إلى جانب المعارض والرسومات الحائطية والأمسيات الشعرية، تتميز فعاليات "موسم أصيلة الثقافي" السنوي بانفتاحها على الفكر والسياسة، ولعل ندوة "قدماً إلى الماضي: نحو حرب باردة عالمية جديدة"، التي احتضنتها على مدى ثلاثة أيام مكتبة الأمير بندر، تؤكد ذلك.
حاولت الندوة أن تجيب على ثلاثة أسئلة هي: "إلى أي درجة تصح فرضية الحرب الباردة الثانية؟ وإلى أي درجة يمكن اعتبارها بديلاً إيجابياً عن الحروب التقليدية؟" و"ومن هم أطراف الحرب الباردة الجديدة: خلفياتهم، أهدافهم وخطاباتهم".
نظم هذه الندوة "مركز العلاقات الدولية والتنمية المستدامة" في صربيا، وانطلقت بعرض فيديو يتحدّث عن فرضية "إن كانت الحرب الباردة الثانية أطروحة قابلة للبرهنة، وانعكاساتها على "الاستقرار العالمي".
ورغم البعد الدولي الشامل إلا أن نقاشات ما بعد العرض انحصرت على الحديث عن هذه الفرضية في دول ما يسمى بـ "العالم الثالث"، وهو حديث ينفتح على قضايا أخرى مثل استقلالية القرار السياسي والحروب بالوكالة التي نراها مجسدة اليوم في ليبيا وسورية واليمن على وجه خاص.
كما طرح المشاركون أيضاً أفكاراً حول أشكال الحرب الباردة الجديدة أو عن الحاجة لاستدعاء مثل هذه الفرضية وما تحمله من استرجاع لإرث أيديولوجي هيمن على العالم في النصف الثاني من القرن العشرين.
استمرت هذه الندوة على مدى ثلاثة أيام خلال الأسبوع الماضي، فيما تقام اليوم السبت ندوة عنوانها "الفيلم والرواية في سينما الجنوب" لتختتم سلسلة الندوات الخميس المقبل بـ "العرب: نكون أو لا نكون".