاستيقاظ على أصوات البائعين".