أطباء إدلب يتحدون الإمكانيات بإجراء عملية جراحية نادرة

29 اغسطس 2020
أطباء المشفى الجراحي التخصصي في إدلب خلال الجراحة النادرة (فيسبوك)
+ الخط -

تمكن فريق طبي سوري من إجراء جراحة شديدة الصعوبة بنجاح داخل المشفى الجراحي التخصصي في إدلب، لطفلة تبلغ من العمر 12 سنة، راجعت المشفى بشكاية عسر بلع شديد، مع شك بانضغاط خارجي للمريء، ليتم بعد الفحوص اكتشاف تشوه نادر ووجود انضغاط شديد بوعاء كبير خلف المريء.

وكشف المشفى أن فريقا من جراحي الأوعية والصدر قام بإجراء الجراحة وتحرير المريء بشكل تام، وقال الطبيب وائل حبيب، أخصائي جراحة الأوعية الدموية، لـ"العربي الجديد": "الطفلة كانت تعاني طوال عمرها صعوبة بلع، ولاحظ الأهل المشكلة، وظنوا أن المشكلة التهاب أو مشكلة ضيق في البلعوم، لكن تطور الأمر حين بلغت 10 سنوات، واقترح عليهم أحد الأطباء المغتربين إجراء تصوير طبقي محوري، وأجرينا بعض الاستقصاءات، فتأكد التشخيص، لكن التحدي كان كبيرا، وقررنا التدخل جراحيا بعد قبول الأهل، وكانت نسبة الخطورة بين 7 و10  في المائة". 

وأوضح حبيب أن "الحالة كانت معقدة، ورصدت حالة مشابهة قبل عامين في جامعة دمشق، لكن فعليا، تعتبر هذه الحالة التي عالجناها أول توثيق في الشمال السوري، والحالة نادرة على مستوى العالم، وكانت النتائج ممتازة، والطفلة بصحة جيدة".

وأضاف الطبيب: "الشمال السوري في حاجة لمركز متخصص في جراحة القلب والصدر والأوعية.كنا ولا نزال نطالب بمركز كهذا في المناطق المحررة ليجمع الخبرات ويخفف من التحويل إلى المشافي التركية، فالحالات الميؤوس من إجراء عمليات جراحية لها بسبب العائق التقني يتم  تحويلها إلى تركيا، لكننا نجري حاليا الجراحة لأغلب حالات الأورام الوعائية والسرطانات، وفي بعض الأحيان نضطر للتحويل إلى تركيا بسبب نقص التجهيزات. إمكانياتنا البشرية جيدة، فهناك فنيون وكادر تخدير متميز، لكن الإمكانات التقنية محدودة، فليس لدينا مونيتور خط شرياني لمراقبة الضغط بشكل فوري، ولا دائرة قلب صناعي، وهي تستخدم في جراحة القلب حال حدوث طارئ خلال العمليات، وكان لدينا نقص في عزل الرئة خلال العمليات، وخبرة الأطباء وفنيي التخدير عادة هي الحل".


وقال أحد فنيي التخدير العاملين في إدلب، لـ"العربي الجديد"، إن "هنالك إصراراً من الكوادر الطبية على مواصلة العمل، وبذل أقصى جهد ممكن لمساعدة الأهالي، رغم الواقع الصعب الذي تشهده المنطقة، خاصة بعد تدمير الكثير من المشافي، إضافة إلى سيطرة النظام على مدن كانت توفر مشافي تخفف العبء بشكل كبير عن الكوادر الطبية، حيث يتركز الضغط في مناطق محددة في الوقت الحالي، وهو أمر مرهق للعاملين من أطباء وفنيين".

وأوضح سيد الرجب، المقيم في مدينة إدلب، لـ"العربي الجديد": "قبل الثورة كان هناك نوع من التقليل من خبرة الأطباء السوريين، لكن مع الثورة ووجودهم دائما في الخطوط الأولى لمساعدة الناس تحت القصف وغارات الطيران الحربي، تغيرت النظرة، وتحولت إلى التقدير والاحترام، فقد أثبتوا أنهم أهل للثقة، وشهدنا كثيراً من المواقف الشجاعة لهم رغم تهديد بعضهم بالاعتقال".

المشفى الجراحي التخصصي بادلب --- الرابطة الطبية للمغتربين السوريين #جراحة_عامة #استئصال_معدة_تحت_تام راجع المشفى...

Posted by ‎المشفى الجراحي التخصصي بادلب‎ on Sunday, 16 August 2020
المساهمون