أشرف زكي نقيباً لممثلي مصر... عودوا إلى مقاعدكم

13 يونيو 2015
أشرف زكي يوم الانتخابات (محمد نبيل منيب/فيسبوك)
+ الخط -

فاز المخرج المسرحي والممثل أشرف زكي باكتساح في انتخابات نقابة المهن التمثيلية المصرية، وحاز زكي على مقعد نقيب الممثلين، بـ994 صوتاً من إجمالي الأصوات الصحيحة، وعددها 1232 صوتاً.

فوز أشرف زكي لم يكن مستغرباً على الإطلاق لأسباب موضوعية عدة، بداية لم يكن أي من منافسيه على مقعد النقيب منافساً حقيقياً، وحصل منافسه الأقوى المخرج المسرحي هشام جمعة على 200 صوت، بينما حصل الممثل المغمور يحيى زكريا على 17 صوتاً، ومهندسة الديكور سلوى العرابي على 21 صوتاً.

كان زكي نقيباً سابقاً، وحقق إنجازات من خلال علاقاته الحكومية التي زاد معها معاش الممثلين، وزادت إيرادات النقابة، وحازت تبرعات عدة من فنانين ورجال أعمال ومسؤولين مصريين وعرب.

عندما فاز أشرف زكي بمنصب نقيب الممثلين، بعد النقيب يوسف شعبان، أثار بعضهم اللغط، فكيف يكون نقيب ممثلي هوليود الشرق ممثلاً مغموراً، ولأن زكي كفء في مهام العلاج والعزاء وغيرها حقق نجاحاً، قبل أن يسقط السقطة المدوية التي أفسدت عليه كل محاولاته للترقي إلى مناصب أعلى، وهي قراره غير المبرر بمنع الفنانين العرب من العمل في مصر، والذي كان بمثابة مسمار نعشه الأول، لولا حماية وزير الثقافة وقتها، فاروق حسني له.

لكن لم تتطور المهنة كثيراً ولم تتغير الكثير من القوانين المنظمة لها، لأن زكي كان نقيباً بطعم النظام، ولم تكن علاقاته بالمسؤولين تسمح له إلا بتوريد النجوم لحفلاتهم أو مناسباتهم.

اقرأ أيضاً:أفضل 30 فيلماً مصرياً في "مهرجان الإسكندرية".. ما الجديد؟

في 28 سبتمبر/ أيلول 2010، حشد أشرف زكي، نقيب الممثلين المصريين وقتها، ثمانية من نجوم الفن المصري إلى لقاء مع الرئيس وقتها، حسني مبارك، ضمت يحيى الفخراني ومحمود ياسين ويسرا وحسين فهمي وعزت العلايلي ومنى زكي ومنة شلبي ونيللي كريم، وتزامن توقيت الزيارة مع حكم تخفيف الإعدام عن رجال الأعمال المقرب من النظام، هشام طلعت مصطفى في قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، وارتفاع أسعار معظم السلع الغذائية.



بعدها بنحو ثلاثة أشهر، وفي أيام ثورة يناير الأولى، كان أشرف زكي أحد متعهدي تجييش الفنانين والكومبارس إلى ميدان مصطفى محمود للتدليل على مطالب بقاء حسني مبارك رئيساً، في مقابل دعوات هادرة تطالب بإزاحته عن الحكم، مكانها الرئيس ميدان التحرير.

كان زكي أحد من هتفوا وحملوا شعارات "احنا أسفين يا ريس" و"خد الدوا يا ريس"، وهي المهمة التي تراجع عنها كعادته بعد نجاح الثورة، إذ لجأ مثل معظم الفنانين إلى ترويج تصريحات لا تستحق التعليق، على غرار ما قاله عقب أزمة منع الفنانين العرب.

 

 

في يوم 11 فبراير/ شباط 2011، وهو نفس يوم تنحي مبارك عن الحكم، أعلنت نقابة الممثلين المصرية إقالة مجلس النقابة، وإحالة النقيب أشرف زكي إلى التحقيق "استجابة لمطالب الثورة".

 

 

لا شك أن أشرف زكي شخص مميز، فهو أحد رجال وزير الثقافة السابق فاروق حسني، وهو من رقاه عدة مرات وفي سنوات قليلة حتى وصل إلى منصب رئيس قطاع وسط حالة استهجان واسع من قيادات الوزارة التي كان كثير منهم يتهامسون فيها حول كونه مدعوماً من سوزان مبارك شخصياً، والتي كان يطلق عليها "الهانم".

انقلب زكي، وهو زوج الممثلة روجينا وشقيق الممثلة ماجدة زكي، على "معلمه" فاروق حسني، وارتمى في أحضان معلم جديد هو أنس الفقي وزير الإعلام السابق. فجأة عيّن زكي مستشاراً لوزير الإعلام لشؤون الإنتاج الدرامي، رغم انعدام علاقته بالإنتاج الدرامي، وقيل وقتها إن المنصب تدريب عملي على نقله إلى رئاسة مدينة الإنتاج الإعلامي، وهو المنصب الذي لم يكن يحلم به، كونه مكروهاً بشدة على المستوى العربي بعد أزمة قرار منع عمل الممثلين العرب في مصر.

ولأن النظام لم يسقط في مصر حقيقة، ولأن ما أطلق عليه لاحقاً "الدولة العميقة" كانت متغلغلة في كل المجالات، فإن زكي عاد للساحة سريعاً في مارس/آذار 2011، بقرار من رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي وقتها، سيد حلمي، بتعيينه رئيساً لجهاز السينما التابع لمدينة الإنتاج.

وأثار القرار ضجة واسعة وقتها، حيث كان صوت الثورة قوياً، بعكس ما هي عليه الآن، ولم يكن أحد من الثوار قد نسي لزكي موقفه من الثورة ودعمه لمبارك، حتى إن بعض الفنانين والسينمائيين انتقد القرار، فزكي غير مؤهل للمنصب بداية لأنه ليس سينمائياً، ولا تعني مشاركته في بعض الأدوار الثانوية في أفلام قليلة مسوغاً مقبولاً. وبعد الضجة واحتجاجات وتظاهرات ألغي القرار.

عندما تظاهر مصريون أمام قصر الاتحادية مطالبين بإسقاط أول رئيس مدني منتخب، كان الفنانون في مقدمة الحشد، وكان أشرف زكي بينهم، حسبما أكد شخصياً في برامج تلفزيونية في أعقاب الانقلاب العسكري، واليوم يعود زكي نقيباً للممثلين، ربما تنفيذاً لقرار قاضي محاكمة القرن التي حكمت ببراءة مبارك وكبار رجاله قائلة "عودوا إلى مقاعدكم".

المساهمون