أطفال شوارع .. #كاميرا_الموبايل_بتساندك (فيديو)

200 يوم، أي ما يزيد على ستة أشهر، كيف تقضيها لو تراوح عمرك بين الـ19، والـ33 عامًا؟ الرياضة أم السفر، العمل أم الانقطاع للانترنت؟ الإجابة مغايرة لدينا، يمكن أن تقضيها في الـ"حبس" الاحتياطي.

هذه ليست قصة خيالية، إنما قصة لستة شبان، أصغرهم عز الدين خالد (19 عامًا)، وأكبرهم محمد يحيى (33 عامًا)، وأربعة منهم أعمارهم متقاربة، محمد السوري (22 عامًا)، مصطفى زين (24 عامًا)، عبد الحميد جبر، ومحمد عادل (25 عامًا)، سمّوا أنفسهم بـ"فرقة أطفال شوارع".

الشبان قرروا منذ وقت قصير، قبل احتجازهم، تنفيذ مقاطع مصورة ساخرة، تعرض على مواقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك" و"يوتيوب"، لاختبار ورش المسرح التي تعارفوا بسببها، وتقديم ما يعرّفونه بـ"مسرح الشارع"، بطريقة "الفيديو سيلفي".

المقاطع المصورة لم تتعدَّ مدتها الدقائق، تناولوا فيها الأوضاع المصرية، بدءًا ببرنامج تقدمه إذاعة القرآن الكريم المصرية، وهو "براعم الإيمان"، مرورًا بأغنيات الأطفال الوطنية، ووصولًا للعلاقات المصرية السعودية، وحكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

المقاطع أيضًا التي حصدت عشرات الآلاف من المشاهدات، تسببت في احتجازهم 200 يوم، بدأت في الثامن من مايو/أيار 2016، عبر احتجاز أصغر أعضاء الفرقة، عز الدين خالد، وهو ما قال عنه محمد عادل، أحد أعضاء الفرقة، عبر صفحته على فيسبوك:

"مش هاقول اننا متفاجئين.. لأننا كنا عارفين تقريبا إن في حاجة هتحصل.. عارف أن في ناس كتير عمالة بتلومنا وبتلومني شخصيا بما إني كنت بزق الفريق ده دايما لأنه يعمل حاجات أكتر.. قعدنا من يومين قبل آخر فيديو وقلنا "مش عاوزين لما نكبر نفتكر نفسنا ونفتكرها إنها كانت جبانة"، نفوسنا مش جبانة بس يمكن اللي بيحصل يكون أكبر مننا شوية.. الملف ع مكتب وزير الداخلية.. احنا الستة مطلوبين.. خمسة هربانين وأصغر واحد فينا واللي عنده السكر مقبوض عليه.. اتكلمت مع الشباب امبارح ويمكن محدش ندمان إننا وصلنا هنا، لكن يمكن خايفين من المستقبل".

كلمات عادل كانت بمثابة نبوءة صادقة؛ ففي التاسع من مايو/أيار 2016، قررت نيابة مصر الجديدة، القبض على جميع أعضاء الفرقة، لاتهامهم بنشر فيديوهات تحريضية على شبكة الإنترنت ضد مؤسسات الدولة.

وفي الـ11 من مايو/أيار، كشف المحامي الحقوقي طارق العوضي، عن قائمة الاتهامات الموجهة إلى أعضاء الفرقة، وذلك بعد التحقيق معهم وحبسهم 15 يومًا.

وقال العوضي إن نيابة شرق القاهرة الكلية وجهت لأعضاء الفريق تُهم التحريض على ارتكاب جرائم إرهابية عن طريق مواقع إلكترونية وارتكاب جرائم عنف ضد مؤسسات الدولة، والتي تغيّرت بعد استدعائها لهم لعدم صحة قرار الحبس الصادر بحقهم والذي أيدته النيابة مرة أخرى، كما وجهت لهم تهم إذاعة أخبار كاذبة حول تيران وصنافير والانضمام لجماعة تدعو لقلب نظام الحكم.

واجهت النيابة المحتجزين بأربعة فيديوهات ساخرة؛ أحدها ضد اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، والتي ترتب عليها نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، تم نشره قبيل "جمعة الأرض"، والذي أكد محمود عثمان، محامي مؤسسة حرية الفكر والتعبير، أنه عقب نشره تحديدًا تم تحرير المحضر ضد الشباب.

وبعد عدة تجديدات، قررت دائرة جنايات الإرهاب والمنعقدة بمعهد أمناء الشرطة، يوم الأربعاء 7 سبتمبر/أيلول 2016، إخلاء سبيل فرقة أطفال شوارع بعد قبول الاستئناف على قرار حبسهم، 15 يومًا، بعد 200 يوم من الحبس الاحتياطي بتهم تحريضية.