أخلت إدارة جامعة بيرزيت الفلسطينية، اليوم الأربعاء، الحرم الجامعي من الطلبة حتى إشعار آخر، عقب خلاف مع الطلاب حول قرار بمنع "مظاهر عسكرة النشاطات الطلابية"، بعد أن قام الطلاب بتحطيم أحد مداخل الجامعة، قبل أن تقرر لاحقا استئناف التدريس كالمعتاد في الجامعة الخميس، ومنح فرصة للحوار بين إدارة الجامعة والطلبة.
وقالت الجامعة في وقت سابق اليوم الأربعاء، إن "مجلس الجامعة عقد اجتماعاً طارئاً اليوم، حول ما قامت به مجموعة من الطلبة من تحطيم وتكسير مدخل الجامعة الغربي، وما رافق ذلك من عنف. هذا العمل يخالف الأنظمة والقوانين الجامعية".
وقال ممثل القطب الطلابي في مجلس الطلبة، وسام عويضات، لـ"العربي الجديد"، إن الأزمة بدأت يوم 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حين اعترض أمن الجامعة على فعالية لحركة الشبيبة الفتحاوية في ذكرى استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وأوضح عويضات: "إدارة الجامعة استدعت الكتل الطلابية قبل أيام لتقترح عليها توقيع ميثاق شرف يمنع (مظاهر عسكرة النشاطات)، مهددة الكتل التي لن توقع بتجميدها، فرفضت جميع الكتل ذلك"، مشيراً إلى أن "الفعاليات التي تقوم بها الكتل رمزية، وليست عسكرية بالمعنى الحرفي، وهي من إرث العمل الطلابي في الجامعة، خصوصاً في مناسبات إحياء ذكرى انطلاق الفصائل".
بدوره، قال عميد كلية الدراسات العليا في الجامعة، مهدي عرار، لـ"العربي الجديد": "قرار الجامعة ليس جديداً، فعسكرة الأنشطة غير مسموح به منذ فترة طويلة، والمسألة هي تنفيذ قرار سابق، وهناك ميثاق شرف موقع من كل الكتل الطلابية قبل سنوات يمنع أن يكون هناك أي نوع من أنواع العسكرة في الجامعة".
وأضاف عرار: "نفخر بالحركة الطلابية في جامعة بيرزيت، وهي حركة قوية ومؤثرة، ونتمنى لها التوفيق. أي كتلة تريد الاحتفال أو إقامة فعاليات فلديها مساحة واسعة من الحرية والتعبير عن آرائها، لكن دون أن تكون هناك مظاهر مثل اللباس العسكري أو اللثام، وليس كل ما يصلح فعله خارج الجامعة يمكن فعله داخلها".
وكان الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، قد حّرض على جامعة بيرزيت في بيان أصدره في الرابع من الشهر الجاري، وجاء في البيان التحريضي أن "إدارة جامعة بيرزيت تمكن الكتلة الإسلامية الذراع الطلابية لحركة حماس من العمل بحرية داخلها، والقيام بالتحريض على الإرهاب".
ونفى مهدي عرار أن تكون للقرار أو الإجراءات الأخيرة علاقة بتحريض جيش الاحتلال، مؤكداً أن "تحريض الاحتلال على الجامعة متواصل، سواء في ظل مظاهر العسكرة أو بدونها، ولو كان هذا السبب لما كان هناك ميثاق شرف موقع سابقا"، مضيفا أن "إخلاء الجامعة مستمر حتى إشعار آخر، وهو للطلبة وليس للعاملين أو المدرسين".
ورفض وسام عويضات ما ذكره عرار، وقال إن "ميثاق الشرف الذي تتحدث عنه الجامعة كان يتعلق بفترة مؤقتة، وهناك عرف في الجامعة يسمح بهذه الفعاليات التي تحمل طابعا يرمز إلى العمل الكفاحي، ولا تقوم الكتل الطلابية بإدخال أسلحة، وكل ما تقوم به هو مسيرات وفعاليات بلباس رمزي".
وأكد عويضات عدم قيام الطلاب بتدمير ممتلكات الجامعة، قائلا: "قام القطب الطلابي، ومعه كل الكتل الطلابية، بفتح البوابة بعد مشادات مع أمن الجامعة الذي منع إدخال المواد التي كان من المفترض إقامة الاحتفال بها، وأقيمت الفعالية داخل الجامعة".