أزياء الخريف... عودة بروح حديثة إلى التقليد

05 سبتمبر 2016
من مجموعة جورج حبيقة لهذا الشتاء (مكتب حبيقة الإعلامي)
+ الخط -
الحداثة والجرأة. مفهومان جديدان لعناوين موضة هذا العام، هكذا عبّر عدد من مصممي الأزياء في العالم، وتحديداً في العالم العربي عن رؤيتهم للواقع وتفاصيل موضة هذا الموسم. هو ربما عصر التناقض في بعض التصاميم والألبسة الجاهزة، تماماً كما كل شيء متناقض في هذا العالم الحديث. وظهرت بعض القطع الخاصة، خالية من الزخرفة، ومؤلّفة من أقمشة بسيطة شاع استعمالها، وذلك في عودة إلى القديم والكلاسيك. كما ظهر عند بعض المصممين تأرجحٌ بين البراق والهادئ و"السادة"، وبين بعض الأزياء التي داهمتها الألوان، فجعلتها أشبه بلوحات تجريدية، ولو أن بعضها عملي للحياة اليومية. 

عروض "ماكسي مارا" الأخيرة
ما تزال خيوط الموضة الخاصة بفصلي الخريف والشتاء المقبلين، تتنافس استباقاً لموسم البرد المقبل. في الصورة العامة، ورغم التقليدية التي تميّز بها دار "ديور"، وغيره من بيوت الموضة العالمية، جاء دور الجلد و"الشاموا" أساسيّاً في عدة مجموعات خاصة عُرضَت أخيراً بين باريس وروما. الإكسسوار الذي استخدمه عدد من مصممي الأزياء في العالم العربي، بدا مرافقاً أساسياً للأزياء المصممة، وحتى الجاهزة منها، كالوشاح الكلاسيكي الذي يُسيطِر على ميول وأناقة الفتيات في فصل البرد، والغالب هو الوشاح الكلاسيكي ذو اللون الواحد أو وشاح المربعات الصغيرة، إضافة إلى القمصان الصوفية أو القطنية المربّعة الملونة بألوان عديدة. كما اتّجهت خطوط الأناقة إلى بعض الألوان الجديدة. يتسيّد هذا العام اللون الخمري أو النبيذي على عرش الألوان، وذلك على الرغم من سيطرة الألوان الداكنة في أماكن أخرى.
إضافة إلى الحقائب الخاصة الملونة بألوان الشتاء كالبني والأسود والخمري، يأتي دور الأحذية الشتوية التي أعطت الأولوية للجزمة الطويلة فوق الركبة، وأصبحت من آخر الصيحات التي يجب اتّباعها هذا الشتاء من أجل الحصول على إطلالة مُكمّلة. وقالت الصحف الفرنسية إن الجزمات الطويلة مع الفساتين والتنانير، ضرورية هذا الموسم للحصول على "لوك" شتوي عصري. في عروض "ماكسي مارا" الأخيرة، خرجت دار الأزياء الشهيرة بأشكال فتيات الـNew Machine Age اللواتي يقدن السيّارات الرياضيّة والطائرات، والناجحات في مجالات العلوم. اتّسمت قطع التشكيلة في العرض بالمربّعات المتقاطعة، وعلامة الـV العملاقة، والأشكال الكلاسيكيّة. وبرز الخرز البراق على جوانب القطعة، وكذلك تنوعت الأقمشة بين الصوف المغلّف بمادّة البلاستيك البرّاق، وكذلك أنواع من الكشمير، الشفاف اللمّاع، والصوفي الناعم.



غزو معاطف الفرو والجلد
انشغلت عدد من دور الأزياء العالمية بتصاميم خاصة بالفرو، ومنها "ماكسي مارا" و"رالف لورين" و"كريستيان ديور". وتميّزت المعاطف بألوان مُستجدة على عالم المعاطف التقليدي. فشاهد المتابعون معطف الفرو الأصفر مع "فرساتشي"، وفستان الفرو الأخضر والأحمر مع "إيغنر". كما تميزت بعض المعاطف الأخرى بياقات من الفرو الطبيعي للمرأة العمليّة.
وحاول بعض المصممين العودة إلى عصر "هوليوود"، في اقتناء وارتداء الفرو عبر "بوليرو" من الفرو للأيام العادية والمناسبات. ولم توفر دور الأزياء الأوروبية الدخول في منافسة مشتركة من ناحية التجديد في موديلات الجلد. ووصفت بعض الصحف العالمية الألبسة والسترات الجلدية، بأنها تتربّع على عرش الموضة في الخريف والشتاء. ولم تقتصر وفق المجلات المتخصصة على السترات، بل كان للفساتين والسراويل المصنوعة من الجلد حضور لليوميات العادية. لكن المنافسة بالألوان غلبت على دور الأزياء، فتميزت دار "إيغنر" باللون البني في مصنوعاتها الجلدية. واتخذت دار "هرمس" من النبيذي أو الخمري ألواناً أساسية لأزيائها الجلدية هذا الموسم.

جورج حبيقة

فاجأ المصمم اللبناني، جورج حبيقة، المهتمين بعالم الموضة، بمجموعته الجديدة لموسم خريف وشتاء عامي 2016-2017. الألوان خفيفة ومستوحاة من الـ"باستيل" والأزهار الطبيعية. ربما حرّك حبيقة التقليدية المطلوبة في تصميم وتنفيذ الأزياء، لكنه خرج عن عهده، بعد سنوات من الالتزام بخط معيّن، إلى عالم من الألوان والموديلات التي تحاكي كل الأذواق، لا سيما ذوق المرأة العصرية اليوم.
اللافت أيضاً، كان القماش ونوعية الأقمشة التي خرجت في العرض الأخير لحبيقة. واتَّخذ تركيز المصمم على الإكسسوار المرافق للأزياء بعداً جديداً، ربما هو نوع من التغيير وعدم التفنّن فقط في نوعية تصميم الزيّ لوحده، بل تنفيذ لباقي الأغراض المُكملة للأناقة برأي حبيقة.
ضمن أسبوع الموضة الفرنسي الذي أقيم أخيراً، كان عرض جورج حبيقة مختلفاً عن زملائه، ولم تجمع الألوان ولا خطوط الموضة العالمية التي ظهرت في الصور الخاصة بالعرض، أي رابط بين ميول وخطوط المصممين العالميين الذين اتجهوا إلى التقليدية. وخيّم الرمادي والأبيض والأسود على كل التصاميم بما فيها الفساتين، وحتى على الألبسة الجاهزة، وذلك لو ابتعدنا قليلاً عن التصميم والخياطة. جمع حبيقة الأقمشة الخفيفة، على الرغم من البرد، وزيّنها بتطريزات مُتقنة مستوحاة من الورود الملونة، وكأنه يجمع الفصول مداورة، ولا ينتظر أو يلتزم بشتاء عابر. ألوان وخامات وقصات، أشبه بالتحولات. أعاد حبيقة موديلات فساتين مكسي وفساتين قصيرة إضافة إلى الفساتين الطويلة. لكنه راعى في المقابل أذواق السيدات، فاعتمد على قصّات قصيرة، وأقمشة بسيطة، أما أبرز الألوان التي تناولها، فكانت الوردي والأبيض والأزرق الفاتح.


المساهمون