أسينسيو.. هكذا صُنعت أفضل موهبة إسبانية في الوقت الحالي

24 اغسطس 2016
+ الخط -


"إنه أفضل موهبة إسبانية في الفترة الحالية، لاعب ينتظره مستقبل كبير وسيتطور أكثر خلال السنوات المقبلة"، يتحدث المدرب السابق للماتدور فيستني ديل بوسكي عن ماركو أسينسيو، اللاعب الشاب الذي يقدم أفضل مستوى ممكن مؤخراً مع ريال مدريد، سواء في فترة الإعداد الصيفي أو بداية الموسم الكروي الحالي، ليعلن نفسه كأحد أهم الأسماء المتوقع تألقها في الليغا هذا العام.

صراع قديم
قال الفريق الملكي في بيان له على موقعه الرسمي في ديسمبر/كانون الأول 2014: ''ريال مدريد و مايوركا توصلا إلى اتفاق بخصوص انتقال ماركو أسينسيو الذي سيرتبط بفريقنا بعقد لمدة ست سنوات قادمة"، وذلك بعد صراع قوي مع برشلونة للظفر بخدمات الناشئ الصغير، خصوصا بعد تألقه مع كافة الفئات السنية لمنتخب بلاده.

تألق أسينسيو مع مايوركا في مركزي الظهير والجناح، ويلعب على الخط وينطلق على الكرة معتمداً على سرعته ومهارته، يقوم بصناعة الأهداف عن طريق الكرات العرضية أو التمريرات الطولية، مع رغبة في التسجيل عن طريق توغله في عمق منطقة الجزاء، وبالتالي صنع لنفسه سريعاً اسماً وسط أقرانه.

يملك الريال علاقة قوية ووطيدة مع إسبانيول، الابن العاق في كاتالونيا، والفريق الذي يكن كل العداء لبرشلونة. يفتخر مشجعو إسبانيول حتى الآن بهدف تامودو في ليغا 2007، حينما أهدى قائدهم بطولة الدوري لمدريد على طبق من ذهب، ولا يعتبر التعاون بين الجانبين إعلامياً أو جماهيرياً فقط، بل يستخدم الميرينغي هذا النادي كمساعد رئيسي له في عملية الحفاظ على المواهب الصغيرة.

الفريق الرديف
يلعب إسبانيول بقوة بدنية كبيرة في الدوري الإسباني، ويقدم أداء متوازناً إلى حد كبير، لا يدافع باستماتة ولا يهاجم بضراوة، مع حفاظه على قيمة وجود في وسط الجدول على طول الخط، لذلك يعتبر بيئة مناسبة للاعبين صغار السن، حيث يوفر لهم دقائق كافية، ويعطيهم ميزة التكيف مع أجواء البطولة وقوة المنافسات.

يعتمد ريال مدريد على سياسة شراء النجوم الكبار كعادته، لكنه يحاول دائماً "أسبنة" الفريق، بمعنى ضم أفضل مواهب إسبانيا والاستفادة من أفضل العناصر المتاحة، لذلك يتعاقد مع أسينسيو وأمثاله، مع إعارتهم إلى نادي مثل إسبانيول، وفي حالة تقديمه مستوى مميزاً، يستطيع بكل سهولة إعادته في الوقت المناسب.

أمام فرق مثل برشلونة، يدافع إسبانيول من أمام مرماه، يخنق منافسه في مساحات ضيقة، ويطبق المرتدة السريعة، لذلك يتعلم لاعبوه كيفية إغلاق زوايا التمرير، مع تحسن واجباتهم الدفاعية مع الوقت. وتتغير استراتيجية اللعب أمام الفرق الأقل، إذ يبادر بالهجوم ويصل إلى المرمى معتمداً على أقل عدد تمريرات، ليتمتع مهاجموه بصبغة اللعب العمودي الخاطف، في النهاية يتم صناعة لاعب يجيد بشدة صيحة التحولات في الكرة الحديثة.

ثنائي رابح
نجحت بشدة تجربة لوكاس فاسكيز في الموسم الماضي، لأنه لاعب سريع وقوي في الصراعات الفردية، يجيد بشدة شغل مركز الجناح الهجومي، يراوغ على الخط ويصنع الفرص والأهداف، مع قوة واضحة في أداء الشق الدفاعي، لذلك استخدمه بينيتيز في بدايات الموسم كلاعب أساسي، ثم أعاده زيدان إلى الواجهة بجعله الورقة الرابحة في أهم مباريات نهاية الموسم.

أسينسيو أيضاً لا يقل عن فاسكيز، لأنه مميز دفاعاً وهجوماً، لكن مع مهارة أعلى ونجاعة أكبر في التسديد من بعيد، بالتالي يمكنه اللعب كجناح أيمن مباشر، وجناح أيسر مقلوب، يستلم ويسكر في العمق من أجل التصويب. هو ساعد هجومي مباشر في طريقة لعب 4-3-3، يساعده مهاجم وجناح آخر كما حدث في مباراة سوسيداد.

يمكن لزيدان أيضاً استخدام لاعبه الشاب كلاعب وسط ثالث في العمق، لأنه يستطيع التحكم في الكرات بالداخل، وقادر على التغطية خلف الظهير المتقدم للهجوم، مع كونه جناحاً داخلياً في الأساس، "إنتريور" على الطريقة الإسبانية، نصف لاعب طرف ونصف لاعب ارتكاز، إنه المفاجأة الأجمل للملكي في افتتاحية النسخة الحالية.