أسباب نجاح الدراما التركيّة عربياً

24 أكتوبر 2016
بطلا المسلسل التركي المدبلج المشهور "مهند ونور" (Getty)
+ الخط -
تمكنت الدراما التلفزيونية المدبلجة، منذ منتصف التسعينيات، من اجتياح المحطات التلفزيونية العربية. ولاقت هذه الظاهرة رواجاً كبيراً منذ بدايتها، بسبب تناولها مواضيع غير مألوفة في الدراما العربية أكثر جرأة وتتجاوز الحدود المسموح بها في الدراما العربية. وفي منتصف العقد الماضي، اتجهت شركات الدوبلاج لنقل الدراما التركية إلى اللغة العربية، ومنذ ذلك الحين، وهي الأكثر متابعة وجماهيرية في الوطن العربي، ويعود ذلك للعديد من الأسباب، وهي:

الدبلجة باللهجة العامية
عندما بدأت دبلجة المسلسلات المكسيكية إلى اللغة العربية، دبلجت إلى الفصحى، مما جعل العديد من المشاهدين ينفرون من الدراما المدبلجة للاصطناع في الأداء واللغة، إلا أن ظهور الدراما التركية كسر تلك القاعدة، وشكل نقطة تحول مهمة في عالم الدوبلاج، حيث تمت الدبلجة فيها باللهجة السورية العامية، مما جعلها أقرب إلى الحياة اليومية للمشاهدين. إضافةً إلى التطور التقني الذي ارتبط بها، حيث ضبطت حركات شفاه الممثلين مع لفظ المدبلجين. كما أن توجه بعض الممثلين السوريين المحترفين للعمل بالدوبلاج، مثل مكسيم خليل، جذب جمهورهم لمتابعة أعمالهم، وزاد من شعبيتها سريعاً.

البيئة التركية تشبهنا أكثر
عانت المسلسلات المدبلجة، في السابق، من التفاوت بين بيئة العمل المدبلج (المكسيكي)، والبيئة العربية، فكانت أسماء الشخصيات وعادات المجتمع الذي تقدم فيه الحكاية وتقاليده غريبةً عنا. إضافة إلى أن المشاكل التي تطرحها الدراما المكسيكية من الصعب إسقاطها على المجتمع العربي، ولا تشبهه. بينما طرحت الدراما التركية ثقافة مألوفة، نتيجة للتأثير المتبادل بين الحضارة العربية والثقافة العثمانية، إضافةً للطابع الإسلامي الموجود في تركيا. أغلب أسماء الممثلين كانت عربية، ووجود الحجاب في بعض المشاهد، ووجود عادات مشتركة في طقوس العزاء والأعراس ودفن الموتى واحترام الروابط الأسرية، جعل الدراما التركية أقرب إلينا، ولاسيما أن عادات الأتراك الاجتماعية تشبهنا كثيراً، فشاهدنا الكثير من المشاهد المألوفة التي لا يمكن أن نراها في الدراما المكسيكية وغيرها، كتقبيل يد الأم.

جمال الممثلين
رغم أن المسلسلات المدبلجة المكسيكية كانت تحوي عدداً لا يحصى من الحسناوات، إلا أن العرب مالوا إلى الجمال التركي أكثر، الذي يجمع بين الملامح الشرقية والجاذب الأوروبي، وذلك جعل الدراما التركية تلاقي رواجاً وإقبالاً واسعاً من قبل فئتي الشباب والمراهقين.

الإخراج والتقنيات العالية
جاءت الدراما التركية بسيناريوهات تشبه الواقع العربي والتفاصيل الحياتية اليومية في بلادنا، بعيداً عن تلك السيناريوهات التي طرحتها الدراما المكسيكية أو الهندية بالكثير من المبالغة، إضافةً إلى أنها استخدمت العديد من التقنيات الحديثة في الإخراج، واستطاعت توظيف عوامل كانت مغفلة بالدراما العربية في خدمة النص، كعاملي الإضاءة والموسيقى، مما تسبب في حالة من الإبهار بالجمالية في الصورة غير معهودة في الدراما العربية.

المعالم السياحية
تعتبر تركيا من أجمل دول العالم، واستطاعت الدراما التركية توظيف المعالم السياحية والطبيعية في تركيا بشكل ذكي في مسلسلاتها، من خلال تصوير الشوارع والمدن والساحات العامة بلقطات ساحرة، مما شجع المشاهد العربي على متابعة هذا النوع من الدراما، للتعرف على معالم تركيا، واشتهرت الكثير من المعالم التركية، من خلال الدراما، في الوطن العربي، كقصر "عبود أفندي" الواقع على مضيق البوسفور الذي عرف في العالم العربي بقصر مهند ونور.


المساهمون