معظم سكان قطاع غزة لاجئون، ولدوا على هذه الحال، إذ هجّر أهلهم وأجدادهم من بلداتهم الأصلية عام 1948. الأجيال الجديدة ما زالت كأهلها تحلم بالعودة
شكلت مسيرة العودة وعياً كبيراً في أذهان أطفال قطاع غزة خصوصاً من يعيشون في المخيمات. من هؤلاء من ذهب رفقة أسرته إلى الحدود الشرقية للقطاع للتعمق أكثر في حقوق الشعب الفلسطيني، وفي حق العودة الأممي رقم 194 خصوصاً. بات هؤلاء الأطفال يعرفون معلومات أكثر عن قراهم وبلداتهم ومدنهم التي هجّر أجدادهم منها، ومنهم من بدأ يحلم بما سيفعل لو تحقق له حلم العودة إلى أرضه.
يكثر الحديث هذه الأيام بين أطفال المخيمات عن بلاد أجدادهم، فيتبادلون المعلومات عما يعرفون عن حياة ما قبل النكبة، فإن كان أجدادهم فلاحين فهم يتحدثون عن آمالهم في العودة إلى ديارهم لبناء بيوتهم مجدداً وزرع أراضيهم وحصدها، وإن كانوا من أصول صيادين فهم يرغبون في العودة إلى شواطئهم ومدنهم الساحلية.
اقــرأ أيضاً
أحمد الهندي (9 أعوام) تعود أصول عائلته إلى مدينة المجدل، وهي عسقلان المدينة القريبة من قطاع غزة، والتي يسميها الإسرائيليون اليوم أشكلون، والتي هجّر أهلها الفلسطينيون عام 1948. يريد إذا ما عاد إلى مدينته، أن يزرعها ويحصد زرعها. هو يتخيل أراضي خضراء فيها زرع كثير. يريد أيضاً أن يحرسها من أيّ اعتداء، كما يقول لـ"العربي الجديد". يضيف: "أود لو أعيش وسط اخضرار جميل وتكون هناك بقرة نحلبها كلّ صباح لنشرب حليبها. أريد أن أضع كلباً بالقرب من المزرعة ليحرسها، وحماراً فيها لكن لن أضربه كما يضربه سائقو العربات".
أما ليان المشلح (7 أعوام) فتعود أصولها إلى مدينة الرملة المحتلة عام 1948، هي الأخرى تريد أن تزرع في مدينتها لو عادت، لأنّها تعلم من والدها أنّ الرملة كانت تشتهر بأشجار الزيتون والحبوب والفواكه، وتريد أن يأتي معها أصدقاؤها في مخيم الشاطئ. تقول المشلح لـ"العربي الجديد": "في بلادنا التي هجّرنا منها البحر نظيف، ومياه الصنابير أيضاً نظيفة، وليس كحال بيتنا في المخيم، حيث كلّ المياه متسخة. أريد اللعب في المزارع وفي شوارع أوسع من شوارع المخيم".
يريد عدي النحال (13 عاماً) أن يعود إلى بلدة هربيا (القريبة من شمال غزة) ويقضي فيها وقته في الأراضي الواسعة بدلاً من ضيق مخيم الشاطئ الذي يعيش فيه. يقول: "أريد عندما أعود ويعلن عن تحرير فلسطين، أن أدمر مع الآخرين المباني الإسرائيلية لكي نبني بنايات فلسطينية، فنحرسها، وأتزوج وأنجب أولادي في بلدتهم الأصلية".
سجى شحادة (11 عاماً) تعود أصول عائلتها إلى بلدة حمامة (القريبة من المجدل) لأنّها تسمع الكثير عن أجدادها الذين كانوا يزرعون أراضيهم، فهي الأخرى تريد أن تزرع بلدتها إن عادت، وتساعد أمها وأباها وتلعب لعبة الحجلة كما تلعبها في المخيم. وتعتقد عندما تعود أنّ الكهرباء لن تنقطع هناك كما تنقطع في غزة، وستنام طويلاً من دون أن تسمع صوت طائرات "الزنانة" الإسرائيلية التي تزعجهم ليلاً.
شقيقتها سما (9 أعوام) هي الأخرى تريد أن تلعب الحجلة معها إذا ما عادتا إلى حمامة. تقول: "أريد أن يكون في بلادنا خير وليس شراً أو احتلالاً أو كهرباء مقطوعة. أريد أن أسبح في بحر نظيف بلون أزرق كالسماء، ونزرع خضروات كثيرة ونلعب في المزرعة لعبة قفز الحبل، كما أرى فتيات يلعبنها على التلفزيون".
أما عبد الكريم أبو العز (12 عاماً) فتعود أصول عائلته إلى مدينة عكا، وهم من الأسر القليلة التي جاءت إلى غزة منها، فمعظم أهل عكا هجّروا إلى لبنان والأردن والضفة الغربية. يريد، إذ ما عاد إلى عكا (على ساحل فلسطين الشمالي) أن يصطاد في مينائها كما كان يسمع من أسرته التي كان أبناؤها صيادين. يريد لعب الكرة كما يلعبها في المخيم وأن يكون عضواً في فريق كشافة فلسطيني.
معتز الشرافي (9 أعوام) تعود أصول عائلته إلى هربيا أيضاً. يريد أن يلعب هناك الكرة ويشاهد الفلاحين حين يعودون من حصاد القمح. يريد أن يتعلم منهم كيف يزرع ويحصد، فيعيش حياة فلاح يعتمد على الأرض في طعامه. يريد أن يأكل الخبز من الفرن البلدي القديم والجبنة البلدية كالتي تعدها أمه في المخيم.
ريتاج الشرافي ابنة عم معتز (7 أعوام) تريد هي الأخرى اللعب في أماكن أوسع من شوارع المخيم، وتريد كذلك أن تساعد المحتاجين والفقراء بعد حصاد أرضهم الزراعية، وأن تطعمهم هي وأمها، ولا تريد أن ترى فقيراً في فلسطين عندما يعود كلّ اللاجئين الى أراضيهم.
محمد الوكيل (10 أعوام) يرغب في بناء بيت في مدينته الأصلية يافا، ويريد أن يعمل عملاً جيداً يؤمن له حياة سعيدة ويريد أن يكيف (يكون سعيداً) ويصنع قارباً ليصطاد فيه من بحر يافا. هو يحب يافا ويرفض أن يقول عنها تل أبيب كما سماها الاحتلال الإسرائيلي. ويقول: "أتمنى لو عدنا قريباً إلى بلداتنا. لا أريد أن نعيش في الحرب. ولدت وكانت الحرب تعود كلّ أعوام قليلة. لا أريد أن يموت الأطفال. وحتى المحتلون أريدهم أن يعودوا إلى بلادهم في أوروبا كما أتوا الى بلادنا، فنعيش بسلام".
شكلت مسيرة العودة وعياً كبيراً في أذهان أطفال قطاع غزة خصوصاً من يعيشون في المخيمات. من هؤلاء من ذهب رفقة أسرته إلى الحدود الشرقية للقطاع للتعمق أكثر في حقوق الشعب الفلسطيني، وفي حق العودة الأممي رقم 194 خصوصاً. بات هؤلاء الأطفال يعرفون معلومات أكثر عن قراهم وبلداتهم ومدنهم التي هجّر أجدادهم منها، ومنهم من بدأ يحلم بما سيفعل لو تحقق له حلم العودة إلى أرضه.
يكثر الحديث هذه الأيام بين أطفال المخيمات عن بلاد أجدادهم، فيتبادلون المعلومات عما يعرفون عن حياة ما قبل النكبة، فإن كان أجدادهم فلاحين فهم يتحدثون عن آمالهم في العودة إلى ديارهم لبناء بيوتهم مجدداً وزرع أراضيهم وحصدها، وإن كانوا من أصول صيادين فهم يرغبون في العودة إلى شواطئهم ومدنهم الساحلية.
أحمد الهندي (9 أعوام) تعود أصول عائلته إلى مدينة المجدل، وهي عسقلان المدينة القريبة من قطاع غزة، والتي يسميها الإسرائيليون اليوم أشكلون، والتي هجّر أهلها الفلسطينيون عام 1948. يريد إذا ما عاد إلى مدينته، أن يزرعها ويحصد زرعها. هو يتخيل أراضي خضراء فيها زرع كثير. يريد أيضاً أن يحرسها من أيّ اعتداء، كما يقول لـ"العربي الجديد". يضيف: "أود لو أعيش وسط اخضرار جميل وتكون هناك بقرة نحلبها كلّ صباح لنشرب حليبها. أريد أن أضع كلباً بالقرب من المزرعة ليحرسها، وحماراً فيها لكن لن أضربه كما يضربه سائقو العربات".
أما ليان المشلح (7 أعوام) فتعود أصولها إلى مدينة الرملة المحتلة عام 1948، هي الأخرى تريد أن تزرع في مدينتها لو عادت، لأنّها تعلم من والدها أنّ الرملة كانت تشتهر بأشجار الزيتون والحبوب والفواكه، وتريد أن يأتي معها أصدقاؤها في مخيم الشاطئ. تقول المشلح لـ"العربي الجديد": "في بلادنا التي هجّرنا منها البحر نظيف، ومياه الصنابير أيضاً نظيفة، وليس كحال بيتنا في المخيم، حيث كلّ المياه متسخة. أريد اللعب في المزارع وفي شوارع أوسع من شوارع المخيم".
يريد عدي النحال (13 عاماً) أن يعود إلى بلدة هربيا (القريبة من شمال غزة) ويقضي فيها وقته في الأراضي الواسعة بدلاً من ضيق مخيم الشاطئ الذي يعيش فيه. يقول: "أريد عندما أعود ويعلن عن تحرير فلسطين، أن أدمر مع الآخرين المباني الإسرائيلية لكي نبني بنايات فلسطينية، فنحرسها، وأتزوج وأنجب أولادي في بلدتهم الأصلية".
سجى شحادة (11 عاماً) تعود أصول عائلتها إلى بلدة حمامة (القريبة من المجدل) لأنّها تسمع الكثير عن أجدادها الذين كانوا يزرعون أراضيهم، فهي الأخرى تريد أن تزرع بلدتها إن عادت، وتساعد أمها وأباها وتلعب لعبة الحجلة كما تلعبها في المخيم. وتعتقد عندما تعود أنّ الكهرباء لن تنقطع هناك كما تنقطع في غزة، وستنام طويلاً من دون أن تسمع صوت طائرات "الزنانة" الإسرائيلية التي تزعجهم ليلاً.
شقيقتها سما (9 أعوام) هي الأخرى تريد أن تلعب الحجلة معها إذا ما عادتا إلى حمامة. تقول: "أريد أن يكون في بلادنا خير وليس شراً أو احتلالاً أو كهرباء مقطوعة. أريد أن أسبح في بحر نظيف بلون أزرق كالسماء، ونزرع خضروات كثيرة ونلعب في المزرعة لعبة قفز الحبل، كما أرى فتيات يلعبنها على التلفزيون".
أما عبد الكريم أبو العز (12 عاماً) فتعود أصول عائلته إلى مدينة عكا، وهم من الأسر القليلة التي جاءت إلى غزة منها، فمعظم أهل عكا هجّروا إلى لبنان والأردن والضفة الغربية. يريد، إذ ما عاد إلى عكا (على ساحل فلسطين الشمالي) أن يصطاد في مينائها كما كان يسمع من أسرته التي كان أبناؤها صيادين. يريد لعب الكرة كما يلعبها في المخيم وأن يكون عضواً في فريق كشافة فلسطيني.
معتز الشرافي (9 أعوام) تعود أصول عائلته إلى هربيا أيضاً. يريد أن يلعب هناك الكرة ويشاهد الفلاحين حين يعودون من حصاد القمح. يريد أن يتعلم منهم كيف يزرع ويحصد، فيعيش حياة فلاح يعتمد على الأرض في طعامه. يريد أن يأكل الخبز من الفرن البلدي القديم والجبنة البلدية كالتي تعدها أمه في المخيم.
ريتاج الشرافي ابنة عم معتز (7 أعوام) تريد هي الأخرى اللعب في أماكن أوسع من شوارع المخيم، وتريد كذلك أن تساعد المحتاجين والفقراء بعد حصاد أرضهم الزراعية، وأن تطعمهم هي وأمها، ولا تريد أن ترى فقيراً في فلسطين عندما يعود كلّ اللاجئين الى أراضيهم.
محمد الوكيل (10 أعوام) يرغب في بناء بيت في مدينته الأصلية يافا، ويريد أن يعمل عملاً جيداً يؤمن له حياة سعيدة ويريد أن يكيف (يكون سعيداً) ويصنع قارباً ليصطاد فيه من بحر يافا. هو يحب يافا ويرفض أن يقول عنها تل أبيب كما سماها الاحتلال الإسرائيلي. ويقول: "أتمنى لو عدنا قريباً إلى بلداتنا. لا أريد أن نعيش في الحرب. ولدت وكانت الحرب تعود كلّ أعوام قليلة. لا أريد أن يموت الأطفال. وحتى المحتلون أريدهم أن يعودوا إلى بلادهم في أوروبا كما أتوا الى بلادنا، فنعيش بسلام".