أطفال الحرب في سورية... صدمات وكوابيس وضياع

07 مارس 2017
الخوف والقلق الدائمان يسببان أعراضاً نفسية مؤذية(دفني كارادنيز/Getty)
+ الخط -



توقعت منظمة ""save the children"" بأن تنتج الحرب في سورية جيلاً "ضائعاً" من الأطفال بسبب الصدمات التي يعانون منها بفعل القصف.

وذكرت أن المقابلات التي أجرتها مع أكثر من 450 طفلاً وراشداً، أظهرت مستوىً عالياً من التوتر النفسي لدى الأطفال، بينهم كثيرون يعانون من التبول اللاإرادي أو صعوبات متزايدة في النطق.

ويعيش ثلاثة ملايين طفل على الأقل في مناطق حرب في سورية، ويواجهون يومياً القصف الجوي والقذائف.

وبيّن التقرير أن ثلثي الأطفال فقدوا أحد أقربائهم، أو شاهدوا منازلهم تتعرض للقصف، أو تعرّضوا لإصابات جراء القصف.

وأكدت المنظمة في تقرير بعنوان "الجروح الخفية" المخصص لتأثير الحرب على الصحة النفسية للأطفال، نشرته أمس الإثنين أنه "بعد ست سنوات من الحرب، نحن أمام منعطف". وأضافت أن "خطر وجود جيل مكسور وضائع بفعل الصدمات والتوتر الشديد، لم يكن كبيراً كما الآن".



ولفت تقرير المنظمة إلى أن 84 في المائة من المستجوبين أشاروا إلى أن السبب الأول في التوتر هو القصف الجوي والقذائف. وأفاد 48 في المائة من البالغين، بأن الأطفال فقدوا قدرتهم على الكلام، أو يواجهون صعوبات متزايدة في النطق منذ بدء الحرب. وإن 81 في المائة من الأطفال أصبحوا أكثر عدائية، في حين يعاني 71 في المائة من التبول اللاإرادي.

وعرض فيديو ربطته المنظمة على حسابها الرسمي على "تويتر"، وهو من إعداد "itv News" معاناة أطفال سوريين يعانون من فقدان أقرباء أو أهل، أو يصابون بالكوابيس ليلاً نتيجة معايشتهم تجربة الموت أمامهم، وبسبب القصف المتواصل الذي يولد لديهم خوفاً وهلعاً. كما يشير أحد الأطباء النفسيين إلى الأعراض التي تسببها الصدمات على أوضاعهم النفسية.




ووفقاً لنصف الأشخاص الذين تمت مقابلتهم، فإن العنف العائلي مستمر في التزايد. وبيّن طفل من بين أربعة، عدم وجود مكان يذهب إليه أو شخص يتحدث إليه، عندما يكون خائفاً أو حزيناً أو غاضباً.



وفي هذا السياق، أشارت مديرة "save the children" في سورية، سونيا خوش، إلى محاولات انتحار أو أعمال لإيذاء النفس. ففي مدينة مضايا المحاصرة، حاول ستة مراهقين، بينهم فتاة في الـ 12 من عمرها، الانتحار خلال الأشهر الأخيرة.

ونقل التقرير عن أحد الأساتذة في المدينة قوله إن أطفال مضايا "مدمرون نفسياً ومنهكون. يرسمون أطفالاً يُذبحون، أو دبابات، أو الحصار ونقص الغذاء".

كما بيّن أستاذ آخر أن "الأطفال يأملون الموت للذهاب إلى الجنة والشعور بالدفء وتناول الطعام واللعب".

(العربي الجديد)