أطباء مصريون يستنجدون بالجيش لمواجهة "محلب"

14 يونيو 2015
حملات متعددة المواقف رداً على قرارات محلب (GETTY)
+ الخط -
بعد زيارة مفاجئة لرئيس الوزراء المصري، ابراهيم محلب، لمقرات صحية، واتخاذه قرارات بعزل مدير معهد "تيودور بلهارس"، ومعاقبة أطباء بمعهد القلب بإمبابة، إثر تقصير وغياب بعضهم عن عملهم، تشهد الوزارة حراكاً كبيراً على صفحات فيسبوك وشبكات التواصل الاجتماعية.

وانقسمت الآراء بين ثلاثة اتجاهات، منها المنتقد لسياسات الحكومة وظهور رئيس وزرائها بمظهر المدافع عن صحة المصريين، رغم تقصير حكومته الواضح في تقديم الدعم المادي لتطوير المستشفيات، وجرى التعبير عن هذا الاتجاه بحملة "علشان لو جه ميتفاجأش".

أما الاتجاه المدافع عن الوزارة، فثمّن دورها رغم العجز الظاهر في خدماتها، عبر حملة "علشان مننساش أفضالها"، وهناك من يريد التخلص من وزارة الصحة بالمرة ونقلها لوزارة "الدفاع"، لما يعرف عنها من التزام وانضباط إداري، بحسب القائمين على حملة "نقل الصحة للدفاع".

وأطلق عدد من الأطباء العاملين بوزارة الصحة المصرية حملة جديدة لضم وزارة الصحة إلى وزارة الدفاع، ومعاملة الأطباء كضباط الجيش، مالياً ومجتمعياً، ومحاكمة من يتعدى على الطبيب عسكرياً، ردّاً على قرارات رئيس الوزراء، ابراهيم محلب، بعزل عدد من الأطباء بمعهد القلب بإمبابة ومعهد تيودور بلهارس، مؤخراً، وجملة من القرارات والعقوبات التعسفية التي اتخذتها الوزارة ضد عدد من الأطباء.


وكان عدد آخر من الأطباء قد دشنوا حملة على فيسبووك "علشان لو جه ميتفاجأش"، لنشر مظاهر الإهمال وتدني الخدمات الصحية، نتيجة عجز الموارد الحكومية وضعف ميزانية وزارة الصحة.

وقال الدكتور أحمد نصر، أحد مؤسسي حملة ضم الصحة للدفاع، عضو مجلس النقابة العامة لأطباء الأسنان:" علشان عندنا وزير صحة لازم يحمّل فشل منظومة الصحة على كاهل الأطباء، وعلشان الأطباء مش بينتظموا في شغلهم ولا بياخدوا حقوقهم، نطالب بضم وزارة الصحة إلى وزارة الدفاع، ومعاملة الأطباء كضباط الجيش".

وتابع نصر في تصريحات صحافية: "الحملة تهدف إلى التفكير خارج الصندوق، فطوال السنوات الماضية، جاء أكثر من وزير للصحة وهناك عدة دساتير وثورات، ولم يحدث جديد في تحسين المنظومة الصحية، لأن واقع مشكلة الصحة أكبر من ذلك"، مضيفاً " نهدف لأن تتولى مسؤولية وزارة الصحة، لجنة مشكلة من النقابات المهنية الطبية، أدرى الناس بمشاكل أعضائها، وتتم إضافة اللجنة لوزارة الدفاع، الهدف من ذلك تجريم الاعتداء على الطبيب أو المنشأة الصحية عسكرياً، وإشراك الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في تجديد وإنشاء الوحدات والمستشفيات".

وأشار إلى أنه بمرور عدة سنوات، لا جديد ولا أمل في أي جديد خلال الفترة المقبلة في تحسين منظومة الصحة، طالما نسير على نفس المنوال وآلية العمل.


وعن عسكرة الصحة، نفى نصر رغبته في عسكرة وزارة الصحة، موضحاً أن سبب اختياره وزارة الدفاع لا يعود لافتقار الأطباء للكفاءة ولكن لما تتميز به "الدفاع" من انضباط وقدرة على الإدارة، كما أن المنظومة الإدارية لوزارة الصحة أثبتت فشلها في تطوير ملف الصحة، والذي يعد بمثابة قضية أمن قومي حتى مع تعاقب الوزراء عليها، فالحال يظل على ما هو عليه. ووصل إجمالي المشتركين في الحملة حتى الآن إلى نحو 1800 طبيب.

في غضون ذلك، دشن عدد من العاملين بوزارة الصحة حملة على فيسبوك بعنوان "علشان ما ننساش إنجازاتها وأفضالها"، ردّاً على حملة دشنها بعض الأطباء عقب زيارة محلب، بعنوان "علشان لو جه ما يتفجأش"، ترصد وقائع الإهمال بالمستشفيات. ويرى القائمون على الحملة أن الوزارة تتعرض للظلم الشديد وحملة شرسة موجهة ضدها.

وجاء تدشين الصفحة للدفاع عن الوزارة والعاملين فيها، مؤكدين أن خطوتهم مبادرة ذاتية ولا علاقة للوزارة بالأمر بشكل رسمي.

ويعاني الأطباء من ضعف الاعتمادات المالية المخصصة لهم، فبدل العدوى المخصص للطبيب يصل إلى 19 جنيهًا، كما أن الحد الأقصى لراتب الطبيب المقيم يصل إلى 1600 جنيه وهو لا يكفي لتغطية التزاماته خاصة العلمية، فالتسجيل للدراسات العليا والذي يعد أمرًا إلزاميًا بالنسبة للطبيب قد يتطلب أكثر من 16 ألف جنيه سنويًا. إلى جانب نقص الموارد المالية لتطوير الخدمات الصحية والأجهزة الطبية.


اقرأ أيضاً:"علشان ما يتفاجأش": أطباء مصر يواجهون "محلب" بالصور