السبب، بحسب بعض الديمقراطيين، أن هؤلاء المرشحين للمناصب الرئيسية، أكثر قبولاً من ترامب نفسه. وقال السيناتور الديمقراطي ديك دوربين عن هذا الموضوع: "زاد ذهولي كلما قابلت أعضاء الإدارة، لأن العديدين منهم يبدون متزنين، أكثر بكثير من الرئيس"، لكنه أشار إلى أن هذا الأمر قد يتغير خلال الأسابيع المقبلة، وسط توقع جلسات استماع متفجرة، ضمنها الاستماع للمرشح إلى وزارة الخزانة ستيفن منوشين، وهو الرئيس التنفيذي السابق لـ"غولدمان ساكس".
وأدلى عدد من المرشحين إلى مناصب وزارية بتصريحات هذا الأسبوع تناقض مباشرة أو مواربة مواقف وسياسات من سيكون رئيسهم خلال أيام. وأعلن السيناتور جيفرسون سيسيونس، المرشح لتولي منصب المدعي العام، أنه ضد المنع الكلي لهجرة المسلمين، في تناقض مع دعوة ترامب لمنع المسلمين من دخول البلاد، حتى يتوصل المسؤولون إلى معرفة طبيعة تهديد المتشددين. كما أن ريكس تيلرسون، المرشح إلى وزارة الخارجية، اتخذ موقفاً متشدداً إلى حد ما بشأن كيفية تعامل واشنطن مع روسيا، بالرغم من أن ترامب كان يتحدث عن تحسين العلاقة بين واشنطن وموسكو، ورفض حتى اللحظة الأخيرة اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية. وتردد تيلرسون عندما حاول أحد السيناتورات استدراجه لوصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأنه "مجرم حرب"، بالرغم من أنه أكد دعمه للتعهدات الأميركية بشأن حلف شمال الأطلسي، وهو أمر كان ترامب شكك فيه. وجاءت بعض أقوى الأسئلة، ليس من الديمقراطيين، بل من السيناتور الجمهوري، ماركو روبيو، الذي انتقد تيلرسون بشأن قضايا حقوق الإنسان.
ومع اقتراب جلسة الاستماع إلى ستيفن منوشين، فتح الديمقراطيون موقعاً على الإنترنت لنشر قصص آلاف الأشخاص الذين حجز مصرف "وان وست" على منازلهم، عندما كان منوشين يترأس مجموعة من المستثمرين يملكون البنك. ويأمل الديمقراطيون باستخدام جلسة الاستماع إلى منوشين من أجل إظهار أنهم المدافعون عن الطبقة الوسطى في أميركا. وتعرض تيلرسون إلى أقسى الاستجوابات، مع ضغط روبيو عليه بشأن روسيا، والسيناتور الديمقراطي جيف ميركلي بشأن التغير المناخي وقضايا أخرى. وظهر أن الديمقراطيين لا يريدون توجيه ضربات قاصمة ضد تيلرسون. وقال السيناتور الديمقراطي طوم أودال "لا أريد أن أتجادل معك"، في إشارة إلى موقف غالبية الديمقراطيين.
وظهر الوئام بين الجمهوريين والديمقراطيين خلال جلسات الاستماع إلى المرشحين لرئاسة وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه)، مايك بومبيو، والجنرال المتقاعد جيمس ماتيس لقيادة وزارة الدفاع، والجنرال المتقاعد جون كيلي لوزارة الأمن الداخلي. وقال السيناتور الجمهوري جون ماكين "بومبيو وماتيس وكيلي مرشحون جيدون". وتحرك الكونغرس الأميركي، الذي يهيمن عليه الجمهوريون، سريعاً، لإفساح الطريق أمام ماتيس لتولي وزارة الدفاع. وحظي الجمهوريون بدعم الديمقراطيين الذين يعتقدون أن ماتيس سيعمل كحصن في مواجهة ترامب. ويؤكد دعم الديمقراطيين لماتيس المخاوف بشأن خبرة ترامب القليلة في الشؤون العسكرية، وتلك الخاصة بالسياسة الخارجية، فضلاً عن الاحترام الذي يحظى به ماتيس في صفوف الحزبين داخل الكونغرس بفضل 44 عاماً قضاها في خدمة القوات المسلحة. ومرر مجلس الشيوخ التشريع بسهولة، خلال تصويت أول من أمس، بموافقة 81 عضواً مقابل 17، بعدما دعمه 30 عضواً ديمقراطياً. ولا تزال هناك جلسات استجواب لتوم برايس، المرشح لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية، والنائب العام في أوكلاهوما سكوت برويت، الرافض لمقولة التغير المناخي، كمدير وكالة حماية البيئة، وأندرو بوزدر لوزارة العمل.
(أسوشييتد برس)