تراجعت أسعار النفط في بداية التعاملات الأسبوعية، الاثنين، لأدنى مستوى في قرابة شهرين، تحت ضغوطات ضعف الطلب العالمي على الخام، نتيجة تسارع تفشي فيروس كورونا في أسواق رئيسة. وتراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم نوفمبر/ تشرين الأول، بنسبة 1.62 بالمئة أو 73 سنتاً إلى 41.93 دولاراً للبرميل.
كذلك، تراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط، تسليم أكتوبر/ تشرين الأول، بنسبة 1.81 بالمئة أو 72 سنتاً إلى 39.05 دولاراً للبرميل.
وما زالت أسواق رئيسة تسجَّل فيها أرقام إصابات جديدة ومتسارعة بفيروس كورونا، كالولايات المتحدة، أكبر مستهلك للخام في العالم، والهند ثالث أكبر مستورد، إلى جانب ضعف الطلب في الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو.
يأتي التراجع، على الرغم من إعلان الصين، ثاني أكبر مستهلك للخام في العالم، زيادة واردات النفط بمقدار 11.18 مليون برميل يومياً، في أغسطس/ آب الماضي، مقارنة بـ 10.1 ملايين برميل يومياً على أساس سنوي.
وخفضت السعودية، أكبر مصدر للخام في العالم، السعر الرسمي لبيع الخام العربي الخفيف في أكتوبر/ تشرين الأول، وهو الخام الذي تبيعه لآسيا، بأكبر قدر منذ مايو/ أيار، في مؤشر على أن الطلب يظل ضعيفاً. وآسيا أكبر سوق للخام السعودي من حيث المناطق.
وتظهر بيانات أسعار المستهلك في عديد الاقتصادات الرئيسة، تباطؤاً، بينما سجلت أخرى انكماشاً، ما يدلّ على ضعف الطلب على الاستهلاك.
وقال مدير أمن وأسواق الطاقة لدى وكالة الطاقة الدولية، كيسوكي ساداموري، إنّ من المستبعد أن يتجه الاقتصاد العالمي صوب أي تباطؤ كبير بسبب كوفيد-19، لكن تراكم المخزونات وحالة عدم اليقين إزاء طلب الصين على النفط، يفرضان ضبابية تغلف تعافي أسواق الخام.
وشرح ساداموري لرويترز أن آفاق النفط هي في خضم إما موجة ثانية أو موجة أولى مستقرة لفيروس كورونا. وقال: "هناك قدر هائل من الضبابية، لكننا لا نتوقع أي تباطؤ إضافي كبير في الأشهر المقبلة".
وأضاف في مقابلة: "على الرغم من أن السوق لا تتوقع عودة فعلية قوية للنمو مجدداً، قريباً، فإن الرؤية للطلب أنه أكثر استقراراً مقارنة بما كان عليه قبل ثلاثة أشهر".
وهوت أسعار النفط في الربيع إلى أدنى مستوياتها التاريخية، إذ أدت إجراءات العزل العام بسبب الجائحة إلى سحق الطلب، وقلصت الأسعار خسائرها، لكنها تظل عالقة قرب 40 دولاراً للبرميل.
(رويترز)