أطفال ضحايا

07 يونيو 2019
لأجله صار الرابع من يونيو يوماً عالميّاً (ألان مينغام/Getty)
+ الخط -

في التاسع عشر من أغسطس/ آب من عام 1982، على إثر الاجتياح الإسرائيليّ للبنان، أعلنت الجمعيّة العامة للأمم المتحدة في دورة استثنائيّة طارئة عن "يوم عالميّ لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء" في الرابع من يونيو/ حزيران. أتى ذلك الإعلان "إذ يروّعها (الأمم المتحدة) العدد الكبير من الأطفال الفلسطينيّين واللبنانيّين الأبرياء ضحايا أعمال العدوان التي ترتكبها إسرائيل"، بحسب ما نصّ قرارها.

في هذا العام، كما كانت الحال في الأعوام السابقة، احتفل العالم بهذا اليوم الذي يهدف إلى الإقرار بمعاناة الأطفال، من ضحايا سوء المعاناة البدنيّة والعقليّة/ النفسيّة والعاطفيّة، وإلى التأكيد على التزام الأمم المتحدة بحماية حقوق الأطفال استناداً إلى اتفاقيّة حقوق الطفل. يُذكر أنّ تلك الاتفاقيّة هي أكثر المعاهدات الخاصة بحقوق الإنسان التي حظيت بمصادقات على مرّ التاريخ، غير أنّ ذلك لا يبدو معياراً لضمان سلامة الطفل وأمنه وحماية براءته.

في الرابع من يونيو/ حزيران من هذا العام، حلّت المناسبة فيما الأمم المتحدة عاجزة عن حماية أطفال كثر حول العالم. هم أطفال ضحايا صراعات مسلّحة وأزمات أخرى تختلف طبيعتها، يُعَدّون بحسب المنظّمة الأمميّة أكثر فئات المجتمع ضعفاً وتضرّراً من تبعات تلك الصراعات والأزمات. وإذ تعبّر عن حزنها، تشرح المنظّمة أنّ ثمّة ستّة انتهاكات تطاول الأطفال تُعَدّ الأكثر شيوعاً في تلك الظروف وهي تجنيدهم واستخدامهم في الحرب والقتل والعنف الجنسيّ والاختطاف والهجمات على المدارس وكذلك المستشفيات وحرمانهم من المساعدات الإنسانيّة.

هذا العام، حلّ الرابع من يونيو/ حزيران بالتزامن مع أوّل أيّام عيد الفطر في بلدان يعاني أطفالها من دون أن تتمكّن المنظّمة الأمميّة من الالتزام بحمايتهم. هي أقرّت بمعاناة بعضهم فيما أسقطت من حساباتها معاناة صغار آخرين عن قصد أو عن غير قصد. وتبقى عاجزة عن حمايتهم جميعاً. حقيقة لا شكّ فيها. أمّا هم فضحايا انتهاكات مختلفة ناجمة عن صراعات وأزمات، لم يعرفوا فرحة العيد، كأنّما كُتِب عليهم قهر وفقر وفزع وقلق... وكذلك موت.




ثمّة أيّام عالميّة أخرى مدرجة على روزنامة الأمم المتحدة خُصّصت للأطفال، هي اليوم العالميّ لمكافحة عمالة الأطفال الذي يحلّ بعد أيّام في الثاني عشر من يونيو/ حزيران، واليوم العالميّ للفتاة/ الطفلة في الحادي عشر من أكتوبر/ تشرين الأوّل، بالإضافة إلى اليوم العالميّ للطفل في العشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني. تتعدّد تلك الأيّام غير أنّ أطفالاً أبرياء كثراً يبقون ضحايا أشكال مختلفة من العدوان. هؤلاء يُحرمون من حقوقهم ويُستضعفون ويُعنَّفون ويتعرّضون للغبن ويُهدَّدون بالإعاقة والجروح (بدنيّة كانت أم نفسيّة) والموت. هؤلاء أولاد لنا... ونقف متفرّجين.
المساهمون