وفي عدد من المدارس، تم تسجيل حالات تعاطي المخدرات بين تلاميذ لا تتجاوز أعمارهم الـ10 سنوات. وقال مسؤول في وزارة التربية، لـ"العربي الجديد"، "وصلتنا بلاغات من إدارات عدد من المدارس في بغداد ومحافظات أخرى، عن حالات تعاطي المخدرات، وقد تم التأكد منها بعد إجراء الفحص الطبي، وتمت إحالة الطلاب إلى المشافي الخاصة".
وأوضح، أنّه "بعد التحقيق في الموضوع، تبيّن أنّ جهات تعمل على نشر المخدرات داخل المدارس، وأنّ هناك طلابا يروّجون لها، من خلال ارتباطهم بتلك الجهات"، مؤكدا أنّ "الوزارة سارعت باتخاذ إجراءات عاجلة، من خلال إصدار تعميم على إدارات المدارس بالبدء في تنفيذ حملة توعية للطلاب بشكل يومي، للتنبيه عن مخاطر المخدرات والحرص على عدم الانجرار نحوها".
من جهته، قال مدير إحدى المدارس الابتدائية في بغداد، إنّ "مدرسته والمدارس الأخرى بدأت بالحملة، إذ أننا نحذّر الطلاب من مصادر وصول المخدرات إليهم"، مبينا، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، "منعنا الطلاب من أخذ أي قطعة حلوى أو شوكولاتة أو طعام أو عصير حتى من الأصدقاء، وحددنا عقوبات قاسية لمن يأخذ ذلك".
وأضاف، "كما أبلغناهم بضرورة الإبلاغ عن أي شخص من داخل المدرسة أو خارجها، يحاول إعطاءهم ما يأكلون"، مبينا أنّ "المشكلة تكمن في الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ10 سنوات، فهم لا يستجيبون للحملة بسهولة".
ودعا أولياء الأمور، إلى أن "يأخذوا دورهم في هذه الحملة، وأن يتابعوا أبناءهم ويقوموا بتوعيتهم إزاء هذه المخاطر التي تنتشر في المجتمع"، مشددا على ضرورة أن يأخذ الإعلام والجهات الحكومية دورهما في التوعية والحد من انتشار المخدرات، وتغليظ العقوبات المحددة على الجهات المروجة للمخدرات".
وأثار انتشار المخدرات في المدارس، قلق الأهالي الذين يخشون تورّط أطفالهم في تعاطي المخدرات، محمّلين وزارة الصحة مسؤولية إهمال الموضوع. وقال أبو عبد الله، لـ"العربي الجديد"، "الخطر كبير. وصول المخدرات إلى المدارس أمر لا يمكن الاستهانة به. نحن نمر بحالة قلق وخوف ورعب على أطفالنا، لدي ثلاثة أطفال، كيف أتصرف إذا انجرف أحدهم إلى المخدرات؟ لا يمكنني تصور ذلك ولا حتى مجرد التفكير فيه".
وأكد "كل يوم نحذّرهم من هذا الخطر ونوجههم نحو الحذر منه، لكنّ الطفل لا يستجيب بسهولة"، محملا وزارة الصحة "مسؤولية التقصير في هذا الجانب، إذ إنّها تلتزم الصمت ولا يوجد لديها أي نشاط في المدارس".
وشدّد "يجب على الصحة أن تسيّر فرق توعية بأساليب حديثة يتقبّلها الأطفال، وأن تحرّك فرقا جوالة على المدارس، تجري الفحوصات على الطلاب"، مؤكدا أنّ "وزارة الصحة مهمِلة جدا، ولم تقم بأي دور في المدارس، ويجب محاسبتها على هذا التقصير".
يشار إلى أنّ العراق أصبح من البلدان التي تنتشر فيها المخدرات بشكل واسع، وأصبح ممرا لها من إيران إلى الدول العربية الأخرى، بينما لم تتخذ الجهات المسؤولة الإجراءات اللازمة للحد من دخول المخدرات إلى البلاد.