يبحث علماء النفس في ظاهرة التفاوت في قوّة الإيمان الديني بين شخص وآخر، ويحاولون التعرّف على العوامل الأكثر تأثيراً في هذا الشأن. من جهته، يرى الدكتور أندي تيكس، من قسم علم النفس في كلية المجتمع، نورمانديل في بلومينغتون، مينيسوتا الأميركية، أنّه يستطيع الاعتماد على ثلاثة متغيرات بالاستناد إلى جميع البحوث التي أجريت.
أوّل المتغيرات الاستعدادات الوراثية، التي تبيّن أنّ التوائم المتطابقة حتى وإن كانت متباعدة في المسافة فإنّها تتشابه في المعتقدات والأنشطة الدينية أكثر من التوائم غير المتطابقة. وفي الواقع، هناك أدلة علمية على أنّ من 30 إلى 50 في المائة من الفروق بين الأفراد في الإيمان الديني يرجع إلى عوامل وراثية. ويوضح الدكتور تيكس، أنّه ليس هناك توارث لجينات دينية، لكنّ بعض سمات الشخصية قد تؤثّر على الإيمان، مثل الانفتاح والتواضع والتشكيك، ما يجعلنا مهيئين وراثياً للتأثّر بما حولنا أكثر ممّا نتخيل.
العامل الثاني، هو الحاجة إلى السيطرة، إذ درس علماء عدداً من الأفراد حددوا مهمتهم إمّا للكتابة عن حدث إيجابي سيطروا فيه على الوضع، أو عن آخر فقدوا فيه القدرة على التحكّم بالأمور. وتبيّن أنّ الأشخاص الذين اعتقدوا أنّهم قادرون على السيطرة كانوا أقل إيماناً بوجود الله. يعلل الدكتور تيكس ذلك بأنّنا غالباً ما نلجأ إلى الإيمان والصلاة حين نفقد السيطرة، والعكس صحيح.
أمّا العامل الثالث الذي يؤثّر على عمق إيماننا الديني، فهو المجموعات التي ننتمي إليها، أي الأسرة والمجتمع والثقافة الأوسع. إذ تؤيد البحوث التي تستند إلى استطلاعات رأي "غالوب" هذه النقطة. على سبيل المثال حين طرح السؤال الآتي: "هل الدين جزء مهم من حياتك اليومية"؟ أجاب بـ"نعم" أكثر من 99 في المائة من المصريين، و66 في المائة من الأميركيين، و16 في المائة من السويديين. لذلك، يعتقد الدكتور تيكس أنّه كان يظن، على الصعيد الشخصي، أنّه اختار معتقداته الدينية والروحية، لكنّ الحقيقة هي أنّه ربّما كان سيتصرّف بشكل مختلف تماماً لو نشأ في مصر أو في السويد.
اقــرأ أيضاً
يقول خليل (40 عاماً) لـ "العربي الجديد": "أختلف مع والدي بشكل دائم حول المعتقدات الدينية، وأعتبر نفسي أكثر إيماناً منه، على الرغم من أنّني في السابق تأثّرت كثيراً بأفكاره حول شؤون الحياة وأسلوبه في الإيمان والشك، كونه علّمني منذ الصغر على معتقداته، التي هي في الغالب أقرب إلى الإلحاد لكنّها تؤمن بشدة بالإنسانية والرحمة. يرفض والدي العجائب الدينية ويرى فيها نوعاً من الاستهتار بعقول الناس". يتابع خليل: "وجدت نفسي أميل إلى الإيمان بها من دون حاجة إلى دليل علمي، بل بعد التعمّق في قراءة الدين ومتابعة حوارات تتعلّق بهذا الشأن. لكن، ما إن أحاول مناقشة الأمور الدينية مع والدي حتى يرتفع صوتنا من دون أن يقنع أي منّا الآخر. وينظر إليّ نظرة استخفاف، لأنّه لا يؤمن بغير الأدلة العلمية وما عدا ذلك مجرّد خرافات وأساطير. قد يعود تأثّري بوالدي في مرحلة الطفولة والمراهقة، إلى انّني كنت أراه مثالاً أعلى، لكن، بمرور الزمن، أثّر بي كثير من الظروف الصعبة التي دفعتني إلى البحث والتعمّق من جديد في أمور الدين".
يقول الدكتور تيكس، إنّنا نتأثّر بأفكار الأشخاص الذين نعجب بهم في الغالب ونسعى إلى التصرّف على طريقتهم، فإن اعتقدنا أنّ الشخص الملحد مثير للاهتمام نميل إلى الإلحاد. كذلك، يؤكد الدكتور أنّ أياً من المعلومات التي ذكرها لا تتعارض مع إيمانه ويرى أنّ العلم والدين لا يتعارضان إن بحثنا بعمق.
أوّل المتغيرات الاستعدادات الوراثية، التي تبيّن أنّ التوائم المتطابقة حتى وإن كانت متباعدة في المسافة فإنّها تتشابه في المعتقدات والأنشطة الدينية أكثر من التوائم غير المتطابقة. وفي الواقع، هناك أدلة علمية على أنّ من 30 إلى 50 في المائة من الفروق بين الأفراد في الإيمان الديني يرجع إلى عوامل وراثية. ويوضح الدكتور تيكس، أنّه ليس هناك توارث لجينات دينية، لكنّ بعض سمات الشخصية قد تؤثّر على الإيمان، مثل الانفتاح والتواضع والتشكيك، ما يجعلنا مهيئين وراثياً للتأثّر بما حولنا أكثر ممّا نتخيل.
العامل الثاني، هو الحاجة إلى السيطرة، إذ درس علماء عدداً من الأفراد حددوا مهمتهم إمّا للكتابة عن حدث إيجابي سيطروا فيه على الوضع، أو عن آخر فقدوا فيه القدرة على التحكّم بالأمور. وتبيّن أنّ الأشخاص الذين اعتقدوا أنّهم قادرون على السيطرة كانوا أقل إيماناً بوجود الله. يعلل الدكتور تيكس ذلك بأنّنا غالباً ما نلجأ إلى الإيمان والصلاة حين نفقد السيطرة، والعكس صحيح.
أمّا العامل الثالث الذي يؤثّر على عمق إيماننا الديني، فهو المجموعات التي ننتمي إليها، أي الأسرة والمجتمع والثقافة الأوسع. إذ تؤيد البحوث التي تستند إلى استطلاعات رأي "غالوب" هذه النقطة. على سبيل المثال حين طرح السؤال الآتي: "هل الدين جزء مهم من حياتك اليومية"؟ أجاب بـ"نعم" أكثر من 99 في المائة من المصريين، و66 في المائة من الأميركيين، و16 في المائة من السويديين. لذلك، يعتقد الدكتور تيكس أنّه كان يظن، على الصعيد الشخصي، أنّه اختار معتقداته الدينية والروحية، لكنّ الحقيقة هي أنّه ربّما كان سيتصرّف بشكل مختلف تماماً لو نشأ في مصر أو في السويد.
يقول خليل (40 عاماً) لـ "العربي الجديد": "أختلف مع والدي بشكل دائم حول المعتقدات الدينية، وأعتبر نفسي أكثر إيماناً منه، على الرغم من أنّني في السابق تأثّرت كثيراً بأفكاره حول شؤون الحياة وأسلوبه في الإيمان والشك، كونه علّمني منذ الصغر على معتقداته، التي هي في الغالب أقرب إلى الإلحاد لكنّها تؤمن بشدة بالإنسانية والرحمة. يرفض والدي العجائب الدينية ويرى فيها نوعاً من الاستهتار بعقول الناس". يتابع خليل: "وجدت نفسي أميل إلى الإيمان بها من دون حاجة إلى دليل علمي، بل بعد التعمّق في قراءة الدين ومتابعة حوارات تتعلّق بهذا الشأن. لكن، ما إن أحاول مناقشة الأمور الدينية مع والدي حتى يرتفع صوتنا من دون أن يقنع أي منّا الآخر. وينظر إليّ نظرة استخفاف، لأنّه لا يؤمن بغير الأدلة العلمية وما عدا ذلك مجرّد خرافات وأساطير. قد يعود تأثّري بوالدي في مرحلة الطفولة والمراهقة، إلى انّني كنت أراه مثالاً أعلى، لكن، بمرور الزمن، أثّر بي كثير من الظروف الصعبة التي دفعتني إلى البحث والتعمّق من جديد في أمور الدين".
يقول الدكتور تيكس، إنّنا نتأثّر بأفكار الأشخاص الذين نعجب بهم في الغالب ونسعى إلى التصرّف على طريقتهم، فإن اعتقدنا أنّ الشخص الملحد مثير للاهتمام نميل إلى الإلحاد. كذلك، يؤكد الدكتور أنّ أياً من المعلومات التي ذكرها لا تتعارض مع إيمانه ويرى أنّ العلم والدين لا يتعارضان إن بحثنا بعمق.