أسعار النفط تحترق والمضاربون يخزنون 50 مليون برميل

12 سبتمبر 2014
وفرة المعروض تهبط بأسعار النفط (أرشيف/Getty)
+ الخط -
فيما أبدى وزراء نفط خليجيون عدم قلقهم من انخفاض سعر النفط تحت 98 دولاراً لخام برنت، قالت شركة استشارات في لندن، إن المضاربين يخزنون 50 مليون برميل في حاويات بالقرب من مناطق الاستهلاك الرئيسية، مما يعزز مخاوف من انخفاض الأسعار بشكل أكبر، في ظل وفرة المعروض وانخفاض الطلب عالميا.
وقالت شركة آسبكتس للاستشارات النفطية في لندن أمس، إن نحو 50 مليون برميل مخزنة في حاويات ضخمة على شاطئ سالدانا في جنوب أفريقيا وشواطئ آسيا، مشيرة إلى أن حجم النفط العائم في البحار يعد الأكبر منذ 2008.
وذكرت آسبكتس، أن أحد التجار الصينيين يخزن كميات كبيرة من النفط في سفن ضخمة على شواطئ الصين، ومن غير المعروف عما إذا كان ذلك خطة لتلبية احتياجات الصين، أم أنه جزء من لعبات المضاربين.
ويلاحظ أن أسعار خام برنت ظلت تتأرجح في نطاق ضيق بين 105 دولارات للبرميل و110 دولارات ونادراً ما تخرج من هذا النطاق. ويحدث ذلك رغم الاضطرابات والحروب التي تضرب مناطق الإنتاج الرئيسية في العراق وليبيا والاضطرابات السياسية في نيجيريا. وانخفض سعر خام برنت لأول مرة تحت 98 دولاراً للبرميل أمس.
وقال محللون إن أسعار خام برنت، ربما تشهد المزيد من الانخفاض خلال الفترة المقبلة. وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها أمس، إن الطلب العالمي على النفط يتباطأ بوتيرة ملحوظة بفعل تعثر اقتصادات أوروبا والصين بينما تشهد الإمدادات زيادة مطردة، ولا سيما من أميركا الشمالية.
وأضافت الوكالة التي تقدم المشورة للدول الغربية في تقريرها الشهري أن "التباطؤ الحاصل لنمو الطلب في الفترة الأخيرة جدير بالملاحظة"، وخفضت توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2014 و2015.
وأشارت إلى أن نمو الطلب في الربع الثاني من 2014 وحده تراجع إلى أدنى مستوى في نحو عامين ونصف. وقال محللون في لندن إن انخفاض أسعار النفط يعود إلى ثلاثة عوامل رئيسية، وهي أولاً: تباطؤ النمو العالمي الذي يقلل من الطلب على النفط، خاصة النمو الأميركي، وثانياً: زيادة المعروض بسبب ارتفاع الإنتاج الأميركي وانخفاض الاستهلاك النفطي في روسيا التي تنتج أكثر من 8 ملايين برميل، وتستهلك قرابة 4 ملايين برميل يومياً.
أما السبب الثالث، فيتمثل في عدم تأثير الحروب والاضطرابات في دول الشرق الأوسط على مناطق الإنتاج وخطوط الإمداد للأسواق العالمية.
وحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية، ارتفع مخزون النفط الخام في العالم إلى 2.67 مليار برميل في يوليو/تموز الماضي، وهو الحجم الأعلى منذ سبتمبر/أيلول 2013. لكن وزير النفط السعودي علي النعيمي، هون في تصريحات له أمس الخميس من المخاوف، التي أثارها هبوط أسعار النفط أخيراً، دون مستوى 100 دولار للبرميل.
وحسب وكالة رويترز قال النعيمي رداً على سؤال عما إذا كان الهبوط يدعو إلى القلق متسائلاً "هل سبق لكم أن رأيتموني قلقاً؟".
وأضاف "هذه ليست أول مرة تتغير فيها الأسعار فهي دائمة التغير. إنها عملية ديناميكية". وقال وزير النفط الكويتي علي العمير أمس، إن الانخفاض الحالي في أسعار النفط كان متوقعاً، وليس كبيراً ولا يدعو إلى عقد اجتماع طارئ لمنظمة "أوبك".
وقال العمير للصحافيين على هامش اجتماع وزراء النفط لدول مجلس التعاون الخليجي، إن الهبوط الحالي "ليس هبوطاً كبيراً.. كان متوقعاً أن يكون هناك شيء من الهبوط نتيجة كثرة الإنتاج خاصة في الولايات المتحدة".
ويرى محللون أن أسعار النفط لم تنخفض حتى الآن إلى المستويات التي تهدد المعدلات التي بنت عليها معظم دول الخليج ميزانياتها، وهي في حدود 70 دولاراً للبرميل.