أسير محرر مصاب بداء الرعاش لا يملك ثمن علاجه بعد قطع الراتب

20 يونيو 2017
تدهورت حالته الصحية بسبب الرعاش (تويتر)
+ الخط -
كان للأسير جهاد بني جامع، نصيب أن يرى النور عام 2011 وأن يخرج منتصرا من سجنه على سجانه، فقد كان ضمن قائمة الأسرى الذين سيُفرج عنهم في صفقة وفاء الأحرار. وعقب الإفراج عنه، تزوّج وأنجب طفلين سماهما حسناء والحسن، لكنه اعتُقل ثانية بعد ثلاث سنوات، عقب تنفيذ عملية الخليل وخطف المستوطنين الثلاثة.

قضى بني جامع 21 عاما في الاعتقال الأول، أصيب خلالها بداء "باركنسون" أو شلل ارتعاشي، وهو خلل عصبي يؤدي إلى إصابته بشلل وعدم قدرة على الحراك والكلام، وهو ما يحدث معه الآن بالفعل، إذ لا يستطيع الحراك بشكل كامل، ولا حتى الحديث نتيجة مضاعفات المرض.

أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الأسير بني جامع عقب الاعتقال الثاني، وذلك بسبب حالته الصحية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم، ليعود إلى أطفاله وأهله، لكنه في وضع صحي سيئ.

تقول إيمان بني جامع، زوجة الأسير جهاد لـ"العربي الجديد": إن حالة زوجها سيئة جدا، فهو لا يستطيع الكلام ولا الحراك، نتيجة داء "باركنسون" الذي أصابه أثناء اعتقاله الأول، وهو بحاجة لعلاج دائم ومستمر علّه يتحسن، فداء الارتعاش بحاجة لمتابعة مع الأطباء والمختصين بشكل منتظم.

وتضيف: إن علاج ومراجعة الأطباء المختصين في مرض جهاد، يكلف قرابة 2000 شيقل، أي أكثر من 560 دولارا شهريا، وهذا المبلغ الآن غير متوفر عقب قطع رواتب الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار، من قبل الحكومة الفلسطينية.



اعتُقل بني جامع، البالغ من العمر 49 عاما، وهو من بلدة عقربا جنوب مدينة نابلس، إلى الشمال من الضفة الغربية المحتلة، خلال دراسته تخصص الفيزياء في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، وقد أكمل خلال اعتقاله دراسته في تخصص علم الاجتماع، إذ يمتلك الآن شهادة البكالويوس في علم الاجتماع، إلا أنه لم يستطع العمل بهذه الشهادة، وذلك بسبب وضعه الصحي الصعب نتيجة مرضه.

ليس لدى عائلة بني جامع أي دخل آخر سوى الراتب الشهري الذي كان يصلهم من قبل الحكومة الفلسطينية، فهو المعيل الوحيد الذي تصرفه العائلة في علاج جهاد، وما تبقى منه يكون مصروفا لاحتياجات المنزل، لكنه الآن غير متوفر، ولا دخل للعائلة، وفق ما تقوله إيمان زوجة الأسير جهاد.

وتشير إلى أنها كانت في اليوم الخامس من كل شهر، تستطيع أن تسحب الراتب من البنك، إلا أن هذا الشهر لم يكن راتب جهاد متوفرا، وهو التنفيذ الفعلي لقرار قطع رواتب الأسرى المحررين، وهذا مؤشر خطير سيقضي على الكثير من العائلات الفلسطينية التي تعتمد بشكل أساسي في حياتها عليه.

شارك جهاد وزوجته وطفلاهما، يوم أمس، في اعتصام أمام مقر الحكومة الفلسطينية بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وقد بدا واضحا ما وصل إليه الأسير المحرر جهاد بسبب تدهور وضعه، فكانت زوجته تتكلم عنه، وقد لفت انتباه المتواجدين بسبب حالته الصحية السيئة.

تناشد إيمان بني جامع، كافة المسؤولين للوقوف عند هذه القضية، وعدم المشاركة في قطع مصادر الدخل الوحيدة لدى العديد من الأسرى وعائلاتهم، فغالبية العائلات من النساء والأطفال  يعتمدون على هذه الرواتب الشهرية التي تصلهم، عدا عن الأسرى المرضى، وإذا ما استمر انقطاعها فإن هذه العائلات ستصبح في وضع صعب وخطير.

تتكشف قصص الأسرى وعائلاتهم نتيجة انقطاع الرواتب، فهم كانوا يستطيعون تدبير أمورهم وأمور عائلاتهم بما يصلهم كل شهر، إلا أن انقطاعها كشف أن من قرروا السير على طريق المقاومة والتحرير، واعتقلهم الاحتلال، تركوا خلفهم عائلات بحاجة لمن يسندها ويعيلها، لا أن يقطع عنهم الرواتب ويبقيهم بدون معيل. فمن ضحوا بأعمارهم من أجل الوطن، جدير بكل من يملكون القرار أن يقفوا بجانبهم ويساندوهم حتى آخر رمق.