أسود الرافدين أبطال آسيا... يوم تنفس العراقيون من تحت الركام

29 يوليو 2020
لاعبو العراق يحتفون باللقب التاريخي (فرانس برس)
+ الخط -

تستذكر الجماهير العراقية يوم التاسع والعشرين من شهر يوليو/ تموز، من كل عام، إذ تحل الذكرى التاريخية الكبيرة بفوز منتخب أسود الرافدين بكأس أمم آسيا للمرة الأولى في تاريخه عام 2007 بعد فوزه في المباراة النهائية على المنتخب السعودي بهدف نظيف، في البطولة التي خالفت كل التوقعات بعد أن هزم أسود الرافدين كبار القارة الصفراء وعانق المجد.

وعاش العراقيون لحظات لا تنسى، بعد تتويج منتخب بلادهم باللقب القاري، بعد أن تحولت شوارع العاصمة من الشمال إلى الجنوب إلى عرس وطني واحتفالات كبيرة بالإنجاز الذي وحّد العراقيين، وجعلهم يتنفسون الأمل مجدداً نتيجة الأحداث التي كانت تشهدها البلاد في حينها بسبب الطائفية والخراب الذي شهده العراق، قبل أن يأتي كأس آسيا، ويعيد الحياة للوطن مجدداً.

وتعتبر بطولة كأس آسيا من ضمن أهم بطولات المنتخبات الوطنية في العالم، وقد شهدت هذه البطولة لحظات لا تنسى، ربما يكون من أهمها نجاح العراق في التتويج باللقب عام 2007.

 وتحظى نهائيات كأس آسيا 2007 بأهمية كبيرة في تاريخ البطولة، وذلك كونها أقيمت للمرة الأولى في أربع دول مختلفة، هي إندونيسيا وماليزيا وتايلاند وفيتنام، كما شهدت البطولة مشاركة أستراليا للمرة الأولى في تاريخها.

واستهل المنتخب العراقي مشوار المنافسة بالتعادل مع تايلاند المضيفة 1-1، ثم حقق الفوز بنتيجة 3-1 على أستراليا التي كانت تضم في صفوفها عدداً من النجوم العالميين، من أمثال هاري كيويل ومارك فيدوكا وتيم كاهيل، وتعادل في المباراة الثالثة ضمن دور المجموعات مع عمان 0-0.

بعد ذلك في الأدوار الإقصائية نجح العراق في الفوز على فيتنام 2-0 بالدور ربع النهائي، وفاز في قبل النهائي على كوريا الجنوبية بفارق ركلات الترجيح بعد التعادل 0-0 في الوقتين الأصلي والإضافي. وفي المباراة النهائية، نجح منتخب العراق في تحقيق الفوز بنتيجة 1-0، وذلك بفضل الهدف التاريخي للمهاجم يونس محمود.

 

 

ويقول اللاعب نشأت أكرم عن المباراة النهائية أمام السعودية "في يومها كنت شخصاً آخر،  ونمت في ذلك اليوم كثيراً، بعد وجبة الغذاء ذهبت للنوم، بعد المحاضرة "ذهبت للنوم" بالطريق للملعب أيضا نمت قليلاً، وحتى بعد عمل المساج، لقد كنت "بدم بارد وثقة كبيرة، ولكن بالمباراة كانت النار تشتعل بداخلي لكي نحقق اللقب".

وكشف الدولي العراقي السابق هوار ملا محمد، أسرار  أغلى ركلة ركنية بتاريخ الكرة العراقية، والتي جاء من خلالها هدف الفوز للعراق على المنتخب السعودي بنهائي كأس آسيا 2007.

وقال اللاعب في تصريح خاص لـ"العربي الجديد": "الركلة الركنية التي جاء منها هدف العراق في 2007، برأسية يونس محمود... لا يمكن أن أنسى تلك اللحظات المجنونة والجميلة التي عشتها مع زملائي اللاعبين آنذاك، كنا نريد نقدم الكأس كهدية لشعبنا، لقد كان الوضع في وقتها على غير ما يرام، ولم نكن مرشحين للفوز باللقب الآسيوي، ولكننا فعلناها بعزيمتنا وإصرارنا".

وأضاف: "قبل تنفيذ الركلة الركنية، كان تركيزي عالياً جداً، ومع مرور وقت المباراة كان الشعور بالمسؤولية أكبر، لقد كانت فرصة تاريخية لا تعوض لتحقيق الكأس، وكان لدي إحساس بأننا سوف نسجل هدفا بأي دقيقة من المباراة في النهائي".

وتابع حديثه: "بعد تنفيذ الركلة الركنية، كان شعوري لا يوصف وأنا أرى الكرة التي نفذتها قد دخلت المرمى بعد أن نجح يونس محمود في وضعها بالشباك، شعور لا يمكن أن أنساه طوال حياتي، فرحة هيستيرية لا يمكن التعبير عنها، لقد فقدنا الوعي ونحن نركض نحو مقاعد الاحتياط، لقد كانت أهم لحظة في حياتي، لأنها مشاعر صادقة، وذكريات لا تنسى وسوف تبقى في ذهني وأذهان جميع العراقيين".

المساهمون