دشنت لجنة الحراك في مدينة جرادة المغربية المعروفة باسم "عاصمة الفحم"، عدة أشكال احتجاجية جديدة، ردا على أحكام بسجن سبعة من نشطاء الاحتجاجات، أولها صيام وإفطار جماعي دعت إليه سكان المدينة اليوم الخميس.
ويقام الإفطار الجماعي في عدة أحياء وساحات تعتبر نقاطا لتجمع المحتجين، كنوع من الاحتجاج على أحكام السجن بحق نشطاء الحراك الذي يتواصل منذ مصرع شقيقين في أحد الآبار العشوائية للفحم، فضلا عن تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة.
ومن المقرر أن ينظم النشطاء، غدا الجمعة، مسيرة تنطلق من وسط المدينة نحو مكان وفاة العامل عبد الرحمان داخل بئر عشوائي للفحم، للتذكير بضحايا التهميش، والتعبير عن رفض أحكام بسجن أربعة معتقلين يشكلون المجموعة الأولى من معتقلي جرادة.
وكانت محكمة مدينة وجدة، شرق المغرب، قضت بالسجن النافذ سنة ونصفا على الناشط أمين لمقلش، وبالسجن النافذ لسنة على الناشط عزيز بوتشيش، والسجن 10 أشهر على مصطفى ادعيين، وستة أشهر على طارق العامري.
وقررت لجنة حراك جرادة تنظيم مسيرة، يوم السبت، تتميز بحمل المحتجين لحقائب السفر والتوجه إلى محطة الحافلات بالمدينة، والرحيل عنها إلى وجهات أخرى، احتجاجا على ما يعتبرونه تهميشا تنمويا، خاصة بعد إغلاق المناجم رسميا منذ نهاية التسعينيات.
وقال مصدر بلجنة حراك جرادة، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الأشكال الاحتجاجية الجديدة تعبر عن وعي المحتجين من سكان المدينة رغم بعدها عن المركز، فالصيام سلوك روحي يعبر عن توحد المحتجين، خاصة في بداية شهر شعبان. أما خطوة حزم الحقائب ومغادرة المدينة، فتبقى أمرا اختياريا، فمن شاء حمل حقائبه والانتقال صوب مدن أخرى فله ذلك، ومن قام بحمل حقائبه نحو محطة الحافلات دون مغادرة جرادة، فله ذلك".
ويرتقب أن تصل إلى جرادة لجنة تقصي الحقائق في الأحداث التي أسفرت عن وقوع إصابات وجروح في صفوف الأمنيين والمتظاهرين، والتي تتشكل من ممثلي أحزاب ونواب من الأغلبية الحكومية والمعارضة. ووفق مصادر من داخل لجنة الحراك، فإن هناك توجها نحو استقبال النشطاء لهذه اللجنة لتوضيح أوضاع المدينة.