تسعى حملة بريطانية إلى حث الأحزاب الكبرى على تبني تحسين القراءة لدى الأطفال في رأس برامجها لعام 2015. ووجد تقرير لصحيفة "الغارديان" أنّ إنجلترا واحدة من أسوأ الدول، على صعيد تأمين فرص متكافئة في القراءة للأطفال. وهي الثانية في الاتحاد الأوروبي، بعد رومانيا.
وتخشى بريطانيا أنّ ما يقرب من 1.5 مليون طفل، سيصل إلى سن الحادية عشرة عام 2025، دون القدرة على القراءة.
وتهدف حملة "إقرأ" الوطنية، إلى خلق أمة من القراء الجيدين، وذلك بمساعدة الأهالي. وتوضح الحملة الطريقة، بأنّها عبر مطالبة الوالدين بالقراءة لأطفالهم لمدة 10 دقائق يومياً. كما تدعو الحملة، إلى العمل التطوعي لتشجيع الفتية والفتيات، في المناطق المحرومة، على القراءة وتحسين مستوى قراءتهم.
وأوضح التقرير أنّ دراسة شاملة لمرحلة ما قبل المدرسة، والابتدائية، قد توصلت إلى أنّ أطفال المناطق المحرومة هم الأكثر تضرراً. كما وجدت الدراسة التي عملت عليها جامعة نيوكاسل، والمؤسسة الوطنية للبحوث التربوية، أنّ الناتج المحلي الإجمالي سيكون 32 مليار جنيه استرليني أعلى، بحلول عام 2025. لكنّ هذا مشروط فقط باتخاذ إجراءات لضمان تحصيل جميع الأطفال القراءة جيداً قبل سن 11 عاماً.
وقالت الدراسة إنّ المشكلة تبرز في أسوأ أشكالها، بين الفقراء، والأولاد الذكور، وسكان البلدات الساحلية، وكذلك لدى الأقليات الإثنية. وتوصلت الدراسة إلى أنّ فجوة القراءة اتسعت في بريطانيا مؤخراً. فقد تبين أنّ ما يقرب من ربع الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 11 عاما في الأسر الأكثر فقراً، لا يزيد عدد الكتب في منازلهم عن عشرة كتب.
ويبدو أنّ اتجاه الأطفال إلى استبدال قراءة الكتب، الورقية، بقراءة المواد الإلكترونية، جزء من المشكلة، بخاصة مع شعبية الإنترنت لدى الأطفال. وأشار البحث أن 4 أطفال من كل 10 يعانون من عدم القدرة على القراءة. وبموازاة ذلك، سيعانون لاحقاً من أجل الحصول على فرص تعليمية وحياتية أفضل.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أشارت الدراسة إلى أنّ الفجوة بين القارئ الجيد والضعيف، تعادل 7 سنوات من الدراسة. ويدعو التقرير جميع الهيئات والأفراد إلى بذل الجهود، للتعاطي مع هذه المؤشرات المقلقة.
يذكر أن واحداً من بين كل ستة أشخاص بالغين في بريطانيا لديه مستوى جيد من الإلمام بالقراءة والكتابة دون السن المتوقع وهو 11 عاماً. ووجدت منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، العام الماضي، أن مستوى القراءة والكتابة في الأعمار ما بين 16 عاماً و24 في بريطانياً، ليست أفضل حالاً من جيل أجدادهم.