استقرت أسواق النفط العالمية، خلال الفترة الأخيرة، في ظل زيادة التزام الدول المنتجة باتفاق خفض الإنتاج، ورغم ذلك يرى خبراء نفطيون أن الأسواق ستحتاج إلى أكثر من جولة في اتفاقية خفض الإنتاج، بهدف الإبقاء على الأسعار عند مستوياتها الحالية.
وقررت الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، خلال اجتماعها في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، خفض إنتاج النفط بنحو 1.2 مليون برميل يومياً.
وفي الـ10 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، اتفقت الدول المنتجة للنفط من خارج المنظمة على خفض الإنتاج بنحو 558 ألف برميل يومياً، ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في أول يناير/كانون الثاني ويستمر ستة أشهر.
وعانت أسعار النفط الخام من هبوط حاد منذ نحو عامين، نزولاً من 120 دولاراً للبرميل منتصف 2014 إلى أقل من 30 دولاراً بداية العام الماضي، قبل أن ترتفع إلى أكثر من 55 دولاراً في الوقت الحالي، الأمر الذي دفع منتجي النفط حول العالم إلى اتخاذ خطوات لتعزيز الإيرادات غير النفطية.
ومن جانبه، قال الأمين العام لمنظمة "أوبك"، محمد باركيندو، الأسبوع الماضي، إنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان ينبغي تمديد اتفاقية خفض الإنتاج بين المنظمة والمنتجين المستقلين، مع عودة الثقة إلى سوق النفط نتيجة الاتفاق التاريخي.
وتعقد منظمة البلدان المصدرة للبترول اجتماعها التالي، للبت في سياسة المعروض، في الخامس والعشرين من مايو/أيار القادم، واحتمالية توجيه الدعوة إلى الدول غير الأعضاء للحضور.
وتوقّع الخبير النفطي الكويتي، كامل الحرمي، تمديد اتفاقية تخفيض الإنتاج والدخول في جولات أخرى من الخفض، إذا دعت الحاجة إلى ذلك، وفي حال لم تتراجع مخزونات الخام العالمية إلى المستوى المستهدف.
وأضاف الحرمي، في اتصال هاتفي مع "الأناضول" من الكويت، أن الدول الأعضاء في "أوبك" أو خارجها قد لا تنتظر ستة أشهر لحين انتهاء فترة الاتفاقية الحالية، إذا ما اقتضت الضرورة مزيدا من التخفيضات فى الإنتاج، لافتاً إلى أن السعودية أبدت استعدادها للمساهمة في أية اتفاقيات أخرى لخفض الإنتاج.
وارتفعت أسعار النفط، اليوم الاثنين، وقفز خام برنت 0.7% إلى 56.39 دولارا للبرميل، صباحاً، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 0.6% إلى 54.31 دولارا للبرميل.
وهبطت أسعار النفط، يوم الجمعة الماضي، بعدما أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة ارتفعت، للأسبوع السابع على التوالي.
لكن السوق ظلت مدعومة في نطاق ضيّق بين أربعة وخمسة دولارات، منذ نوفمبر/تشرين الثاني، عندما وافقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجون المستقلون على تخفيض الإنتاج.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة ارتفاع المخزونات الأميركية 564 ألف برميل إلى 518.7 مليون برميل الأسبوع الماضي.
وكان مستوى الالتزام القياسي بالاتفاق من جانب أوبك مفاجأة للسوق، وتعهدت الإمارات والعراق، الأقل التزاما، بالوصول إلى مستويات الالتزام التي تعهدا بها.
وقدّرت وكالة الطاقة الدولية نسبة التزام أوبك عند مستوى قياسي بلغ 90%، في يناير/كانون الثاني. واستنادا إلى المتوسط الذي قدرته رويترز لمسوح الإنتاج يبلغ مستوى الالتزام 88 %.
(العربي الجديد، الأناضول، رويترز)