اشتدت حدة الأزمة الإنسانية في اليمن بفعل أزمة وقود دفعت قائدي السيارات للانتظار أياماً في طوابير تمتد أمام الناظر، في بعض محطات البنزين، إلى ما لا نهاية.
والأزمة الجديدة ليست سوى واحدة من مشاكل كثيرة تفرزها المعاناة في الحرب الأهلية، التي تخوضها حركة الحوثيين المتحالفة مع إيران وتحالف بقيادة السعودية يدعمه الغرب، غير أن تداعياتها بعيدة الأثر.
والوقود ليس ضرورياً للسيارات فقط، بل لمضخات المياه ومولدات الكهرباء في المستشفيات، ولنقل السلع في مختلف أنحاء البلاد حيث يقف الملايين على شفا المجاعة.
وقال نشوان خالد، الواقف يومين في طابور انتظاراً لدوره في الحصول على البنزين في صنعاء، إن الأزمة أثرت على جميع أفراد الشعب اليمني. وقد اضطر عدد كبير من محطات البنزين في العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، للإغلاق. وقال نشوان "أنا أوقفت شغلي وأوقفت حياتي".
ويباع البنزين في السوق السوداء بنحو ثلاثة أمثال السعر الرسمي. ومن الممكن أن يقف السائقون يومين أو ثلاثة أيام في انتظار دورهم. وقالت سلطانة بيجوم، ممثلة المجلس النرويجي للاجئين، إن "نقص الوقود في اليمن يعمل على تفاقم الوضع الإنساني المتردي في البلاد ويؤدي إلى مستويات غير مقبولة من المعاناة".
ويتعين أن تمر الواردات إلى المناطق الخاضعة للحوثيين عبر قيود مشددة، يفرضها التحالف العسكري، الذي تقوده السعودية والذي تدخل في اليمن في 2015، لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وتقول وكالات الإغاثة إن من الممكن احتجاز الإمدادات في الموانئ وعلى الخطوط الأمامية شهورا بسبب البيروقراطية على الجانبين.
وقال أحمد ناصر وهو يقف عند محطة بنزين "اليوم نحن في وضع بغاية السوء. توجد أزمة وقود وهم يمنعون سفن الوقود من دخول اليمن بحجة الأمن. نحن نعاني من أزمات في الوقود والبضائع وكل السلع".
وأنشئت آلية تفتيش خاصة تابعة للأمم المتحدة انطلاقاً من جيبوتي في 2015، بعد أن اتهم التحالف الحوثيين بتهريب أسلحة إيرانية عن طريق موانئ تحت سيطرتهم، ونفت الحركة وطهران هذا الاتهام. وتحتاج السفن أيضاً لتصريح خاص من الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ومن التحالف السني المدعوم من الغرب لدخول الموانئ.
وفي الأسبوع الماضي قال مارك لوكوك المسؤول عن مساعدات الأمم المتحدة، إنه يشعر بقلق لأن الواردات تواجه تعقيدات أخرى من قواعد جديدة للحكومة اليمنية فيما يتعلق بالوقود التجاري.
وقال في وقت سابق هذا الشهر، إن التحالف والحكومة يمنعان عشر سفن تحمل 163 ألف طن من واردات الوقود التجارية، أي ما يزيد على متوسط الواردات الشهرية، من دخول ميناء الحديدة.
وقالت مصادر في الميناء إنه تقرر السماح لسفينتين بالرسو. ولم يتسن الاتصال على الفور بالمتحدث باسم التحالف للتعليق. وقالت وسائل إعلام سعودية رسمية إن لجنة حكومية اتهمت الحوثيين بتلفيق أزمة الوقود رداً على هذه القواعد.
(رويترز)