تكفّلت شظية صغيرة أطلقتها مدفعية إسرائيلية، بحرمان الطفلة شهد العرعير من حيّ الشجاعية المدمّر شرقي مدينة غزة، من فرحة عيد الفطر التي كانت تنتظره بشغف، بعدما احترقت غرفتها جراء سقوط قذيفة عليها، وهي نائمة.
ترقد شهد (10 أعوام) حالياً على أحد أسرة مجمع الشفاء الطبي، وتنتظر إجراء عملية جراحية لإزالة شظية اخترقت أذنها واستقرت في رأسها، ليلة ارتكاب الاحتلال مجزرة حي الشجاعية. لم تنم عائلة العرعير تلك الليلة بسبب حمم القذائف التي كانت تنهمر على منطقتهم. إلا أن سلطان النوم لدى الطفلة شهد انتصر على صوت القذائف، فنامت في غرفتها برفقة إخوتها.
يقول والد شهد لـ"العربي الجديد": "بعد ليلة دامية وسقوط قذائف بشكل عشوائي ومكثف على بيوت المدنيين، وبينما كانت الساعة تقترب من الخامسة فجراً، أصابت قذيفة مدفعية بيتي، مخلّفة دماراً كبيراً، وتساقط على أثرها زجاج النوافذ". ويضيف "بعد سماع صوت الانفجار، هرعتُ مع زوجتي لتفقد الأطفال، فاستيقظ الجميع من فراشهم إلا شهد التي كانت نائمة أسفل إحدى نوافذ البيت، وظهرت عليها علامات الإعياء والتعب فجأة".
حملت الأم شهد وأخرجتها من الغرفة، رأت الدم يسيل من رأسها، طلبوا الإسعاف على الفور، لكن وصوله كان مستحيلاً بسبب كثافة القصف. تحصنت العائلة في إحدى غرف البيت لنحو أربع ساعات، قبل أن تقرر الهرب سيراً الأقدام رغم تحليق الطائرات واستمرار القصف المدفعي، متوجهة إلى مشفى الشفاء.
سعى الأطباء عبثاً إلى نقل شهد إلى إحدى المشافي خارج غزة، لكي تخضع لعملية جراحية لنزع الشظية التي تستقر في منطقة حساسة وقريبة من الأعصاب والدماغ.
في غرفة مجاورة، تقضي الطفلة شهد الحناوي (8 أعوام) العيد أيضاً على أحد الأسرة، بعيدة عن صديقاتها اللواتي لا تعرف ماذا حلّ بهن بعد استهداف منازل عدة في الحي الذي تسكنه في غزة. تقول والدتها التي أصيبت أيضاً بجروح طفيفة لـ"العربي الجديد": "أخرجت شهد من تحت الركام، بعدما سقط الطابق الثاني من منزلنا فوق رؤوسنا". أُصيبت بشظية في رأسها وكسر في الجمجمة نتج عنه نزيف داخلي، بعدما تعرض منزل مجاور لهم لقصف إسرائيلي بصواريخ عدة من دون سابق إنذار، مخلفاً ثلاثة شهداء والعديد من الإصابات.
وفي محاولة للتخفيف عن الأطفال، وزّع متطوعون ومؤسسات محلية هدايا العيد على الجرحى في المستشفيات، إضافة إلى النازحين في مراكز الإيواء.