ما يقوم به الأطباء والممرضون وغيرهم للحد من انتشار فيروس كورونا في الكويت لا يقابل بالمثل. ليس مستغرباً أن يتعرض هؤلاء للضرب أحياناً من قبل المراجعين، عدا عن التقصير في تأمين معدات الوقاية
تُكافح الطواقم الطبيّة في الكويت من أجل علاج مرضى فيروس كورونا الذي ينتشر في البلاد. ويعمل الأطباء والممرضون وفنيو الأشعة والمسعفون ليلاً ونهاراً لفحص المشتبه بإصابتهم بالفيروس ونقل المصابين إلى المستشفيات لعلاجهم، ما يعرضهم لخطر الإصابة بالفيروس.
وأُصيب أكثر من 200 طبيب وممرض وفني ومسعف من الطواقم الطبية بفيروس كورونا فيما توفي 8 أشخاص بينهم طبيبان وممرضتان وفني أشعة ومسعف. طارق مخيمر هو أوّل طبيب يتوفى بسبب الفيروس في الكويت، وقد نعاه وزير الصحة باسل الصباح، ولحقه طبيب الأسنان الهندي راو فازوديفا بعد أيام.
ويعاني الأطباء والممرضون من قلة الإجراءات الوقائية في بعض المستشفيات ورفض مدراء الأقسام الطبية تخفيف الأعباء عليهم في ظل غياب النصائح والإرشادات اللازمة، عدا عن تعدي بعض المراجعين الهلعين والخائفين من إصابتهم بالفيروس عليهم. وتعرض أكثر من طبيب وطبيبة إلى الضرب والبصق في ظل أجواء من التوتر تسود المستشفيات.
اقــرأ أيضاً
ويمضي بعض الأطباء أكثر من يوم كامل في المستشفيات ومراكز الفحص التي تتوزع في مختلف أنحاء البلاد، بهدف السيطرة على انتشار الفيروس، ما يعد عملاً مرهقاً. وقد أدى الإرهاق إلى وفاة مسعف كويتي عمل أياماً من دون نوم لنقل المرضى من وإلى المستشفيات ومراكز العزل الصحي والمستوصفات.
في هذا الإطار، يقول طبيب الأمراض الباطنية عبد الله ظاهر لـ "لعربي الجديد": "تعيش الطواقم الطبية تحت ضغط نفسي كبير وخوف من الإصابة بالعدوى عدا عن ابتعادهم عن أهلهم وأطفالهم نتيجة اضطرارهم إلى عزل أنفسهم. وعلى الرغم من كل هذه التضحيات، لا يلقى كثيرون التقدير. على العكس، يعمد بعض المراجعين إلى ضرب الأطباء والاعتداء عليهم أثناء الفحص والتشخيص".
وتعيش الممرضة هدى العويد بعيداً عن زوجها وأبنائها منذ بدء انتشار فيروس كورونا وحتى اليوم، خوفاً عليهم. وتقول لـ "العربي الجديد": "نتعرض للاستنزاف ليس على الصعيدين الجسدي والذهني داخل المستشفى فحسب، بل على الصعيد النفسي أيضاً". تضيف: "تقدم الطواقم الطبية الكثير من التضحيات اليوم في الكويت وحول العالم، لكن التقدير يبدو معدوماً هنا. وعلى العكس، هناك عدم تفهم من قبل الكثير من الناس لدورنا. ففي المستشفى الجميع مهم، حتى عامل النظافة يقدم تضحيات كبيرة".
من جهتها، تتحدث الطبيبة ليلى الكندري عن تقصير وسائل الإعلام في تسليط الضوء على كفاح الأطباء، إضافة إلى الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي في هذه الأزمة، قائلة لـ "العربي الجديد": "إننا نكدح بالعرق والدموع ولا نجد التقدير الكافي من قبل الإعلام".
أما المسعف عيسى الشمري، فيقول لـ "العربي الجديد": "جميع العاملين في القطاعات الطبية يقدمون تضحيات عظيمة بلا استثناء"، مضيفاً أن الأطباء والممرضين والفنيين وحتى موظفي الأرشيف يعرضون أنفسهم للخطر في سبيل إنقاذ حياة الناس". يضيف: "هناك شيء لا يعلمه كثيرون، وهو أن نسبة كبيرة من هؤلاء الأطباء لا يفترض بهم الوجود هنا، خصوصاً أطباء الأسنان، لكنهم قرروا التطوع لحماية الناس".
وطرح عدد من أفراد الطواقم الطبية مشكلة سوء توزيع بعض المواد الوقائية مثل الكمامات والمعقمات على المستشفيات والمستوصفات بالسرعة الكافية، وطالبوا الوزارة بإيجاد آلية أفضل لحماية الأطباء، ما دفع الجمعية الطبية الكويتية، وهي النقابة التي تمثل الأطباء، إلى توزيع أكثر من ألف حقيبة حماية شخصية للأطباء.
اقــرأ أيضاً
إلى ذلك، يتهم ممرض، فضّل عدم الكشف عن اسمه، مسؤولاً في المستوصف الصحي الذي يعمل فيه بالتسبب بإصابته بفيروس كورونا. ويقول لـ "العربي الجديد": "واجهنا نقصاً في الكمامات والمعقمات. وعندما طالبنا بالتوقف عن العمل إلى حين جلب هذه الكمامات، رفض المسؤول وهدد كل من لا يعمل بالتحويل للتحقيق ما سيترتب عليه مشكلة كبيرة. لذلك، اضطررنا إلى العمل على الرغم من نقص الأدوات الوقائية، ما أدى إلى إصابتي أنا واثنين من زملائي بالفيروس".
يضيف: "لا أشكك في نوايا المسؤولين، لكنهم نقلوا كل الضغوط التي تمارسها الصحافة إلينا، ما أدى إلى تحميلنا ما لا يطاق".
وكان أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح قد شكر في كلمة له الطواقم الطبية على مجهودها في مواجهة الفيروس، في وقت يخطط البرلمان الكويتي بعد انتهاء الأزمة إلى تمرير قانون طال انتظاره من قبل الأطباء وهو قانون مزاولة الطب الذي يحمي الحقوق المادية والنفسية والجسدية للأطباء أثناء عملهم. وتعد الكويت من أكثر دول العالم التي يتعرض فيها الأطباء للضرب من قبل المراجعين في ظل عدم وجود قوانين حازمة وعادلة، كما تقول الجمعية الطبية الكويتية.
وأُصيب أكثر من 200 طبيب وممرض وفني ومسعف من الطواقم الطبية بفيروس كورونا فيما توفي 8 أشخاص بينهم طبيبان وممرضتان وفني أشعة ومسعف. طارق مخيمر هو أوّل طبيب يتوفى بسبب الفيروس في الكويت، وقد نعاه وزير الصحة باسل الصباح، ولحقه طبيب الأسنان الهندي راو فازوديفا بعد أيام.
ويعاني الأطباء والممرضون من قلة الإجراءات الوقائية في بعض المستشفيات ورفض مدراء الأقسام الطبية تخفيف الأعباء عليهم في ظل غياب النصائح والإرشادات اللازمة، عدا عن تعدي بعض المراجعين الهلعين والخائفين من إصابتهم بالفيروس عليهم. وتعرض أكثر من طبيب وطبيبة إلى الضرب والبصق في ظل أجواء من التوتر تسود المستشفيات.
ويمضي بعض الأطباء أكثر من يوم كامل في المستشفيات ومراكز الفحص التي تتوزع في مختلف أنحاء البلاد، بهدف السيطرة على انتشار الفيروس، ما يعد عملاً مرهقاً. وقد أدى الإرهاق إلى وفاة مسعف كويتي عمل أياماً من دون نوم لنقل المرضى من وإلى المستشفيات ومراكز العزل الصحي والمستوصفات.
في هذا الإطار، يقول طبيب الأمراض الباطنية عبد الله ظاهر لـ "لعربي الجديد": "تعيش الطواقم الطبية تحت ضغط نفسي كبير وخوف من الإصابة بالعدوى عدا عن ابتعادهم عن أهلهم وأطفالهم نتيجة اضطرارهم إلى عزل أنفسهم. وعلى الرغم من كل هذه التضحيات، لا يلقى كثيرون التقدير. على العكس، يعمد بعض المراجعين إلى ضرب الأطباء والاعتداء عليهم أثناء الفحص والتشخيص".
وتعيش الممرضة هدى العويد بعيداً عن زوجها وأبنائها منذ بدء انتشار فيروس كورونا وحتى اليوم، خوفاً عليهم. وتقول لـ "العربي الجديد": "نتعرض للاستنزاف ليس على الصعيدين الجسدي والذهني داخل المستشفى فحسب، بل على الصعيد النفسي أيضاً". تضيف: "تقدم الطواقم الطبية الكثير من التضحيات اليوم في الكويت وحول العالم، لكن التقدير يبدو معدوماً هنا. وعلى العكس، هناك عدم تفهم من قبل الكثير من الناس لدورنا. ففي المستشفى الجميع مهم، حتى عامل النظافة يقدم تضحيات كبيرة".
من جهتها، تتحدث الطبيبة ليلى الكندري عن تقصير وسائل الإعلام في تسليط الضوء على كفاح الأطباء، إضافة إلى الشخصيات المؤثرة على مواقع التواصل الاجتماعي في هذه الأزمة، قائلة لـ "العربي الجديد": "إننا نكدح بالعرق والدموع ولا نجد التقدير الكافي من قبل الإعلام".
أما المسعف عيسى الشمري، فيقول لـ "العربي الجديد": "جميع العاملين في القطاعات الطبية يقدمون تضحيات عظيمة بلا استثناء"، مضيفاً أن الأطباء والممرضين والفنيين وحتى موظفي الأرشيف يعرضون أنفسهم للخطر في سبيل إنقاذ حياة الناس". يضيف: "هناك شيء لا يعلمه كثيرون، وهو أن نسبة كبيرة من هؤلاء الأطباء لا يفترض بهم الوجود هنا، خصوصاً أطباء الأسنان، لكنهم قرروا التطوع لحماية الناس".
وطرح عدد من أفراد الطواقم الطبية مشكلة سوء توزيع بعض المواد الوقائية مثل الكمامات والمعقمات على المستشفيات والمستوصفات بالسرعة الكافية، وطالبوا الوزارة بإيجاد آلية أفضل لحماية الأطباء، ما دفع الجمعية الطبية الكويتية، وهي النقابة التي تمثل الأطباء، إلى توزيع أكثر من ألف حقيبة حماية شخصية للأطباء.
إلى ذلك، يتهم ممرض، فضّل عدم الكشف عن اسمه، مسؤولاً في المستوصف الصحي الذي يعمل فيه بالتسبب بإصابته بفيروس كورونا. ويقول لـ "العربي الجديد": "واجهنا نقصاً في الكمامات والمعقمات. وعندما طالبنا بالتوقف عن العمل إلى حين جلب هذه الكمامات، رفض المسؤول وهدد كل من لا يعمل بالتحويل للتحقيق ما سيترتب عليه مشكلة كبيرة. لذلك، اضطررنا إلى العمل على الرغم من نقص الأدوات الوقائية، ما أدى إلى إصابتي أنا واثنين من زملائي بالفيروس".
يضيف: "لا أشكك في نوايا المسؤولين، لكنهم نقلوا كل الضغوط التي تمارسها الصحافة إلينا، ما أدى إلى تحميلنا ما لا يطاق".
وكان أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح قد شكر في كلمة له الطواقم الطبية على مجهودها في مواجهة الفيروس، في وقت يخطط البرلمان الكويتي بعد انتهاء الأزمة إلى تمرير قانون طال انتظاره من قبل الأطباء وهو قانون مزاولة الطب الذي يحمي الحقوق المادية والنفسية والجسدية للأطباء أثناء عملهم. وتعد الكويت من أكثر دول العالم التي يتعرض فيها الأطباء للضرب من قبل المراجعين في ظل عدم وجود قوانين حازمة وعادلة، كما تقول الجمعية الطبية الكويتية.