أسرار الماكياج: 2018 سنة البساطة والدقة

الواضح، أنَّ عالم التجميل النسائي في لبنان يشهد هدوءًا في السنوات الأخيرة، بعد ثورة التسعينيات التي خرجت بمجموعة لا بأس بها من أشهر خبراء وخبيرات التجميل، ومنهم من تنقَّل بين الدول العربية، وأسَّس لخطٍ لبناني مُتفرد، نوعاً ما، عن غيره من خطوط الجمال في العالم. يعتبر، علي كتوعة، خبير تجميل لبناني، أن ما شهده لبنان خلال 15 سنة يُعتبر تفرداً عن غيره من الدول العربية. "لكننا اليوم نعود إلى الكلاسيكية التي تُعتبَر مقياساً عاماً لكل ما نقوم به. حافظت في أسلوبي على الماكياج الدُخاني smoke، وهو من الأنواع المطلوبة جداً، لأنه يعطي للعين رونقًا واضحاً. لكنني أتمنى من السيدات اختيار الظلال الرمادية أو البنية أو السوداء، ووفق ما يتناسب مع لون البشرة ورسم "الآيلينر" بدقة لننتهي وكأننا قمنا برسم لوحة على حدود العينين. أما الشفاه فهي لموسمين بقيت لماعة، ويجب أن تتلاءم مع ألوان العيون لتبقى الإطلالة مستقرة بل مضيئة".

الماكياج الفرنسي
من البداية، اتّجهت المدرسة الفرنسيّة في التجميل النسائي إلى البساطة والدقة في عالم الجمال الواسع. وهذه السنة، بحسب خطوط وميول الموضة العالمية، أبقى الفرنسيون على ألوان الباستيل الهادئة، واستفادوا من بعض الألوان غير الفاقعة للتغيير. يصِف خبراء التجميل الفرنسيون الماكياج الناعم، بأنّه الأنسب لكافة أنواع المناسبات. وبالتالي، فإن إبراز جمال البشرة، وملامح الوجه، هي الصورة الأنسَب للمرأة. مُؤخَّراً، نشرت الصحف الفرنسية الخاصة بالجمال، بعض النصائح الخاصة بموسم الشتاء. ومما جاء فيها بداية، ضرورة العناية بالبشرة، إذْ أنَّ الاعتناء في البداية يعطي للوجه نضارة واضحة، وإشراقة تبقى لوقت، كتنظيف البشرة بعمق وفق النصائح. ومن المهم، مثلاً، تنظيفها قبل النوم، ووضع كريم الترطيب الليلي والنهاري، بالإضافة إلى استعمال بعض "ماسكات" المناسبة لنوعية البشرة مرة في الشهر. مما يجدد في الجلد ويؤدّي إلى إشراقة دائمة.

في عروض الأزياء الأخيرة كـ"بالمان" و"كلوي" التي جرت في العاصمة الفرنسية مُؤخّراً، شهدنا على بساطة مذهلة في طريقة تجميل العارضات "بربرا بووي". فظلال العيون جاءت بالألوان الترابية المألوفة والناعمة جداً، أما أحمر الشفاه، فيبقى أحمر دون تعديلات. وكذلك استخدمت طريقة "الهالايتر" عند منطقة الخدود، في حين كانت موديلات الشعر مُتناقضة، وحظيت بنقد لاذع من قبل المتابعين.

أمّا كلوي فكان مضاداً لجهة استعماله للونين الأبيض والأسود حول محيط العيون وداخلها و"الغلوز" الزهري البراق بنعومة. في حين وصفت عارضات "لانفان" lanvin، بأنَّهنّ مررْن أثناء العرض بدون تجميل، ولولا "الهايلايتر"، للزوم الضوء، ما كان الجمهور سيصدق أن العارضات خضعْن لماكياج خاص بالعرض نفسه.

بعد هذه المقدمة الضرورية برأي الفرنسيين، يأتي دور الماكياج. ينصَح خبراء التجميل الفرنسيون بوضع " البرايمر" المنشط الذي يترك البشرة ناعمة، ويحميها من العوامل الخارجية. ثم يأتي دور "الكونسلير" الذي يخفي جزءا من الهالات السوداء إن وجدت، ليأتي دور كريم الأساس. يحذر الفرنسيون من ضرورة إتقان استعمال كريم الأساس، وتناسبه أولاً مع ألوان البشرة. فبعد عملية التنظيف، بإمكاننا وضع كريم الأساس كطبقة خفيفة جداً منه، مع مراعاة الحفاظ على لون البشرة الرئيسي، بالإمكان وضع القليل فقط من أحمر الخدود بلون فاتح كالزهري لتزيدي من إشراقة وحيوية وجهك. يميز الماكياج الفرنسي "الأيلاينر" المجنح، أو رسمة عيون القطط، على أن يوضع "الأيلاينر" بخط رفيع مجنح على الجفن العلوي، وطبقة ظل خفيفة تحت الرموش السفلية، أو يمكن الاستغناء عنها.

تفضل المرأة الفرنسية عدم وضع ظلال العيون، لكن لماكياج السهرات تختار ظل عيون أبيض لؤلؤيا أو فضيا مع لمسات خفيفة من ظل العيون الرصاصي اللون لتحديد خارج الجفن بطريقة طبيعيَّة، وعن الماسكار للرموش، فهي أساسية في الماكياج الفرنسي، وأي نوع آخر من الماكياج، فلا يمكن الاستغناء عنها للحصول على رموش كثيفة وطويلة. العلامة المميزة لماكياج الفرنسيات هو "الروج" الأحمر الأنيق، والذي يتماشى مع فساتين السهرة، بألوان "نيود أو الأسود والأحمر".